سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهلالي الشربينى «النوايا الطيبة لا تكفي».. تسريبات الثانوية «نقطة سوداء» وملف القيادات «تحت السيطرة».. ثورة أولياء الأمور أجبرته على تغيير المناهج.. وتقدم ملحوظ في ملف تدريب المعلمين
ورث الدكتور الهلالى الشربيني، وزير التربية والتعليم تركة ثقيلة في أكثر الوزارات التي تعج بالمشكلات والأزمات، بذل الرجل جهودا مضنية لإصلاح ما يمكن إصلاحه في كثير من الملفات الشائكة، لكن كم المشكلات والأزمات التي واجهته كانت أكبر من قدراته بشكل جعله يخفق في تحقيق إنجاز سواء فيما يتعلق ب "التربية" أو "التعليم".. مر نحو 11 شهرا منذ توليه المسئولية في سبتمبر من عام 2015، خلفا للدكتور محب الرافعى وزير التعليم السابق، تسلم "الشربيني" المسئولية قبل بدء العام الدراسى الماضى بأيام قليلة، ولم يكن على علم بمجريات الأمور داخل المديريات التعليمية، ولم يقف على الاستعداد للعام الدراسى الجديد. صيانة المدارس وكان أول شيء اصطدم به الهلالى فور توليه المسئولية ملف صيانة المدارس، فقد اكتشف الوزير أن العام الدراسى يطرق الأبواب والمديريات التعليمية لم تقم بأعمال الصيانات اللازمة، فحاول جاهدا أن ينقذ ما يمكن إنقاذه في هذا الملف الشائك فضغط على مسئولى المديريات، وخاطبهم أكثر من مرة لتنفيذ أعمال الصيانة، فالتزم عدد من وكلاء الوزارة في المديريات بتنفيذ الخطة الاستثمارية خلال العام الدراسى 2015/2016 ولم يستجب عدد آخر، حتى انتهى العام الدراسى ولم يقدم هؤلاء شيئا في ملف صيانات المدارس، فأحال وزير التعليم المتقاعسين إلى جهات التحقيق وكانوا 4 من وكلاء الوزارة أعادوا إلى خزانة وزارة المالية أكثر من نصف مليار جنيه هي قيمة أموال الصيانات التي لم ينفذوها في المدارس التابعة لمديرياتهم. ولتفادى ما حدث خلال العام المنقضي، طالب الهلالى وكلاء الوزارة بالمحافظات بأن يبدأوا إجراءات صيانات المدارس مبكرا، من خلال إجراء مناقصات الطرح، وإسناد أعمال الصيانات للمقاولين فور الحصول على الاعتمادات المالية حتى لا تتكرر مأساة الصيانات في العام الماضي. الثانوية العامة ما حدث في امتحانات الثانوية الماضية من مهازل وتسريبات يعد السقطة الكبرى لوزير التعليم الحالي، والذي يعتبره البعض قد رسب بجدارة في اختبار الثانوية العامة، وهو الاختبار الأهم ضمن ملفات التربية والتعليم، وكانت هناك العديد من الأسباب والدوافع التي أدت إلى حدوث تلك الفضيحة في امتحانات الدور الأول بتسريب مادتى التربية الدينية والديناميكا، واعترفت الوزارة في حينه، وأحالت المتورطين إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، أما فيما يتعلق بوزير التعليم ومسئوليته عم حدث، فإن الثقة الزائدة بالنفس واحدة من السمات الشخصية لوزير التعليم، ولقد كانت هناك عدة أخطاء في ملف الثانوية العامة قبل بدء الامتحانات وتم عرضها على الوزير لكنه لم يتخذ حيالها أي إجراء لثقته الزائدة في أنه لا يستطيع أحد أن يخطئ في وجوده، ومن المواقف الدالة على فرط اعتداد الوزير بنفسه أنه في أحد اللقاءات والتي سبقت امتحانات الثانوية العامة، أشرنا له إلى وجود خلاف شديد بين قيادات امتحانات الثانوية العامة، وأن الكنترولات تلقت تعليمات متضاربة فأكد الوزير أن هذا لن يحدث وأنه قادر على وأد أي خلاف، واكتفى بجلسة صلح بين قيادات الامتحانات في مكتبه، وهى الجلسة التي نظمها رئيس قطاع شئون مكتب الوزير اللواء حسام أبوالمجد بناء على ملاحظات أبداها رئيس الإدارة المركزية للأمن بالوزارة اللواء عمرو الدسوقي، ولكن للأسف فإن هوة الخلاف بين قيادات الامتحانات أخذت في الاتساع بدلا من التلاشي، وكانت تلك الخلافات واحدة من أسباب الفشل في امتحانات الثانوية العامة الماضية. غضب أولياء الأمور تمكن وزير التعليم الحالى من امتصاص