تمثّل الترع والمصارف بمحافظة أسيوط كوارث بيئية وصحية وبؤرًا لنقل الأمراض والأوبئة، حيث تخترق هذه الترع الكتل السكنية في عدد لا بأس به من القرى على مستوى المحافظة، حيث تمتلئ بتلال القمامة والحيوانات النافقة التي تطفو فوق مياهها وتزداد الخطورة مع عدم الاهتمام بتطهير الترع دوريًّا، ومن ثَمَّ أصبحت مصدرًا للتلوث. ويزيد عدد الترع والمصارف في محافظة أسيوط على 212 ترعة ومصرفًا تمر على الكتلة السكنية في أكثر من 180 قرية، وهو ما يزيد الأمر تعقيدًا، حيث يلجأ معظم الأهالي نظرًا لعدم وجود خدمات الصرف الصحي بالقرى إلى تحميل سيارات الكسح الخاصة وأحيانًا التابعة للوحدات المحلية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي والتي تقوم بإلقاء حمولتها في أقرب ترعة أو مصرف مجاور للقرية، بالإضافة إلى قيام بعض أهالي القرى بإلقاء الحيوانات النافقة في مياه الترع والمصارف بشكل عشوائي ودون اللجوء إلى المقالب العمومية الصحية الآمنة في الظهير الصحراوي، لبُعد المسافة وعدم القدرة على تحمل التكاليف. تتبادل مديرية الري والوحدات المحلية الاتهامات في المسؤولية عن نظافة وتطهير الترع والمصارف، لكن اللافت للنظر أن الجهة المسؤولة وهي مديرية الري والموارد المائية لا تلقي بالاً بالمرور على الترع والمصارف ومتابعتها دوريًّا حيث تمتلئ كل ترع المحافظة بالحيوانات النافقة وأكوام القمامة، بل إن شهر ديسمبر الماضي شهد فضيحة كبرى، حيث تسبب إهمال مديرية الري في ترك مقاول يعمل على تطهير ترعة مفيض نجع حمادي دون مراقبة في أن ترك أكثر من 60 رأسًا من الحيوانات النافقة، تنوعت بين مواشي وكلاب وحمير في المرور إلى نهر النيل مباشرة دون أي شعور بالذنب، وهو ما جعل محافظ أسيوط ياسر الدسوقي، يحيل الأمر كله إلى النيابة العامة للتحقيق، ومنح مهلة 7 أيام لتطهير الترع الرئيسية المؤدية إلى نهر النيل. وفي قرية بني مجد التابعة لمركز منفلوط، يعاني الأهالي من الترعة المجاورة لهم لتراكم القمامة بها وتحولها إلى مرتع للحشرات والزواحف، ويقول محمود علي: طالبنا مرارا وتكرارا من مديرية الري والوحدة المحلية لمركز منفلوط بالعمل على تطهير الترعة ولم نجد آذانا صاغية بل إن الإهمال يزداد. تقول عبير شحاتة: "لا يتحمل الأهالي الرائحة الكريهة التي تخرج من ترعة كوبري المليات في قرية ساحل باقور بمركز أبو تيج التي أصبحت مليئة بالقمامة والقاذورات وتعج بالحيوانات النافقة، كما انتشرت المياه الملوثة بالصرف الصحي وأصبحت الترعة مرتعًا خصبًا للقوارض والحشرات والثعابين والميكروبات والأمراض". ويؤكد ماهر محمود أن جميع ترع مركز أسيوط تشهد تلوثًا كبيرًا لدرجة أن مخلفات الردم والقمامة أدّت إلى انسداد تلك الترع، ولم تصل المياه إلى نهايات الترع منذ سنوات، ونعيش على الآبار الأرتوازية وكأننا في الصحراء، وتحولت الترع إلى مقالب قمامة.