«أجب على الأسئلة التالية » ..كانت هذه هي الثقافة السائدة لفكر العملية التعليمية التي كانت تتميز بالقهر وفرض وجهة نظر الحاكم على المجتمع ولسنوات طويلة اعتادت معها الأنظمة الحاكمة أن يكون اختيارنا معروفا سلفا ونتيجتنا متوقعة بلا شك . لسنوات طويلة أرهقنا تعدادها كنا لا نعرف الاختيار من بين المتعدد..يذهب الناخبون إلي صناديق الاقتراع لاختيار رجل واحد ..تقدم وتفرد باليسر ..وحكم على غيرة بالعسر ..إذا كان هناك غيره. مرت مصر بفترات طويلة لا تعرف إلا ثقافة واحدة هي «اختر الرئيس التالي » ولم نكن نعرف إلا الاستفتاء على استمرار الرئيس الموجود وكنا نعرف أن الرقم 99,9% هو رقم مبارك يضع حاملة في قلوب الشعب طوعا أو كرها ورغم انف الجميع . هي المعركة الأولى والتى لا سابق لها..اللهم إلا تلك الصورة الهزلية التي فعلها الرئيس السابق «مبارك» عندما نزل إلي الانتخابات الرئاسية عام 2005 وقد اختار منافسيه بعناية فلم تكن هناك تقاليد تحكم الصراع بين المرشحين ولا مرجعيات فكرية وسياسية كان يمكن القياس عليها إلا التاريخ الشخصى لهذا المرشح أو ذاك ..وكان معروفا سلفا ماذا كانت تريد الأجهزة الأمنية من هذا الصراع «الديكوري» الشكل.. خصوصا أنه كان بين المرشحين من تقدم باسم حزبه الذى لا يمكنه الادعاء أنه يمثل المصريين جميعا، وبينهم من تقدم باسمه الشخصى وليس له من تاريخه ما يمكن اعتباره برنامجا. لأول مرة سنندهش عندما تعلن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية اسم رئيس مصر القادم ..رغم كل التوقعات التي ترشح هذا أو ذاك ..من هم مع التيار الديني أو ضده, من هم مع نظرية «اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش»..أو من هم مع فكرة «الناس دول بركة». كثيرة تلك الأحداث التي شهدها هذا الحدث منذ أعلن المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الجدول الزمني الذي وضعته اللجنة لإجراء العملية الانتخابية، بداية من يوم 8 مارس للإعلان عن فتح باب الترشيح وتسليم نماذج الترشح من مقر اللجنة الجديد بمصر الجديدة وحتى آخر يوم في تلقي الطعون والإعلان عن الساكن الجديد للقصر الجمهوري . وقف الشعب المصري لمرات عديدة وهو يكتم أنفاسه عندما تحدث تلك «الملاعيب» بين مجلس الشعب ومجلسنا العسكري الذي «حمى الثورة «..فمجلسنا العسكري يري انه الفيصل بين السلطات وبيده إصدار الإعلانات الدستورية أو حجبها ..بيده أن يعطي الرئيس القادم الصلاحيات أو ينزعها منه ..أو يجعل منه رئيسا شرفيا ..والميدان موجود . حرب ضروس تدور رحاها في عقول المرشحين ومؤيديهم ..وحرب لا تقل عنها شراسة تدور في عقول أطراف تنتظر قرارا مصريا خالصا ..إما الاستقرار أو الفوضى ..بعضها تدخل والآخر ينتظر..في ماراثون انتخابي يحدث لأول مرة بهذا الشكل ..لأول مرة نرى مناظرة تليفزيونية ..لا يهمنا من فاز أو خسر فيها ولكن الأهم أن الشعب المصري رأي وجهتي نظر ..ورأي متفق ومعارض ..لأول مرة يحدث جدل حقيقي بين المصريين مع اختلاف توجهاتهم ..جدل صحي نرى انه سينقل بلادنا - مع اختلاف التوقعات - إلي وطن مختلف وضع قدميه على أول طريق الديمقراطية ..نعلم إنه طريق طويل ولكن المهم أن الشعب بدأ الطريق ..نعم هناك خروقات وهناك سلبيات كثيرة ولكن هذا لا يعني أنها ليست تجربة سياسية غير مسبوقة . وهذا الملحق الذي بين يديكم هو عرض حيادي -كما أردناه - لبرامج المرشحين ..رأينا أن نقدم لك عزيزي القارئ خدمة صحفية بتبسيط برامج المرشحين واهم القضايا التي يركز عليها كل مرشح وسيرته الذاتية . مصر تنتخب رئيسها وتصنع مستقبلها رغم كل السلبيات ..فشعب قام بثورة يستحق أن يقف شامخا بماضيه ومغيرا لحاضره وصانعا لمستقبله.