320 مليون جنيه أنفقتها الدولة لاعداد اللاعبين المشاركين في الأولمبياد سارة محمد ومحمد إيهاب الفائزان بميداليتين من أبناء القوات المسلحة "الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء.. فهم يدعمون الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل !! قول مأثور للعالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل.. ويمكن هنا أن نستعين بالقول ذاته لوصف المرض الذي أصاب الرياضة المصرية في مقتل وجعلنا نحلق بعيدا عن منصات التتويج. أبطالنا لا يقلون شيئا عن أبطال العالم رغم الفوارق الضخمة جدا سواء في الإعداد البدني أو النفسي أو المناخ الذي يسيطر على الرياضة.. لكن المثير أنه وسط كل هذا عندما يظهر لدينا بطل بمحض الصدفة تكون النتيجة شن الحرب عليه "يزهق ويبطل رياضة". البطل كرم جابر، الذي حقق ميداليتين أوليمبيتين، ذهبية في أثينا 2004 وأخرى فضية في أوليمبياد لندن 2012 لو تم الاهتمام به لاستمر وشارك وحقق إنجازات عديدة، لكنه سرعان ما أصيب ب"مرض الاختفاء"، وذلك نتيجة سوء التخطيط والتعامل معه من خلال عدد كبير سواء رئيس اتحاد أو رئيس لجنة أوليمبية أو حتى وزير لعدم وجود متخصص نفسي يستطيع تحديد المشكلة التي يعانى منها البطل الأوليمبي، ويقدم في الوقت ذاته الحلول الممكنة والمتاحة لها. أما النموذج الثاني، فهو البطل المصري علاء الدين أبو القاسم الذي أحرز ميدالية أوليمبية في لندن 2012 ثم دخل طي النسيان، بعد أن واجه "وصلة معايرة" من جانب المسئولين بحجة أنهم أنفقوا عليه مبالغ طائلة لإعداده، متجاهلين وسط هذا كله أن "أبو القاسم" لا يتقاضى واحد على ألف مما يتقاضاه لاعب كرة قدم في نادٍ مغمور. "أبو القاسم" قرروا إبعاده عن رفع العلم المصري في طابور عرض افتتاح الأولمبياد دون أدنى مراعاة لمشاعره الإنسانية.. ظلموه قبل أن يبدأ والنتيجة أنه أخفق لأنه لم يجد من يتعامل معه كبطل رفع علم مصر في الأولمبياد.. واقع مرير ومؤسف..! نهلة رمضان.. رباعة بمواصفات خاصة كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم بإحراز ميدالية أوليمبية، تم الضغط النفسي عليها لدرجة أنها لم تقوَ على رفع الحمل وكان المنطق يقول أن نعيد الكرة من جديد بأسلوب أفضل لكنهم ادخلوها في مشكلات جانبية حتى كرهت الرياضة نفسها، هشام مصباح المصري الوحيد الذي حقق الميدالية الوحيدة لمصر في أوليمبياد 2008 ثم كانت النتيجة مشكلات وإصابات وإخفاق في الدورة التالية لندن 2012 ثم الابتعاد طواعية. إيهاب عبدالرحمن بطل من طراز خاص وجاء الانتقام منه بطريقة تستحق محاكمة المسئولين عنها عندما ورطوه في موضوع المنشطات بفعل فاعل حتى لا يشارك ويحقق ميدالية لمصر ولكن كيف وهو الذي تجرأ على رئيس اللجنة الأوليمبية ورفض الأساليب الرخيصة التي كان يتعامل بها معه تارة بفرض مدرب عليه وتارة أخرى بفرض إداري وثالثة بالتضييق عليه حتى جاءت كلمة النهاية بموضوع المنشطات الرخيص. كل الأبطال الذين تم شن الحرب عليهم من قبل مسئولين شغلهم الشاغل الكرسي الذي يجلس عليه كان اللاعبون هم الضحية لأن الدولة ممثلة في وزارة الرياضة لم توفر لهم الحماية الكاملة والأبطال معذورون لأنهم يشاهدون ما وصلت إليه الأمور مع الأبطال السابقين الذين يعانون شظف الحياة ويتسولون العلاج ويدفعون الضريبة من صحتهم. الواقع أن مكافأة المليون جنيه التي ترصدها وزارة الشباب والرياضة لأى بطل يحقق ميدالية ذهبية غير كافية، والأهم أن تفتح الدولة ذراعيها لهؤلاء الأبطال ويكون لهم استثناء في التعليم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم بعيدًا عن حالة التسول.