عندما أمر محمد على باشا بحفر ترعة المحمودية عام 1807 لتنقل مياه النيل للإسكندرية مرورا بمحافظة البحيرة، لم يكن يتوقع أن يتحول ذلك الشريان المائى لمستنقع يحوى بداخله وعلى جانبيه كل أنواع القاذورات والقمامة وتجمع الحشرات وإلقاء الحيوانات الضارة بداخلها، بل تحولت إلى مأوى للخارجين عن القانون والبلطجية الذين فرضوا سيطرتهم على محيط الترعة من خلال بناء أكشاك بطريقة غير قانونية. ورصدت "فيتو" في جولة ميدانية، عودة تلال القمامة على جانبى الترعة، وتزايد ورد النيل والحشائش والحشرات في المجري المائى، وسط غياب من المسئولين بالمحافظة. وقال إسلام عادل أحد أهالي منطقة كرموز بالإسكندرية: إن الترعة تشكل ضررا كبيرا على صحة الأهالي في المنطقة لما تحويه من إهمال وخطورة بسبب تراكم تلال وأطنان القمامة بمحيطها وداخلها، وقيام البعض بحرقها للتخلص منها. وأضاف صبرى السيد أحد أهالي منطقة الحضرة، أن الأهالي قدموا العديد من الشكاوى والاستغاثات للمسئولين بالمحافظة للمطالبة بوضع الحلول والنظر إلى حجم الكارثة والأضرار التي تقع عليهم، إلا أن التجاهل بين المسئولين هو الحل لما أصاب الأهالي من أمراض وانتشار الحشرات بسبب القمامة وإلقاء الحيوانات بداخلها وقيام البعض باستغلال الترعة لفرض سيطرتهم عليها من خلال بناء الأكشاك غير القانونية والتعدى على محيط الترعة. وقال صلاح محمد صاحب مقهى قريبة من الترعة، "نتعرض للمخاطر والمسئولين مش حاسين بينا، والأمراض تنتشر من حولنا بسبب تلال القمامة والحشرات والحيوانات واستغلال الخارجين عن القانون لهذه الترعة للقيام بعملهم الإجرامى، كل هذه الأزمات ولم نجد أي مسئول ينظر إلينا".