إسماعيل: قريبًا حركة محافظين.. بدر: غير صحيح الدين إبراهيم: تخبط الحكومة يقلل شعبية السيسي.. عبد العزيز: الحكومة تعمل بمنطلق الجزر المنعزلة.. الخولي: الشعب لا يهتم.. غباشي: نحتاج إلى تغيير كامل.. وربيع: لا حركة للمحافظين قريبًا
"من هنا وهناك"، "وعلى كل لون"، بدا هذا هو شعار الحكومة خلال المرحلة الحالية، فهذه تصريحات يطلقها رئيس الوزراء شريف إسماعيل وبعد دقائق ينفيها وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، ما جعل المواطن يستشعر التخبط وتضارب التصريحات بين أفراد الحكومة، في أبلغ دليل يعكس مصطلح "الجزر المنعزلة" على المشهد الحالي. وخلال لقائه مع عدد من رؤساء تحرير الصحف، الخميس، قال رئيس الوزراء، إنه سيتم الإعلان عن حركة محافظين قريبًا جدًا، وهو ما أوضحته مصادر بأنه سيتم تغيير 5 إلى 7 محافظين في إطار الحركة، على رأسهم محافظو المنيا والإسكندرية والقليوبية، وستكون مطلع سبتمبر المقبل على أقصى تقدير. غير إن المفاجأة كانت في نفي أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، قائلاً في رده على سؤال: "مفيش حركة محافظين واللى بيقول إن فيه حركة محافظين روحوا اسألوهم حتى الآن مفيش حركة محافظين، وما يثار عن ذلك إشاعات عارية تمامًا عن الصحة". وأضاف بدر: "اختيار المحافظين يتم تحديده عن طريق القيادة السياسية طبقًا للتقييمات التي تحددها الوزارة، والمحافظون يعملون وفقا لأسس وليس وفقا للأهواء الشخصية، حيث يتم انتقاء المحافظ بعناية شديدة وعندما يحدث عدم توفيق لأى منهم يتم التغيير طبقا للتقييمات ورأى القيادة السياسية". الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، للدراسات الإنمائية، قال ل"المصريون": "هناك حالة تخبط بين الحكومة واختلاف واضح بين الوزراء ورئيس الحكومة، وهو ما ينعكس في الشارع بتناقص شعبية الرئيس السيسي، رغم جهوده للنهوض بالبلاد، إلا أن سوء اختيار المسئولين في الحكومة يدفع الشارع إلى حالة من الغضب". وأضاف: "طاقم الحكومة ليسوا على وئام، وليس هناك اتساق في المواقف كما يوجد غياب للرؤية، وهو ما يجعل العناصر المرشحة لحركة المحافظين تتردد في قبول المنصب، ليتم نفي الحركة أو تأجيلها لأجل غير مسمى، كما هو الواقع الآن". النائب خالد عبد العزيز قال ل"المصريون"، إن "تصريحات رئيس الوزراء ونفيها من وزير التنمية المحلية، يؤكد أن الحكومة تعمل من منطلق الجزر المنعزلة، وإن هناك تفككًا في الأداء وتضاربًا يقلل من قيمة الحكومة لدى الشعب المصري". وأضاف: "المعروف أن حركة المحافظين تكون من خلال رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية لتحديد المحافظين المستمرين في العمل والمستبعدين والجدد، وانطلاقًا من هذا فإن تصريحات رئيس الوزراء تقدم وتصدق عن تصريحات الوزير أحمد زكي بدر". المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب "الوفد"، قال إن تصريحات الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، أظهرت مدى التخبط وعدم التناغم بين وزراء الحكومة الحالية، في ظل سوء الوضع الاقتصادي الذي يعكس عدم وجود تنسيق بين الوزراء، حيث إن المواطن لا يهتم بتغيير عدد من الوزراء أو المحافظين، وكل ما يشغله هو هموم الحياة ومتطلباته اليومية". وأضاف الخولي، أن عدم قيام المحافظين بأداء عملهم على أكمل وجه هو ما يعكسه الشارع بعدم معرفة مجرد اسم المحافظ بخلاف دوره في النهوض والتنمية للمحافظة. الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي ونائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن التصريحات المتضاربة بين أفراد الحكومة لا يبنى عليها وجود خلاف بين رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية، وإلى جانب هذا كله فإن الحكومة والمحافظين بحاجة إلى تغييرات شاملة بعد الفشل الذريع في مواجهة ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية وأزمة السياحة وارتفاع الدولار. وأضاف غباشي ل" المصريون": "أتوقع أن يكون هذا التضارب ناتجًا عن عدم اكتمال تجهيزات اعتماد حركة المحافظين حتى الآن، كما أتوقع أن يكون الوزير أحمد زكي بدر نفسه في إطار هذه التعديلات". ورأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن "المشكلة بين الوزراء ورئيس الحكومة تتمثل في الخوف والارتباك، حيث تم الإعلان عن حركة المحافظين، فيما تم استطلاع ردود فعل الناس، ليتم بعد ذلك التراجع عن الحركة ولكن ليس على لسان رئيس الحكومة لصعوبة ذلك الموقف، فتم على لسان وزير التنمية المحلية". وأضاف ربيع ل"المصريون": "لن تكون هناك حركة محافظين في ظل هذه الأجواء، حيث لم تجد الحكومة أحدًا من الشخصيات المرشحة تقبل بالمنصب ليتم إنكار الحركة بالأساس، وكأن الشعب لا يعي ما يحدث أمامه وغير قادر على فهم وتحليل هذه التصريحات".