"النقاء الثوري" كان الثوب الذي ارتدته الكتب التي وثَّقت ورصدت يوميات ثورة الخامس والعشرين من يناير، بل تجسد مصطلح "يوتوبيا ميدان التحرير" في الكثير من الكتابات التي جعلت من أهم ميادين القاهرة "مدينة فاضلة" يُرفع فيها شعار الإنسانية أولًا، لكن هل سيظل هذا الثوب نظيفًا بعدما وقفت "الثورة" في قفص الاتهام، وهل سيغير الكتَّاب فيما كتبوا بعد مرور أربع سنوات علي ثورة راح ضحيتها آلاف الشهداء، ولا يزال الجدل مستمرًا حول "يناير ثورة أم مؤامرة"؟ "كراسة التحرير" للكاتب والروائي الكبير مكاوي سعيد من الكتب التي رصدت ثورة 25 يناير، من خلال عيون البسطاء والمهمشين الذين شاركوا في الثورة، وكانوا وقودها الحقيقي، كتبه "سعيد" حسبما يقول في المقدمة من منظور الشخص الذي يمر علي الميدان يوميًّا وليس من منظور ثوري، واهتم برصد كل ما يدور في الميدان، من بشر وحجر وخيام، محاولًا أن يكتب عن البشر أكثر مما يكتب عن الواقع، عن الإنسان الذي هو روح الثورة وهدفها. مكاوي سعيد: لن أغير فيما كتبت لأنه حقيقة شاهدتها بنفسي عندما سألنا صاحب "تغريدة البجعة" عن رؤيته الآن لكراسة التحرير في ظل ما تتلقاه الثورة من اتهامات تصل إلي حد اعتبارها مؤامرة، هل سيعيد النظر فيما كتبه؟ قال: كتبت في "كراسة التحرير" ما شاهدته وعاينته بنفسي، لم أعتمد علي المشاهدات التليفزيونية ولا قراءة الجرائد، ومن ثم هل من الممكن أن أُكذب عيني وأُصدق ما يردده الإعلام، الذي يسعي لإجهاض أي ثورة أو حركة شعبية لحماية الحكومات الفاسدة؟ أعتقد أن الذين سيغيّرون أو يراجعون أنفسهم فيما كتبوه هم من اعتمدوا علي المشاهدات التليفزيونية وقراءة الصحف، أما من سجل الحدث وفقًا لمشاهداته ومشاركته الحقيقية في الثورة، سيتمسك أكثر بما كتبه. هل ننسي ما رأيناه من دماء وضحايا وشهداء يتساقطون وغاز مسيل للدموع؟ لا أستطيع أن أنسي، ولن أغير فيما كتبت؛ لأنه الحقيقة من وجهة نظري. إبراهيم عبد المجيد: لن أغير فيما كتبت.. والإعلام لن يخدعنا جاء موقف الكاتب والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد متشابهًا مع رؤية "سعيد" لما كتبه عن الثورة، إذ يقول: في كتابي "لكل أرض ميلاد.. أيام التحرير" رصدت أحداث الثورة المصرية منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير وحتي سقوط رأس النظام محمد حسني مبارك في الحادي عشر من فبراير، وما حدث في تلك الأيام شاهدته بنفسي، شاهدت موقعة الجمل، ورأيت الكثير من الضحايا وهم يتساقطون، ولذلك لن أغير فيما كتبته، ولن يخدعنا الإعلام بمؤامراته التي تسعي لتشويه وجه الثورة النقي. فكل ما يردده الجهاز الإعلامي الرسمي والخاص بأن يناير مؤامرة خارجية هو عبث. عمار علي حسن: متمسك بكل حرف كتبته عن ثورة يناير ويؤكد الكاتب والباحث السياسي، الدكتور عمار علي حسن، أنه متمسك بكل حرف كتبه عن ثورة يناير في كتابه "عشت ما جري" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة كتابات الثورة، الذي يتناول فيه مراحل تكوّن معالم الثورة علي مدي 30 عامًا من حكم مبارك، ويحكي فيه العديد من القصص والحكايات التي عايشها بنفسه أثناء اندلاع الثورة. ويضيف "حسن": كتبت ما شاهدته في الثورة بكل أمانة وتجرد، لم أضف حرفًا واحدًا خارج الواقع الذي شاهدته، ومن ثم، مهما قيل من الثورة المضادة التي تحاول تشويه ثوار يناير، فلن تتغير قناعاتي بأن الذين كانوا في الشوارع هم من المصريين البسطاء الحالمين بالعيش والحرية. ويتابع: هناك فرق بين القول بأن الإخوان التفوا علي ثورة يناير وهذا حقيقي، وبين القول بأن ثورة يناير صناعة إخوانية ومؤامرة أمريكية؛ لأنه كذب وادعاء وتزييف للحقيقة.