المعارضة نظام أساسى فى أنظمة الدول الديمقراطية، ولها دور موثر وفعال فى الرقابة على أعمال الحكومة وكشف أخطائها إذا انحرفت أو تأييدها وإعانتها إذا لازمها الصواب، بل إن هذه المعارضة تمثل ضمانة قوية بمنع تسلط الحزب الحاكم أو إفساده أو إهماله شئون البلاد، ولهذا فإن المعارضة بهذا الشكل تحظى بالثقة والتقدير والاحترام من قبل المجتمع ومؤسساته وأفراده والذين يعتبرون المعارضة جزءً هاما ولا غنى عنها فى نسيج المجتمع وأن عملهم يهدف إلى الصالح العام. وتوفر لهم الدولة والقانون كل الضمانات لقيام المعارضة بممارسة عملها بموضعية دون تجن أو تشهير لمجرد المعارضة إنما يضعون مصلحة مجتمعاتهم الهدف الأول قبل مصلحة الحزب ذاته. هذه هى المعارضة الحقة، أما ما يحدث على الساحة السياسية فى مصر فهو يؤكد أن كل الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم يقدم مصلحة حزبه على حساب مصلحة المجتمع، الجميع استخدم وسائل غير محترمة سواء الحزب الحاكم أو المعارضة أصبحت الحياة السياسية مرتبطة بوجود جماعة الإخوان الذين يستقبلون السفراء ويتحدثون عن أمن وأمان مصر وعلاقتها مع الدولة وهو أمر موكل إلى رئيس جمهورية وليس إلى مرشد جماعة دينية. أما عن المعارضة فحدث ولا حرج، كل همهم إسقاط مرسى ونظامه، هم لا يفكرون حتى ماذا بعد هذا الإسقاط أصبحت الحياة السياسية شديدة الارتباط بصفحة الحوادث، فلا تجد فرقا فى الصحف بين الصفحة السياسية وصفحة الحوادث، والعجب كل العجب أن المصطلحات التى يستخدمها الحزب الحاكم هى نفس المصطلحات التى يستخدمها المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين. الشهداء والقصاص والخيانة.. الخرفان الغنم البلطجة هذه هى أدوات النظام فى مصر فلا المعارضة أخذت بيد النظام من أجل المجتمع ولا الحزب الحاكم عمل على الصالح العام منهم فكل يتربص بالآخر.