لا تزال قضية الأطفال الذين اختفوا من مخيمات المهاجرين في إسرائيل يحيط بها الغموض. وظهرت بعض الأصوات المطالبة برفع السرية عن وثائق رسمية حول قضية الاختفاءات، خاصة أن عدد الأطفال الذين اختفوا ولم يعرف لهم أثر يقدر بالآلاف. تذكر شوشانا دوجما بوضوح ذلك الصباح، قبل 66 عاما، عندما ذهبت لإطعام رضيعتها "مزال" أثناء إقامتها في مخيم للمهاجرين في إسرائيل، وعندما عادت اكتشفت أنها اختفت، في قصة تشبه قصة عائلات مهاجرين أخرى عديدة إلى إسرائيل اختفى أطفالهم منذ عقود. وتروي السيدة التي قدمت من اليمن (83 عاما) ل"الوكالة الفرنسية"، أنها ذهبت لتفقد طفلتها التي كانت تبلغ آنذاك من العمر 11 شهرا «كانت الساعة السادسة صباحا، كنت أول شخص يدخل إلى الحضانة. وكان المهد فارغا». وازدادت المطالبات مؤخرا برفع السرية عن وثائق رسمية حول قضايا الاختفاءات هذه، ما يعني أنه قد يتم تسليط الضوء على قضية الأطفال المفقودين من جديد.عند وصولها إلى الدولة العبرية كمهاجرة يهودية من اليمن، كانت دوغما تبلغ من العمر 17 عاما وتعيش في مخيم في شمال إسرائيل مع زوجها وأطفالها الأكبر سنا. وكان يتم الاحتفاظ بالرضع في حضانات لكي يحصلوا على ظروف حياتية أفضل. وقالت دوغما بمزيج من العبرية والعربية في منزلها في بلدة الياخين الساحلية إن طفلتها « لم تكن مريضة أبدا، ولم تكن ضعيفة، وكانت تأكل جيدا». ولا تعلم شوشانا حتى الآن مصير طفلتها. ويقدر ناشطون وعائلات فقدت أطفالها أن آلافا من الأطفال الرضع أُخذوا في السنوات التي تلت قيام دولة إسرائيل عام 1948، من عائلات من يهود اليمن خاصة، بالإضافة إلى عائلات اليهود القادمين من دول عربية أخرى ودول البلقان. ويقول هؤلاء إن الأطفال سرقوا ومنحوا لعائلات يهودية من أصول غربية (إشكناز) في إسرائيل والخارج، خصوصا إلى أزواج لم يكن بإمكانهم الإنجاب. وبحسب الروايات، فإن العاملين في المستشفى كانوا يبلغون أحيانا العائلة أن الرضيع قد مات، ولكنهم لم يقوموا بتسليم أي جثمان لدفنه. وردا على دعوات متزايدة وملحة من عائلات المفقودين، تم تشكيل لجنة برلمانية إسرائيلية لمحاولة تسليط الضوء على هذه القضية التي ما زالت تؤلم العائلات. وتقول النائب نوريت كورين وهي من أصول يمنية «أين اختفى هؤلاء الأطفال؟ ومن أعطى الأوامر؟». ولقيت كورين، العضو في حزب الليكود اليميني الحاكم في إسرائيل، دعما من نواب من الأحزاب كافة بالإضافة إلى دعم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي عبر عن تأييده رفع السرية عن ملفات يفترض أن تبقى سرية لعقود عدة قادمة.