في كل بقعة من أرض مصر تجد واحدا أو أكثر ممن منحهم الله هبة حب القرآن الكريم وإجادة تلاوته وتجويده, غير أن قليلين منهم يحظون بالشهرة وذياع الصيت.. الشيخ محمد ضيف ابن قرية طناح بالمنصورة محافظة الدقهلية أحد هؤلاء, فموهبته كبيرة ومع ذلك لم يحظ بالشهرة التى يستحقها خلال رحلته الممتدة لأكثر من 60 عاما. بدأ الشيخ ضيف حديثه قائلا : ولدت فى 13-8-1945 بدأت رحلتى وانا فى سن العاشرة عندما لاحظ والدى حسن صوتى وادائى فى قراءة القرآن فأخذني والدى رحمة الله عليه الى كتاب القرية هنا فى طناح لأحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ رزق الحسينى والشيخة زينب عبد الهادى وبالفعل أتممت القرآن حفظا جيدا ومجودا فى سن الثالثة عشر وبعدها التحقت بمعهد القراءات بشبرا الخازندار وكنت خلال فترة الدراسة أتقدم لمسابقات وزارة الأوقاف وأحصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية. ويكمل مضمون حكايته مع التلاوة قائلاً: وبعد أن أتممت الدراسة تعرفت على الشيخ محمود على البنا الذى اصطحبنى وأنا ابن 22 عاما الى ماليزيا كأول بعثة فى حياتى وظلت رحلتى هكذا فى تلاوة القرآن والذهاب للمآتم والمناسبات وكان الشيخ حمدى الزامل من اشهر قراء القرآن من قرية محلة الدمنة يقوم بتشجيعي وتحفيزي ومعاونتي كما أنني من اشد المعجبين بصوت الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وحمدى الزامل وشكرى البرعى وكنت دائم الاستماع لهم حتى جاءت احدى المناسبات الدينية بالقرية وكان توفيق عبده إسماعيل وزير السياحة فى ذلك الوقت وسمعنى وأنا أرتل القرآن فاتصل بفهمى عمر رئيس الاذاعة فى ذلك الوقت حتى التحق بالعمل فى الاذاعة قائلا له إن الشيخ ضيف يتمتع بصوت متميز وارجو أن يكون له حظ فى الإذاعة حتى يستمتع الجمهور بصوته, " وبالفعل ذهبت إلى الإذاعة وكان عمرى 36 عاما والتحقت بالإذاعة بعد امتحان وتسجيل خلال شهرين وبعدها أصبحت قارئا معتمدا بالإذاعة والتليفزيون ومن هنا كانت باكورة الخير التى جاءتنى من الإذاعة حيث طلبتنى العديد من المراكز الاسلامية فى جميع انحاء العالم وكان على رأسها " أمريكا التى وجهت لى الدعوة بالاسم وظللت اعمل بها 15 عاما كل شهر رمضان وكان معى الشيخ محمد جبريل. الشيخ ضيف استطرد:سافرت إلى ماليزيا وتركيا وباكستان واستراليا وجنوب افريقيا والهند وكندا فى بعثات, وأقضى رمضان هذا العام فى كندا. كما اننى اتذكر اكثر المواقف التى ابكتنى عندما كنت فى استراليا ذات عام وكانت الدعوة موجهة لشاب آخر ولكنه رفض وذهبت انا مكانه, ففى البداية كان هناك عدم ترحيب حتى استمعوا لى وأنا اقرأ فصاح المسجد كله الشيخ ضيف هو قارئ مصر الأول حينها شعرت بالفرحة فبكيت,وأتمنى أن اقرأ العام القادم فى المسجد الاقصى فهذا هو الحلم الذى لم احققه بعد ولكنى ارى النصر قريب ان شاء الله,وبفضل الله ثم بفضل القرآن الكريم استطعت أن أحقق كل أحلامي, فقد تزوجت وعمري 27 عاما وأنجبت 5 أولاد. وأنصح من يريد حفظ القرآن أن يكون له ورد يومي ودائم القراءة له حتى لا ينسى وأنا الآن لا استمع لأصوات سوى الشيخ محمد حسان. ضيف مختتما كلامه:كما أود أن أناشد المسئولين وأقول لهم الطاقة شريان الحياة حيث قال تعالى " الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ", وبيت بلا دقيق وبلا نار وغاز هو موت بالبطئ لأن الغاز بديل الحطب والقش فى السابق واذا غاب الدقيق غابت العقول ولابد وأن نرضى البطون الجائعة لأن الجوع يولد الكفر والبلطجة.