سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مآس من حياة «أرامل مصر».. «الحاجة سميحة» تعيش مع أولادها الأربعة في بيت منهار بالوادي الجديد.. «غزال» مهددة بالسجن بسبب قرض تجهيز بناتها.. و«التوك توك» وسيلة «صباح» لمواجهة قسوة الحياة
يحتفل العالم اليوم باليوم الدولي للأرامل، حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 ديسمبر 2010، الاحتفال باليوم العالمي للأرامل في 23 يونيو من كل عام، وذلك اعترافا بالجميل والتقدير للمجهود الكبير المبذول في حياة أبنائهن، في محاولة لتقديم المعونة للنساء ليواجهن مقاسي الحياة، وقد جرى أول احتفال في عام 2011. وأشار بأن كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة له بهذه المناسبة إلى أنه يوجد اليوم في أنحاء العالم المختلفة نحو 259 مليون أرملة نصفهن تقريبا يعشن في فقر، وتتعرض الأرامل في أغلب الأحيان للوصم من جانب أسرهن ومجتمعاتهن المحلية، وتعاني كثيرات منهن من التمييز بسبب السن والنوع ويعيش بعضهن حياة يغلب عليها الإيذاء البدني والجنسي. وفي عيدهن الدولي، تستعرض "فيتو" مشاهد من حياة الأرامل في مصر. قسوة أبناء مأساة الحاجة "فايقة" في المحاكم نجدها تصرخ بأعلي صوتها من قسوة قلوب أبنائها قائلة:"رمونى في الشارع عشان مريضة وخدوا فلوسى، فأنا من زوجتهم وجعلت منهم الطبيب ومدير البنك والمهندسة ولكن كان رد الجميل أن يعتبرونى جرثومة ومرض يخشون الاختلاط به". إنها الحاجة "فايقة" طعنت في السن، وأصابها المرض بعد أن عاشت حياتها كلها في الحفاظ على أولادها، والعمل لتربيتهم وتوفير الحياة المرفهة لهم، فكانت تعمل نهارا مدرسة بمدرسة ثانوى بالجيزة، ومساء تقوم بالعمل في مشروعها الصغير بطهى الطعام مستغلة موهبتها، ولم تفكر يوما أن تتزوج رغم صغر سنها عندما توفى زوجها وترملت بعمر 27 عاما. تحكي والدموع في عينيها: "كبرت وهذه سنة الله وأصابنى المرض بعد أن أفنيت عمرى في العمل لجلب الطعام وتوفير الراحة لهم، وأصابنى التهاب الكبد وأصبحت صحتى ضعيفة، لا أستطيع حتى خدمة نفسى، فلم أجد منهم من يحتضننى ويجعلنى أعيش برفقته، وكانوا يرثونى بالحياة في كل مرة يتذكرون زيارتى، فمنهم من يأخذ "ذهبى" غصبا ومنهم من يجبرنى على إقراضه مبلغا ماليا تحت التهديد والوعيد". واستطردت: "أصبحت في الشارع يعطف على الجميع، بعد أن أقاموا ضدى دعوى حجر أمام محكمة الأسرة بالجيزة دائرة الدقى، ويتهمونى بالجنون وترك المنزل بخلاف الحقيقة، ورغم شهادة الشهود ما زالت أتعرض للعنف منهم، ولا أدرى ماذا أفعل وما الحل لمشكلتى وأنا ضعيفة وطاعنة في السن ومريضة وهم ما زالوا في ريعان الشباب". بيوت منهارة في هذا الركن البعيد، ترقد أرملة في منزل آيل للسقوط بقرية أولاد عبد الله التابع لمركز بلاط بالوادى الجديد، بعد انهيار جزء منه بصورة كبيرة، وأصبح يهدد حياتها ونجلها الذي يعيش معها في نفس المنزل المكون من حجرتين وصالة ومبنى بالطوب اللبن، ويعانى من التشققات والتصدع في أغلب أجزائه، حيث سقط سقف إحدى الغرف وانهار الحائط بالكامل، وقام مسئولو مجلس المدينة بإزالة تلك الأجزاء المنهارة من المنزل. وقالت الحاجة سميحة صاحبة المنزل: إنها تعيش في