تعاونت أم كلثوم مع جميع الملحنين بعد أن تسابق الجميع للعمل معها، وكان من الملحنين الذين كانت أمنيتهم الكبرى تلحين عمل غنائي مع سيدة الغناء العربي، وكان يبوح بذلك إلى جميع أصدقائه من الصحفيين والفنانين، فكتب رجاء النقاش مقالًا عام 1972 في مجلة الكواكب يتساءل فيه لماذا لم تغنِّ أم كلثوم حتى الآن من ألحان سيد مكاوي؟ وحدث أن قرأت أم كلثوم المقال وأعجبها، فطلبت بنفسها سيد مكاوي لتطلب لقاءه في فيلتها بالزمالك، في ذلك الوقت كان سيد مكاوي قد أعد لحنًا جديدًا لكنه احتفظ به لعرضه على أم كلثوم في أول مصادفة له معها، واللحن لأغنية «يا مسهرني» عن كلمات الشاعر أحمد رامي. وفي أثناء اللقاء أسمع سيد مكاوي أم كلثوم مطلع الأغنية التي يحتفظ بلحنها يقول: «ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني.. وعيني يا جافيها النوم يا مسهرني». أعجبت أم كلثوم بالأغنية، وفي استوديو 46 بالإذاعة تم تسجيل الأغنية بعد عمل 25 بروفة مع فرقتها، وكانت البروفات في رمضان 1972 وفى أول بروفة أهداها "مكاوي" نسخة من المصحف الشريف قائلًا لها: «علمت من أحاديثك أن القرآن هو أستاذك الأول لأنه علمك الحفاظ على سلامة مخارج الألفاظ؛ فوجدت أنه أحسن هدية أقدمها لسيدة الغناء». أغنية «يا مسهرني» هي آخر أغنية غنتها أم كلثوم في حفل جماهيري قدم "مكاوي" اللحن فيها خاليًا تمامًا من جميع الآلات الغربية ليخرج لحنًا شرقيًا أصيلًا.