كهف "الجارة" قطعة نادرة الجمال، يقع في الواحات داخل الصحراء الغربية شرق الفرافرة، في منطقة جبلية وعرة يصل عمرها إلى 40 مليون سنة، ويعتبر من أندر الكهوف في العالم، ولوجوده في قلب الصحراء الغربية مترامية الأطراف فإنه بعيد عن خطط الترويج السياحي، وليس هناك برامج تعريفية للمنطقة عبر أى وسيلة رغم قدرتها على جذب أنظار السائحين. يتميز "الجارة" بوجود رواسب كلسية مدلاة من سقفه صعودا وهبوطا على شكل أوراق الشجر، وأخرى على شكل أوراق ثمرة الخرشوف، كما توجد في سقفه "غنمة" تشبه فن الرسم الدقيق على الزجاج أو المعدن. مدير هيئة تنشيط السياحة بالوادي الجديد، محسن عبد المنعم، قال إن الكهف تحفة طبيعية، والمنطقة من أروع المناطق وأكثرها جاذبية في الواحات، إلا أن الجيش أغلق الطريق المؤدى إلى الكهف منذ فترة لأسباب أمنية، ولم يعد وصول رحلات سياحية إلى المنطقة ممكنا، متسائلا عن وسيلة للاستفادة من منطقة مثل الفرارة التي تبعد مئات الكيلو مترات في عمق الصحراء وكيفية تنشيط السياحة داخل منطقة سيوة التى تبعد عن ليبيا حوالى 40 كيلو متر. وطالب عبد المنعم، ببحث إمكانية عودة الأمور إلى طبيعتها وإعادة فتح الطريق المؤدي إلى الكهف الذي أكد أن السياح الأجانب يعرفونه جيدا، وكثير منهم يطلبون زيارته. وطالب خالد عبد الله، منسق رحلات بالوادي الجديد، بإعلان منطقة كهف الجارة محمية طبيعية، نظرا لندرتها التاريخية والتى تعود إلى ملايين السنيين، وتجسد دليلا على فترة الحياة الرخوة والمياه الوفيرة التي سادت منطقة الصحراء الغربية في العصور الغابرة، مشيرا إلى أن الكهف له سحر خاص، حيث نشأ كنتيجة طبيعية للماء النقى ومناخ الصحراء الجاف عبر ملايين من السنين، وهو يختلف عن كل كهوف العالم في تكويناته وشكل رسوبياته الرائعة. ورغم أن البدو اكتشفوا هذا الكهف خلال أعمال التجارة بالمنطقة قديما حيث كانوا يلجأون إليه في أوقات الراحة خلال الترحال من الواحات إلى وادي النيل، وكذلك خلال موسم الحج، فإن الاكتشاف الرسمي له كان عام 1874 وتم تسجيله باسم العالم الألماني جيهاردر رولفز، أثناء رحلته التي سجلها في كتابه "ثلاثة أشهر في الصحراء الليبية" وكان في طريقه إلى واحة "الكفرة" الليبية عندما قاده دليله إلى "الجارة". وبعد مرور قرن من الزمان، أعاد العالم الألماني كارلو برجمان، اكتشاف الكهف بمعرفة البدو عام 1989، وتم أول مسح أثري على أسس علمية للرسوم الموجودة بالكهف عام 1990 على يد مجموعة من المتخصصين من كولونيا وبرلين والقاهرة. وبداية من عام 1999 وحتى عام 2002 تمت دراسة الرسوم والزخارف بصورة مكثفة ضمن مشروع علمي متكامل.