لم يغفل «جرحى ثورة يناير» أهمية سلاح الإعلام في تشويه مبادئ الثورة، والحرب على كل من شارك في إحداثها.. أو تعاطف معها، ويحاربون من أجل استردادها باستخدام كافة الأسلحة، وفى مقدمتها سلاح الإعلام، لتشكيك المصريين في نبل الأهداف التي أعلنتها الثورة «الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. والادعاء بأنها شعارات جوفاء تخفى خلفها مؤامرة كبيرة تسعى لهدم الوطن». تلك هي الآراء التي عبرت عنها الصحفية إلهام شرشر زوجة حبيب العدلى وزير الداخلية الأسبق، في الصحيفة التي أصدرتها «الزمان».. وصفت الثورة بعبارة «أحداث يناير الأسود» وأنها «مؤامرة يُقدف في نيرانها خيرة شبابنا، الذين من المفروض أن يكونوا لسان حال وطننا، حتى ينتصر على تلك المؤامرة الخسيسة، التي ليس لها إلا زعزعة الثقة وتشويه كل جميل، ليس فقط زمان أو نظام.. إنما معالم وطن بأكمله» تلك السطور التي وردت في العدد الذي صدر بتاريخ 3 يونيو 2016، تجسد رؤية جرحى الثورة وليس رأى الكاتبة وحدها. ولا اعتقد أن جرحى الثورة أجهدوا أنفسهم، في الاستعانة بإعلاميين يقبلون تشويه الثورة والتشهير برموزها، فقد تسابق العديد منهم في عرض خدماته مقابل ما يحصلون عليه من ملايين الجنيهات، ولم يتركوا وسيلة مشروعة أو غير مشروعة لاستخدامها في الإساءة إلى كل من شارك في الثورة أو تعاطف منها، بدءا من الاتهامات بالخيانة إلى تتبع حياتهم الشخصية، وعرض فيديوهات «البورنو» التي تنسب لأشخاص لم يعرف عنهم الانحراف. ولم يتوقف الإعلاميون الذين قبلوا أداء تلك المهام، عن تشويه خصومهم إنما إحداث الوقيعة بين تيار ثورة يناير والقيادة السياسية، والتفرقة بين يناير ويونيو، والادعاء بأن من شارك في ثورة يناير يعملون ضد النظام، والإعلاميون الذين باعوا انفسهم للحلف غير المقدس يدافعون عن النظام، والحقيقة أن النظام الذي جاء بإجماع غير مسبوق من الشعب، ليس بحاجة إلى دفاع هؤلاء المشبوهين، ويقف في صفوف أعداء الثورة، بعض المثقفين الذين يعتقدون أن الثورة أدت إلى استيلاء جماعة الإخوان على حكم مصر، ويتجاهلون الظروف الموضوعية التي قادت إلى تلك النتيجة ولا يجب أن يتجاهل هؤلاء أن ملايين المصريين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على جماعة الإخوان وينخدعون في شعاراتها الدينية، بعد أن جربوا التوجهات القومية والاشتراكية التي فشلت في إحداث نهضة حقيقية