مشادة «زكى بدر» تكشف عدم سيطرته على المحافظين «عبدالعزيز»: «مفيش بطالة في مصر.. وراتب طفل البقالة 3 آلاف جنيه» «والي»: «الجنة هيكون فيها مزيكا وباليه» مصيبة أن يفكر المسئول بلا دراسة، فالعواقب دائمًا تكون وخيمة، ونتائج هذا التفكير غير المدروس كارثية، وتؤدى بالدولة إلى الدخول في نفق مظلم اقتصاديا، يؤثر سلبيا في معدل إنفاق المواطن البسيط ومحدودى الدخل. أيام عصيبة تعيشها مصر ربما تكون هي الأصعب اقتصاديا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، أعقاب ثورة 25 يناير 2011، بسبب تصريحات غير مدروسة من كبار المسئولين بالحكومة، كانت سببًا في معظم الأزمات الاقتصادية التي تعاقبت على مصر. ولأن الأمانى هي بضاعة الموتى، فالإصلاح الاقتصادى يلزمه إجراءات وقرارات صارمة، تمكن الحكومة من السيطرة على أباطرة تجارة العملة بالسوق السوداء ومحتكرى السلع الذين يتلاعبون في أسعارها بعيدًا عن قرارات الحكومة، وهو ما يمثل ضغطا شديدا على المواطنين في ظل ثبات دخولهم. «فيتو» تكشف من خلال هذا التقرير الأسباب الحقيقية وراء أزمات الاقتصاد المصري، منذ الثورة الأولى التي أسقطت مبارك وحتى الآن، وأبرز التصريحات السلبية التي صدرت عن المسئولين وكان له دور سلبى في الأزمة. في عهد حكومة المهندس شريف إسماعيل وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى 13 جنيهًا، مما أحدث قفزة هائلة في الأسعار التي ارتفعت بطريقة جنونية.. تصريحات رئيس الوزراء التي أكد فيها أن لدى الحكومة حلولا لأزمة الدولار تؤكد أن المهندس شريف إسماعيل - ووفقًا لمصادر اقتصادية مرموقة- أراد فقط حفظ ماء وجه الحكومة التي فشلت في تحقيق استقرار لسعر الجنيه أمام الدولار. للكلمة حدود كما أن تصريحات طارق عامر، محافظ البنك المركزي، في الفترة الأخيرة كان لها تأثير سلبى في استقرار سعر الدولار في مقابل الجنيه المصري، حيث تسببت تصريحاته في ارتفاع أسعار الدولار، بعد تصريحات له عن انخفاض قيمة الجنيه في القريب، مما أسهم في تزايد الإقبال على شراء الدولار وتخزينه للتربح من وراء ذلك. مصادر رفيعة المستوى كشفت ل«فيتو» أن محافظ البنك المركزى لا يجوز أن يطلق مثل هذه التصريحات التي تزعزع موقف العملة المحلية، مؤكدة أن ذلك أغضب وبشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وتم التنبيه على محافظ البنك المركزى بالانضباط في تصريحاته الإعلامية لعدم الإضرار بموقف الاقتصاد المصري، كما أن أشرف العربي، مستشار صندوق النقد الدولى السابق، نصح طارق عامر بضبط النفس فيما يتعلق بالتصريحات الإعلامية الصادرة على لسانه أو كبيانات صحفية صادرة عن البنك المركزى. عصيان الأوامر المصادر أكدت أن السيسي فكر بالفعل في استبدال رئيس البنك المركزي، إلا أن مصرفيين حذروا الرئيس من خطورة الإقدام على هذه الخطوة في ظل مفاوضات صندوق النقد الدولى الجارية حاليًا لتمويل برنامج الحكومة الإصلاحي، حيث أشارت المصادر إلى استحالة تغيير وزير المالية الحالى وكذلك محافظ البنك المركزى في ظل استمرار هذه المفاوضات مما قد يقف عائقا أمام نجاح هذه المفاوضات التي تعول عليها حكومة السيسي في إنقاذ الوضع الاقتصادى. زكى بدر ومحافظ الإسكندرية واقعة أخرى تثبت حجم الارتباك الشديد بين الجهات في الحكومة، وترصد حجم التداخل في الاختصاصات، فحينما يطل على المشاهدين الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية ومحافظ الإسكندرية محمد عبد الظاهر، عبر شاشة قنوات "دريم" في مداخلة هاتفية لبرنامج "العاشرة مساء" الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، وتحدث بينهما مشادة كلامية حول الاختصاصات المخولة لمنصب المحافظ، فالمؤكد أنها من المرات القليلة التي يحدث فيها هذا الأمر. وجرت العادة أن يحدث ذلك في الاجتماعات المغلقة فقط، أما أن يصل الخلاف إلى المشاهدين عبر التليفزيون، فهذا يؤكد أن سيطرة وزير التنمية المحلية على المحافظين باتت محل شك، وهو بالتأكيد ما يفسر مفهوم "شبه الدولة" الذي يتحدث عنه الرئيس في