عبير عبد الرحمن رباعة المنتخب القومي لرفع الأثقال هي نموذج للتحدي والصبر والظروف جعلتها تستحق أن تكون بطلة من ذهب وقدوة ومثلا أعلي للشباب والفتيات دائما ما كانت تحرز الميداليات الذهبية منذ بداية مشاركتها في البطولات، وأكدت النتائج حصادها لذهبيات دورة الألعاب العربية 2007 وفي بطولة العالم للناشئين 2008 2009 حققت ذهبيتين وفضيتين ولذا يطلقون عليها الفتاة الذهبية، وها هي تعود لحصاد الميداليات المتأخرة بعد سحب الميداليات من بطلتي الصين وأوكرانيا وفرصتها لأحقيتها للمركز الثالث وحصاد برونزية أوليمبياد بكين 2008 ثم فوزها بفضية أوليمبياد لندن 2012 بعد شطب نتائج بطلات أوزبكستان وروسيا وبيلاروسيا بعد ثبوت تعاطيهن للمنشطات وبهذا صعدت عبير للمركز الثاني وحصدت أول وأغلي ميدالية أوليمبية نسائية في تاريخ مصر. * ما شعورك بعد فوزك ببرونزية بكين 2008 المتأخر؟ تتملكني فرحة غامرة شعرت من خلالها باستردادي كرامتي وهذا فضل ونعمة من عند الله بعد ظهور الحق وأثبتت التقارير الصادرة عن اللجنة الدولية للمنشطات تناول بطلتي الصين وأوكرانيا صاحبتي الذهبية والبرونزية في أوليمبياد بكين 2008، وتباعا لنتائج البطولة وقتها حصلت علي المركز الخامس ولكن بعد المفاجأة السارة توجت بشرف الحصول علي المركز الثالث وحصولي علي أغلي برونزية لي ولمصر المحروسة. * ولكن هل اختلفت فرحتك بعد منحك الميدالية الفضية في أوليمبياد لندن؟ رغم فرحتي ببرونزية بكين لكني لا أنكر أن ما حدث بالنسبة لتتويجي مؤخرا بالميدالية الفضية لأوليمبياد لندن 2012 بعد ثبوت تعاطي أصحاب المراكز الأولي للمنشطات وصعودي للمركز الثاني نتيجة ما حدث كان بمثابة حلم جميل شعرت فيه بجلوس المستحق علي منصة التتويج وأضع علي صدري باقات الورود وفضية الأوليمبياد التاريخية وفي غضون لحظات الإفاقة البسيطة من الحلم لم يكن لدي أمل أن تصل الميدالية الفضية في وزن 75كجم خاصة بعد مرور أربع سنوات علي عمر الدورة ولكن بهذا الانتصار أصبحت أول لاعبة مصرية تحصل علي ميدالية تعد الأولي لمصر علي مستوي السيدات في تاريخ الأوليمبياد والخلاصة أن فرحة الفوز بأي ميدالية وقت فعاليات البطولة بالتأكيد لها طعم مختلف ولا يوصف ولكن عندما تنتهي البطولة دون حصولك علي ميدالية ثم تفاجأ بعد فترة طويلة أربع وثماني سنوات بحصولك علي ميداليتين فذلك له فرحة خاصة ويشعرك أن مجهودك وتعبك لم يذهب هباء. * وهل كان لإصابتك الكبيرة في أوليمبياد لندن سبب في تأخر ترتيبك؟ بالفعل تعرضت لإصابة كبيرة سببت لي إغماءة شديدة في البطولة عندما سقط ثقل الحديد عليّ وهذا بالطبع كان له تأثير علي كل شيء ولكني تناسيت ذكريات الألم والتعب التي مررت بها بعد خبر حصولي علي فضية أوليمبياد لندن المتأخرة خاصة أنها تعد أول ميدالية أوليمبية نسائية في تاريخ مصر.. كما شعرت بعد هذا الانجاز أن التاريخ الذي صنعته طوال السنوات الماضية باق ولم يتم هدمه في لحظة بخلاف أنه سيدفعني لتحقيق طموحاتي في الحصول علي لقب بطلة العالم في البطولات القادمة بإذن الله. * وما سر عدم مشاركتك في أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل؟ مررت بمراحل نفسية سيئة في حياتي بعدما انتهيت من منافسات أوليمبياد لندن 2014 حيث شعرت بغياب التقدير والاهتمام من جانب مسئولي وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأوليمبية واتحاد رفع الأثقال ووقتها فكرت في الاعتزال احتراما لنفسي ولتاريخي خاصة أن كل نتائجي في كل البطولات متميزة ومشرفة للغاية. * وماذا تقصدين بالإنجازات التي حققتها؟ تاريخي حافل بالإنجازات المتعددة فقد سبق حصولي علي ثلاث ميداليات ذهبية في دورة الألعاب العربية عام 2007 وثلاث ذهبيات أخري وفضيتين في بطولة العالم للناشئين عامي 2008 2009 ثم المركز الثالث بعد تعديل المركز في أوليمبياد بكين 2008 بجانب حصولي علي ذهبيتين في دورتي ألعاب البحر المتوسط عامي 2013/2009 وأخيرا فضية أوليمبياد لندن بعد ثبوت حاصدتي الميداليتين الذهبية والفضية تعاطي المنشطات. * ومتي بدأت رحلتك مع الحديد؟ ممارستي لرياضة رفع الأثقال جاءت وأنا في سن العاشرة من عمري وبدأت حصاد الميداليات والبطولات منذ عام 2007 وحتي 2013 واضطررت لترك اللعبة في 2013 بعد تعرضي لإصابة قوية في الركبة اضطرتني لإجراء عمليتين جراحيتين فيها وهذا بالطبع أبعدني عن مواصلة النجاحات في ظل زواجي من الكابتن محمد سلطان مدرب رفع الأثقال ومروري بظروف الحمل وإنجابي لطفل صغير ولكني لم أتوقف نهائيا عن التدريب ضمانا للحفاظ علي مستواي. * وكيف حافظت علي مستواك طوال هذه المدة؟ هناك أمور كثيرة لا يمكن التنازل عنها منها الحفاظ علي الوزن والسير علي نظام غذائي فقد كنت أحرم نفسي من أشياء كثيرة وقد يصل الأمر لعدم تناول وجبة العشاء وكنت حريصة علي عدم التقصير تجاه أسرتي وفي التزامي بالتدريب وتعليمات المدرب والالتزام بنصائحه. * لكننا سمعنا عن قرب عودتك بعد تراجعك عن الاعتزال؟ حتي لو قلت كلمة اعتزال فهي من وراء قلبي لأنه عند اختياري للرياضة لم يكن العائد المادي هدفي ولكن اخترتها لإثبات ذاتي ولأؤكد لنفسي وللآخرين أنني قادرة علي حصاد الذهب بإذن الله وبالفعل قررت العودة لاستكمال مسيرتي مع اللعبة وتحقيقي لإنجازات جديدة وحتي لا أتعرض للتجاهل السابق سيكون لي شروط معينة سأعرضها علي المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة ومجلس إدارة اتحاد الأثقال برئاسة الأستاذ محمود كمال محجوب أهمها تولي زوجي الكابتن محمد سلطان الإشراف الكامل علي تدريبي وإعدادي للمشاركة في البطولات الدولية المقبلة. * وأي البطولات تستعدين لها؟ دورة ألعاب البحر المتوسط وأمنياتي حصاد الميدالية الذهبية وسوف أؤدي تدريبي بتركيز وإصرار حتي أؤدي مهمتهي بنجاح وأكون سببا في سعادة شعب مصر المحروسة أولا وكل أهالي الإسكندرية مدينتي ثانيا. * من نبرة صوتك بات واضحا حزنك من الإعلام؟ لم أشعر بأي اهتمام خلال السنوات الأربع الماضية، ولكن منذ حصولي علي برونزية أوليمبياد بكين 2008 ثم فضية أوليمبياد لندن 2012 والجميع مهتم بما حققته وأقول إننا مجهولون تماما بالنسبة للإعلام وأقصد هنا بالنسبة للألعاب الفردية كلها عند مقارنتها بما نراه في كرة القدم والإعلام يتعامل معنا وقت الفوز بالميداليات الأوليمبية، أما بقية البطولات فلا يشعر بنا، رغم أننا نجتهد ونتعب ونرغب في أن يظهر أثر مجهودنا وأن نبرز كقدوة لمن يرغب أن يحذو حذو الأبطال في الوقت الذي يلقي أقراننا في الدول الأخري أعظم تكريم وللعلم مصر لديها فريق نسائي متميز في رفع الأثقال وللأسف لا يشعر بوجودنا أحد إلا كما ذكرت في البطولات الأوليمبية فقط.. وأنتهز الفرصة لتوجيه الشكر للمؤسسة العسكرية بالتحديد جهاز الرياضة العسكري برئاسة اللواء مجدي اللوزي الذي لم يبخل علينا بشيء ودعمنا في جميع المنافسات ووفر كل الإمكانيات والتسهيلات حتي يمكننا دخول المنافسات بقوة. * ما هي أقرب الميداليات إلي قلبك؟ كلها عزيزة علي قلبي لأن لكل منها حكاية مختلفة وقصة وتحديا. * ما هي أمنياتك بعد هذا الإنجاز؟ أتمني تكريمي من الرئيس عبدالفتاح السيسي لكوني أول لاعبة تحقق ميدالية أوليمبية في تاريخ الرياضة المصرية وأتمني الحصول علي وسام الدولة مثلما حدث مع كرم جابر بطل المصارعة وعلاء أبوالقاسم بطل السلاح بعد تتويجهما بميداليتين فضيتين في أوليمبياد لندن 2012.