هذا المنزل منذ عدة سنوات ومعها 4 أبناء الأكبر تخرج في إحدى كليات القمة ولا يعمل حتى الآن، والثانية بكلية التمريض، والثالثة انتقلت إلى مسكن زوجها، والرابع يدرس بالمرحلة الابتدائية، وأن ظروفها المادية لا تسمح لها بإعادة ترميم المنزل وتعيش بمفردها، حيث إن أشقاءها يعيشون في محافظات أخرى وغير قادرين على مساعدتها في إعادة بناء المنزل، ولا تعرف كيف تتصرف وتعيش في حالة رعب يوميا، بعد أن بدأ المنزل في الانهيار الجزئى، حيث كان المسئولون بمجلس المدينة يطلبون منها مغادرة المنزل خوفا على حياتها، ولم تجد سميحة مأوى آخر حال مغادرة منزلها، حيث طلبت من رئيس المركز مساعدتها في البناء وترميم المنزل، لكنه رفض دون إبداء السبب. حادث ابن وديون متراكمة ولحقت عجلة القطار بالسيدة "غزال عبد الستار" والتي تحولت حياتها من ربة منزل تعيش حياة كريمة مع زوجها، إلى سيدة مهددة بالسجن بعدما اقترضت أموالا لتجهيز بناتها، بعد وفاة زوجها حزنًا على بتر قدم نجلها في حادث قطار ببنى سويف. أرملة وأم لخمسة أبناء، تقيم بمدينة الواسطى، شمال محافظة بنى سويف، تحكي قصة مأساوية عن حياتها التي أصبحت مهددة بالسجن بعدما تراكمت عليها الديون، تقول "أصيب نجلى سعيد إبراهيم الدسوقى في حادث قطار، وبترت قدمه اليمنى من تحت مفصل الركبة، والقدم اليسرى من فوق مفصل الركبة، وهو الابن الأكبر لنا، وتحولت حياتنا إلى جحيم أنا ووالده، ونحن نرى أمام أعيننًا مستقبل الابن الذي تحول إلى قعيد الفراش. وأضافت الأرملة: "لم يتمالك زوجى الصدمة، وأصيب بجلطة حادة في المخ، توفى على إثرها، وترك لى بنتين وثلاثة أبناء، منهم الابن الأكبر، قعيد الفراش، تاركًا معاشًا لا يتجاوز "550 جنيهًا"، وأشارت الأم مع قدوم "العرسان" لخطبة ابنتى "هالة"-31 سنة و"فتحية"- 29 سنة، اتجهت إلى اقتراض مبلغ 35 ألف جنيه من البنك الأهلي المصرى، بالإضافة إلي 13 ألف وخمسمائة من شركة خدمات المشاريع متناهية الصغر بمدينة الواسطى، بأسماء بناتها فتحية وهالة، متابعة"مع قلة معاش زوجى وظروف مرض ابنى، عجزت عن سداد أقساط القرض، وأصبحت أنا وبناتى مهددة بالسجن في حالة عدم سداد المبلغ"، مضيفة أن ابنها الأكبر "سعيد" يحتاج إلى جهاز تعويضى بدلا عن ساقيه التي فقدهما في حادث القطار. قيادة التوك توك بالنقاب بعد أن رحل عنها زوجها ووجدت نفسها كفيلة ل أمها الكفيفة و4 أطفال، وتواجه الحياة بمعاش لا يتجاوز ال 350 جنيهًا، لم تستسلم لتلك الأزمة ولكنها قررت أن تتعلم قيادة "التوك توك"، بمساعدة أكبر أبنائها الذي رفض في البداية، ولكنه استسلم لرغبة أمه الشديدة في التعلم. اتهمها البعض بالقول إن السبب وراء ارتدائها النقاب هو الخجل من مهنتها، ولكن الحقيقة أنها ترتديه قبل عملها على التوك توك بستة أعوام، وقابلت صباح نظرات الذهول من جيرانها بمزيد من التحدي والإصرار على استكمال عملها على التوك توك الخاص بها، ولم تلتفت للمضايقات اليومية التي تتعرض لها في الشوارع التي تقود فيها، لتركز اهتمامها فقط على كلمات التشجيع، وما بين كلمات التشجيع والمضايقات، تحولت "صباح" إلى قدوة لعديد من السيدات في شارعها، فأصبحت تعمل على تعليمهن القيادة حتى يستطعن كسب قوت يومهن.