تعتبر محافظة أسوان من أكثر المحافظات السياحية المميزة في مصر، لما تنفرد به من أنماط سياحية مختلفة، والتي تجعلها في أول قائمة المناطق السياحية على مستوى العالم، وبالرغم من ذلك فهى تعاني من قلة أعداد السائحين المتوافدين لها لعدة أسباب، ومن أهمها عدم الاهتمام بعمل الدعاية اللازمة لها، وإظهار أنماطها السياحة الفريدة التي لا توجد في أي مكان آخر. تراجعت نسبة الإشغالات السياحية في الفترة الأخيرة بأسوان، كما حدث انخفاض تدريجيى في عدد الفنادق العائمة التي تعمل بين محافظتى الأقصروأسوان، مما يشير إلى الركود السياحى الذي تشهده المحافظة في الفترة الحالية. قال الخبير السياحى أشرف فرج، وصاحب أحد الفنادق العائمة: إن عدد الفنادق التي تعمل بين الأقصروأسوان انخفض في الفترة الماضية بشكل تدريجى، حيث وصل العدد إلى 16 فندقا ثم ارتفع مرة أخرى إلى 19 فندقا من إجمالى 254 فندقا عائما، موضحًا أنه يوجد على متن تلك الفنادق العائمة 856 نزيلا بنسبة 3.72%، والجنسيات الغالبة الصينية والألمانية والأمريكية والأسبانية وجنسيات أخرى مختلفة. أضاف في تصريح خاص ل"فيتو"، أن الحد الأدنى للفنادق العائمة في فصل الصيف كان يصل إلى 40 أو 50 فندقا، أما ما وصل إليه الحال الآن يعتبر ركود في الحركة السياحية لأن في حالة تقسيم عدد النزلاء على ال19 فندقا يصل نصيب كل منهم 45 سائحا وهو عدد قليل جدًا. وفى ذات السياق قال الخبير السياحى بأسوان عبد الناصر صابر: إن الأحداث السياسية وعدم وجود روية لتنشيط السياحة في مصر وانعدام الجهود المبذولة لتنشيطها من أهم أسباب الركود السياحى الموجود في أسوان حاليًا، وخاصة أن السياحة الثقافية التي تعتمد عليها الأقصروأسوان منسية بالنسبة للدولة لأن اهتمامها وجهودها دائما تكون للسياحة الترفيهية لمدينتى الغردقة وشرم الشيخ. أضاف في تصريح خاص ل"فيتو"، أن الأقصروأسوان لا تبذل أي جهود لتنشيط السياحة بهما وفى حالة استمرار الحال كما هو عليه تعد الفرصة ضغيفة جدًا لتنشيط السياحة وعودتها مرة أخرى في تلك المحافظتين، مشيرًا إلى أن من المقرر عودة الشارتر الألمانى إلى محافظة الأقصر في سبتمبر القادم مما ينعكس على أسوان. أوضح صابر أن السياحة الثقافية غير موضوعة على أجندة الدولة بعكس السياحة الترفيهية في البحر الأحمر وشرم الشيخ دائما الحديث عنها كأن مفيش في مصر سوى تلك المنطقتين، بالرغم من أن السياحة الثقافية فريدة ولايوجد لها منافس، لافتًا إلى أنه بجانب ذلك لا تبذل الجهات المسئولة عن إدارة أسوان المتمثلة في المحافظ اللواء مجدى حجازى أي مجهود لعودة السياحة مرة أخرى، والتعامل معها كأنها انتهت تمامًا، بالرغم من أن هناك اهتمام بالسياحة الداخلية التي لا تأتى سوى أسبوعين في العام فقط . أشار إلى أن هناك عدة مشكلات في أسوان يجب حلها لجذب السائح، ومن أبرزها النظافة والطرق غير الممهدة التي توحى بعدم احترام السائح، كما أنه في الفترة القادمة يأتى أشخاص ضمن المجموعات السياحية الأجنبية لإعداد تقارير لدولهم لتحديد مدى جاهزية المكان لإرسال رعاياها من عدمه فمنهم من يكون تابع لأجهزة الأمن أو شركات التأمين وغيرها من الجهات التي تحرص على راحة وأمن وأمان رعاياها، لذلك يجب أن تكون أسوان دائمًا جاهزة، ولكن إداراتها رفعت السياحة من أجندتها. وعن الأنماط السياحية التي تتمتع بها محافظة أسوان، قال عبد الناصر صابر: إن طبيعة المحافظة تجعلها تنفرد ببعض الأنماط السياحية المميزة التي لا تستغل جيدا، ومن أبرزها السياحة الثقافية التي تعتمد على الآثار والمتاحف والسياحة العلاجية نظرًا لجفاف جوها تعتبر مصحة لمرضى العديد من الأمراض التي تستلزم العلاج في بيئة جافة فهى تعتبر أجف مكان في العالم، والسياحة البيئية لما تضمه من محميات طبيعية مميزة . أضاف أنها تتميز ببحيرة ناصر فهى مسطح مائى يصل مساحته إلى نحو 6 آلاف كم، يساهم على تنشيط سياحة الصيد، لكن لايوجد أي اهتمام لإبرازها والتسويق لها جيدًا، كما أن الأستاد الرياضى والمطار الدولى يساهمون في تنشيط السياحة الرياضية لأنها ممكن أن تكون مركزا للفرق الرياضية الأوروبية كمعسكر في الشتاء لأن الأوروبيين يلجأون إلى المناطق الدافئة لإقامة التدريبات، وبدوره يعد جذبا سياحيا للمحافظة، لأن هناك الملايين ممن يهتمون بالرياضة على مستوى العالم ويأتون لتشجيع فريقهم. أوضح صابر أنه يجب استغلال مقومات أسوان في سياحة المهرجانات بأنواعها المختلفة، كما أنها تضم احتفالية تعامد الشمس مرتين في العام وهى ظاهرة فريدة على مستوى العالم يجب استغلالها جيدًا، لافتًا إلى ضرورة اهتمام الجهات المعنية بتصوير الأفلام والمسلسلات والبرامج التليفزيونية في المحافظة، لأنه يعد من أهم أنواع الترويج السياحي التي وضعت تركيا على الخريطة السياحية من خلال مسلسلاتها التي جذبت الأنظار إليها.