يعتبر كهف الجارة بالصحراء الغربية واحدا من أندر وأجمل الكهوف التي عرفها الإنسان على مر التاريخ فتكوينه الفريد وموقعة النائي في الصحراء بعيدا عن عبث البشر جعله يحتفظ بمكانته وصدارته ضمن أجمل الأماكن التي ينصح زيارتها عندما تزور مصر وذلك على موقع Tripadvisor المتخصص في السياحة العالمية. يقع كهف الجارة يوجد بمنتصف صحراء الفرافرة بالقرب من وادي محرق بعد محمية الصحراء البيضاء بنحو 7 كيلومتر شرقًا باتجاه أسيوط، ورغم أن البدو اكتشفوا هذا الكهف خلال أعمال التجارة بالمنطقة قديما حيث كانوا يلجئون إليه في أوقات الراحة خلال الترحال من الواحات إلى وادي النيل، وكذلك خلال موسم الحج، إلا أن الاكتشاف الرسمي له كان للألماني جيرهارد رولفز عام 1873 وذلك أثناء رحلته في صحراء الفرافرة للوصول إلى واحة الكفرة الليبية والتي قام خلالها باكتشاف عدد كبير من الأسرار داخل الصحراء ووثقها في كتبه ومدوناته كما يصل إلى 40 مليون سنة. ويعتبر من أندر الكهوف في العالم، ويتميز بوجود رواسب كلسية مدلاة من سقفه صعودا وهبوطا على شكل أوراق الشجر. يختلف كهف الجارة عن جميع الكهوف التي عرفها الإنسان منذ القدم فالكهف لم يطله العبث كما يوجد به رسومات ومخربشات جميلة للحيوانات وللإنسان البدائي القديم كما أن ساحة الكهف من الداخل عبارة عن بهو مجوف مملوء بالشلالات الصخرية الصاعدة والهابطة ذات المنظر الجذاب الرائع، وهى مكان مفضل لجميع السياح ومن أفضل الأماكن التي يمكن التقاط الصور عند زيارتك لمصر والقيام برحلة سفاري نظرا لجاذبية المكان كما أن الكهف به ظاهرة فريدة عندما تسقط أشعة الشمس عليه يظهر وكأنه يشع نورا كما لو أن هناك شمس بداخله، أما إذا أشعل أي شخص "عود كبريت" أو ولاعة تضاء جميع جوانب الكهف على قدر مساحته الشاسعة وتظهر الشلالات الصخرية كقناديل معلقه تشع نورا وهاجًا على قدر طولها وهى نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلقت هذا الكهف الأرضي ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة. لا يمكن الوصول الىى الكهف إلا عبر سيارات الدفع الرباعي والتي تنطلق في رحلات سواء من محافظة القاهرة مرورا بالواحات البحرية ثم الفرافرة أو يمكن الذهاب عن طريق واحة الخارجة مرورا بواحة الداخلة ثم الفرافرة، والرحلة من نقطتي الانطلاق تستغرق نحو 8 ساعات. الغريب أن عددا كبيرا من الجامعات الأوروبية الكبرى والمواقع الدولية أولت اهتمام بكهف الجارة نظرا لتكوينه الجيولوجى الفريد في الوقت كما أن هناك عشرات البعثات زرات المكان في الوقت الذي لايعرف فيه المصريون الكهف حتى أبناء الواحات أنفسهم يجهلون مكانه وذلك بسبب عدم اهتمام الحكومة بالمزرات والمواقع الأثرية والسياحية التي تقع بالواحات والتي تتخطى 139 موقعا.