تراكم الديون وضعف الكهرباء وعدم توافر الوقود.. مثلث الأزمات أصحاب المصانع: نلجأ إلى السوق السوداء لشراء المواد البترولية أكدت تقارير مركز الإحصاء أن محافظة سوهاج من أكثر المحافظات فقرًا على مستوى الجمهورية، وأنها من أكثر المحافظات الطاردة للسكان، بالإضافة إلى هروب العديد من المستثمرين منها وتوقف العديد من المصانع والمشروعات في المحافظة نتيجة تهميش الحكومة لمحافظات الصعيد بصفة عامة. ورصدت "فيتو" عدة مشكلات في المناطق الصناعية بسوهاج ومنها المنطقة الصناعية بحى الكوثر، والمنطقة الصناعية غرب طهطا، والمنطقة الصناعية بجرجا. ويوجد في سوهاج أكبر مصانع تجفيف البصل بالصعيد، وتم إنشاؤه عام 1960 م على مساحة 17 فدانًا بسوهاج وكان يعمل به 2400 عامل ومهندس وفني. وقال أحمد أمين، مدير مصنع البصل، إن بداية المأساة كانت في عام 2002، عندما تم خصخصة الشركة التي يتبع لها المصنع وهى شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية ببيع أسهم للمستثمرين، ثم توقف العمل في المصنع وأدى ذلك إلى تشريد العمال. وأضاف أن مصنع البصل بسوهاج متوقف تمامًا منذ عام 2008 وتم تسريح العمالة الدائمة والمؤقتة بالمصنع وعددها 2400 عامل ومهندس وفنى. وقال خالد عبدالحميد، عامل سابق بمصنع البصل بنظام العقد، إنه كان يعمل مقابل 500 جنيه في الشهر، وتم طرده من المصنع وهو حاليًا يعمل بائع خضراوات في سوق ناصر بسوهاج، وأكد أن المصنع كان يعمل بكامل طاقته خلال الفترة من 1995 حتى شهر أبريل 2008. وأضاف: "عندما طالبنا بحقوقنا خلال فترة العمل قال لنا المدير: أنتم غير مؤمن عليكم في التأمينات الحكومية، وتقدمنا بعدة شكاوى للمسئولين في وزارة الصناعة ومحافظة سوهاج، و«محدش فكر في تشغيل المصنع، وكل ما ييجى محافظ جديد يقول إنه هيحل مشكلة المصنع»". مدينة الكوثر وفى مدينة الكوثر الصناعية تم غلق مصنع الهلال والنجمة الذي يقوم بتصنيع البلاستيك منذ شهر مايو 2015 نتيجة احتراقه وتم تشريد 140 عاملا بسبب تراكم الديون على صاحب المصنع في البنوك التجارية. وأيضا في مدينة الكوثر أغلق مصنع البويات وقال عادل فهمى، صاحب المصنع، إن سبب غلق المصنع هو عدم تسويق المنتج وعدم توافر المواد الخام التي يتم استيرادها من الجزائر والتعثر في سداد القروض. وأضاف: "كنا بنشترى الوقود من السوق السوداء نتيجة عدم توافره في محطات الوقود، وهذا يؤدى إلى ارتفاع تكلفة المنتج في ظل ركود المنتجات التي تعرض بالمحال التجارية مما أدى إلى غلق المصنع". ومن المصانع المغلقة أيضًا بسوهاج مصنع تدوير القمامة والسماد العضوى بالجبل الغربي، وهو أنشئ عام 1998 وكان يخدم المحافظة في تدوير القمامة إلا أنه أغلق في شهر سبتمبر2010 نتيجة أعطال ميكانيكية وكهربائية في المعدات، مما تسبب في انتشار أكوام القمامة في مراكز ومدن المحافظة. وأكد المحاسب كمال شلبى، السكرتير المساعد لمحافظة سوهاج، أنه تم إجراء مقايسة لمصنع تدوير القمامة والسماد العضوى ب7 ملايين جنيه بالاشتراك مع وزارة الإنتاج الحربى لإصلاح المصنع وإعادة تشغيله مرة أخرى.