لغة العلم لا تعرف الكذب.. لذا.. فوجود «بحث» يدرس عالم الفتوى أمر مهم.. وهذا ما تحقق أخيرا فى كلية دار العلوم... البحث عبارة عن دراسة فقهية حديثة عنوانها «المستجدات الفقهية لدار الافتاء المصرية»، تقدم بها الباحث مسعود إبراهيم صبرى. الدراسة شملت الفترة التى تولى فيها الشيخ جاد الحق عام1978 وحتى فترة المفتى الحالى الدكتور على جمعة -ارصدت الدراسة الفتاوى المتناقضة والشاذة التى اختلف حولها علماء دار الافتاء وأسباب الاختلاف وأثر السياسة والاتجاه السياسى والرسمى للدولة على فتاوى دار الافتاء المصرية وبيان حدود دار الافتاء بالنسبة للفتوى وكذلك مدى توافر شروط الافتاء والاجتهاد فيمن تولى منصب مفتى الديار المصرية مع توضيح درجة المفتى بالنسبة لطبقة المفتين والمجتهدين. خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة منها أن التأريخ لنشأة دار الافتاء المصرية لا يزال يكتنفه الغموض فلا يمكن اعتبار الشيخ «حسونة النووى» أول مفت للديار المصرية والوثائق لا تدل على بداية نشأة الدار أو تنصيب المفتى. الملاحظ للفتاوى التى أصدرتها دار الافتاء يجد أنها لم تقف عند حدود الافتاء فى الاحوال الشخصية بل تعدت ذلك إلى كل المجالات اجتماعية واقتصادية وعبادات والافتاء فى المسائل السياسية والغريب إن مجمع البحوث الإسلامية يعتبر دار الافتاء المرجع الرسمى له فى الفتوى كما جاء فى الدراسة. كما أن مساحة الاتفاق فى الفتاوى الصادرة من دارالافتاء كبيرة جدا وكذلك مساحة الاختلاف أيضا. كما أثبتت الدراسة وجود اختلاف بين مفتى دار الافتاء المصرية فى عدد من المسائل مرده الاختلاف فى تصور وفهم المسألة والاختلاف فى فهم النص الشرعى الذى تبنى عليه الفتوى أدى هذا إلى تناقض فى عدد من المسائل للمفتى الواحد، بحيث يفتى بالموافقة فى مسألة ويفتى بالحرمة فى نفس المسألة وأن هذا التناقض خلت منه فتاوى الشيخ جاد الحق والشيخ عبداللطيف حمزة. بينما ظهر فى فتاوى كل من الدكتور سيد طنطاوى ونصر فريد واصل والدكتور أحمد الطيب ومنها على سبيل المثال فتاوى الاستحمام باللبن. وذهبت الدراسة إلى أنه لم يثبت عن دار الافتاء المصرية التراجع عن فتوى ولكن هناك تعدد فى المسألة الواحدة تصل إلى حد التناقض والاختلاف فى فتاوى المفتى الواحد فى المسألة الواحدة، كما ظهر فى فتاوى دار الافتاء بشكل واضح الخلاف دون الافتاء برأى خاصة فى بعض المسائل المستجدة مثل فوائد البنوك وشهادات الاستثمار والتأمين وغيرها وكان أبرز من عرف بهذا هو الدكتور أحمد الطيب.