موجة غضب أولياء الأمور، وذلك بعد أن وصلت حالة الغضب إلى حد إعلان بعض الأمهات الثورة على المناهج، بسبب الأخطاء التي ظهرت في الكتب المدرسية على مدى العام الدراسي، الهلالى بترتيب المستشار الإعلامي له بشير حسن عقد لقاء جماهيريا بالأمهات الغاضبات واستمع إلى مطالبهن في أبريل من العام الماضي، وشملت المطالب ألا يؤدى الطلاب في المرحلة الابتدائية والاعدادية امتحانات نهاية العام في نفس الأجزاء التي أدوا فيها امتحانات "الميدتيرم" لأنه سيكون تكرارا مخلا من وجهة نظرهم، فاستجاب الهلالى لمطلبهن، كما استجاب لمطلبهن الخاص بتخفيف المناهج وشكل لجنة متخصصة لهذا الغرض. القيادات أخفق الدكتور الهلالى الشربينى في اختيار بعض القيادات ما ترتب عليه إخفاق في إدارة عدد مهم من الملفات، ومن هؤلاء الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام الذي أخفق في إدارة العديد من الملفات المهمة في القطاع، ما جعل الوزير يتعامل مباشرة مع رؤساء الإدارات المركزية ومديرى عموم الإدارات التابعة للقطاع؛ لكن بالرغم من هذا فإنه لا ينسى موظفو الوزارة والمتابعون للشأن التعليمى أن الهلالى تمكن من تفكيك العديد من جماعات المصالح، وإنهاء عمل قيادات كانوا بمثابة مراكز قوى في الوزارة لم يجرؤ وزير سابق من الاقتراب منهم، وعلى رأس هؤلاء اللواء نبيل عامر الذي كان يتولى منصب مستشار الوزير لتنمية الموارد، وقد تولى هذا المنصب في عهد الوزير الأسبق الدكتور محمود أبو النصر وكان يتمتع بنفوذ كبير داخل الوزارة، وكان مهندس صفقة التابلت أيام "أبوالنصر" وهى الصفقة التي تعانى الوزارة من تبعاتها حتى الآن، ثم كان نفوذ "عامر" أكثر قوة في عهد الوزير السابق محب الرافعي، حتى جاء الهلالى وأنهى ندبه في الوزارة، كما أنه تمكن من إنهاء عمل 3 مستشارين قانونيين من الوزارة، بعد اكتشاف عدد من المخالفات، واكتشاف تعطيلهم لعدد من الملفات المهمة، كذلك فقد تمكن من إنهاء عمل عدد من قيادات المديريات التعليمية الذين ثبت تورطهم في عدد من المخالفات المالية والإدارية وإحالتهم إلى جهات التحقيق. تدريب المعلمين حققت وزارة التربية والتعليم، خلال العام الدراسى المنقضي، إنجازا ملحوظا في ملف تدريب المعلمين فقد كان برنامج الوزارة لتدريب المعلمين يستهدف تدريب 239 ألف معلم، ومع ذلك فإن الوزارة تمكنت من تدريب 275 ألف معلم، من خلال الوزارة والأكاديمية المهنية للمعلم، ومؤسسات المجتمع المدنى المهتمة بالتعليم، كذلك فإن الوزارة تستهدف في العام المقبل تدريب 350 ألف معلم، كما أنه كان مستهدفا تدريب 20400 قيادة، لكن تم تدريب 45 ألف قيادة. كما نجحت الوزارة في ملف المناهج الدراسية من خلال عقد ورشة عمل للجنة القومية لتقييم مناهج العلوم والرياضيات التي تطبق في المدارس المصرية، قياسا بالمناهج العالمية، ومن ثم تأليف المناهج الجديدة وفقا لأسس علمية عالمية، وتعتمد الوزارة على برنامج قصير المدى لعلاج المشكلات التي تعانى منها الوزارة، ويرتكز البرنامج على 10 محاور رئيسية تشمل:" الإدارة التعليمية المناهج والكتاب والامتحانات الارتقاء بالمعلم ماديا ومهنيا الطالب الأنشطة التربوية المشاركة المجتمعية التربية الخاصة التعليم الفنى الأبنية التعليمية محو الأمية وتعليم الكبار". مواجهة الفساد يواجه وزير التعليم عددا كبيرا من ملفات الفساد داخل ديوان عام الوزارة، وفى المديريات التعليمية، حيث أحال الوزير في مدة 10 أشهر نحو 800 قضية فساد إلى جهات التحقيق أي بواقع 100 قضية في الشهر ما يعنى أنه يتم إحالة أكثر من 3 قضايا فساد كل يوم إلى جهات التحقيق، وهو ما يؤكد حجم الفساد المستشرى في الوزارة الخدمية الأهم والأبرز، ويعد الهلالى عقبة كبيرة أمام العديد من أصحاب المصالح في الوزارة بسبب توخيه الحذر في كل استمارة صرف أو مذكرة مالية تعرض عليه.