خطاباته، فلا يوجد دولة متقدمة في العالم يحدث فيها هذا التداخل. ما حدث أن الوزير انتقد طريقة إدارة محافظ الإسكندرية "الأمور" قائلا: « مدير التربية والتعليم عندى ميقدرش يدى المدرس جزاء دون إذن المحافظ»، مشيرا إلى أن وزير التنمية المحلية له صلاحيات طبقا لقانون 43 لسنة 49 في المحافظات، مما دفع المهندس محمد عبد الظاهر للدفاع عن نفسه قائلا للوزير: « مفيش صلاحيات للوزير في القانون يا فندم»، فقاطعه زكى بدر قائلا: « الوزير المختص بالإدارة المحلية والمتحكم بها» قبل أن يرد المحافظ قائلًا «الوزير ليس مختصا بالإدارة المحلية، إنما المختص رئيس الوزراء، واللى يفوضك فيه إحنا تحت أمرك فيه!». الجزاء من جنس العمل تبعيات المشادة تطلبت تدخل المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الذي اتصل هاتفيا بوزير التنمية المحلية والمحافظ وعنفهما على ما حدث على شاشة الفضائيات، مؤكدًا لهما أن ما حدث من تطاول لن يمر مرور الكرام، وأن عليهما أن يتحليا بضبط النفس وعدم الانسياق وراء النزاعات الشخصية، بسبب ما سببته المشادة من إحراج لرئاسة الوزراء. «فيتو» علمت من مصادرها الخاصة أن وزير التنمية المحلية سيرحل في أقرب تشكيل وزارى ومعه محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية، لا سيما أن عددًا من المحافظين اشتكوا سوء معاملة زكى بدر لهم وتدخله المستمر في شئون المحافظات فيما لا يتعلق باختصاصاته كوزير للتنمية المحلية. وأكدت المصادر أن اسم محافظ الشرقية السابق الدكتور رضا عبد السلام والذي حدثت بينه مشكلات مع زكى بدر في حركة المحافظين الأخيرة ما زال اسمه مرشحًا وبقوة لتولى هذه الحقيبة الوزارية التي سيكون لها أهمية كبرى في ظل اقتراب موعد انتخابات المحليات التي ستتم بنهاية العام، بعد أن وافق مجلس الوزراء قبل أيام على قانون الإدارة المحلية المقرر إرساله للبرلمان. الوزير الفاشل « كنت طالب فاشل وبقيت وزير».. تصريح من المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، يثير عشرات الاستفهامات، ويدل على أن معايير اختيارات الوزراء لا تخضع لأسلوب علمى وليس له علاقة بالمستوى العلمى والكفاءة، فالتصريح صادم لكل الأجيال النابغة والمجتهدة التي تسابق الزمن للتفكير في حلول خارج الصندوق لأزمات مصر التي تعانى منها. فشل وزير الرياضة لم يكن دراسيا فقط، بل إن المؤشرات والتقارير تؤكد العديد من أوجه القصور التي تعانى منها الوزارة في طريقة إدراتها الأندية وملف عودة الجماهير لحضور مباريات كرة القدم، إضافة إلى التراجع الملحوظ في الأنشطة الرياضية في مصر في عهد خالد عبد العزيز. «على كل لون» وعلى طريقة رئيس وزراء الإخوان هشام قنديل الذي طالب الأسر في المنازل بالجلوس بالملابس القطنية في حجرة واحدة لترشيد استهلاك الكهرباء، سارت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بتصريح مستفز قالت فيه: «الجنة فيها موسيقى وباليه» مما تسبب في حالة من الجدل والانتقادات الواسعة التي وجهت للحكومة عامة والوزيرة خاصة، كما جاء تصريح الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء.. «الموظف المقصر هانفخه ومش هرحمه». تعليمات مشددة مصادر وزارية أكدت ل«فيتو» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد مجددا للوزراء خلال اجتماعاته بهم بمقر قصر الاتحادية اليقظة الدائمة لما ينصبه الإعلام من فخ – بحسب توصيف المصدر- بهدف الحصول على تصريحات نارية من المسئولين تؤجج الرأى العام ضد النظام والحكومة، كما طالب كل وزير بعدم التحدث إلا في اختصاصات وزارته فقط، حتى لا يؤدى ذلك إلى عدم دقة المعلومات الصادرة عن الحكومة، كما أكد ضرورة التريث وعدم الظهور "عمال على بطال" في برامج "التوك شو". الرئيس كان حازمًا في تعليماته لجميع الوزراء وكلفهم بنقل هذه التعليمات للقيادات كلٌ في وزارته، للهروب من فخ الإعلام الذي نجح في الإطاحة بعدد من الوزراء والمسئولين في الفترة الأخيرة وأحرج أكثر من مرة مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء.