فى المرات القليلة التى تحدث فيها البابا شنودة عن حياته الخاصة قبل الرهبنة جاء عرضا اسم قرية «سلام» وهى القرية التى شهدت ميلاد نظير جيد روفائيل الذى أصبح فيما بعد بطريركاً للأقباط الأرثوذكس.. وتتبع قرية سلام جغرافيا مركز أسيوط.. زوار القرية يبحثون دائما عن طفولة البابا الغائبة. وكان سكان قرية سلام طوال السنوات الأخيرة يتابعون أخبار صحة البابا بمشاعر يملؤها الخوف فابن قريتهم أصبح رمزا قوميا بالنسبة لهم خاصة أن خطواته الأولى وكلماته ما زالت تطبع آثارها فى قريتهم وما زال المنزل الذى ولد فيه قائما يشهد على التفاصيل الأولى لحياة شنودة الطفل.. ما زالت درجات السلم العتيقة تحمل آثار قدم الطفل نظير جيد وهو يصعد ويهبط.. وما زال أقارب البابا يرفضون هدم المنزل لأنه رمز مقدس. المقدسة رائدة ابنة عم البابا هى من تقوم باستقبال الزائرين وترافقهم طوال الرحلة وتؤكد للزوار أن هذا المكان شهد مولد الطفل نظير الذى صار بابا للأقباط فيما بعد تحكى اللحظات الأولى فى عمره قائلة: والدته وضعته هنا، واستقبلته يد أم جمال «الداية» ، وهنا فى هذا المكان كان شنودة يذاكر دروسه ويصلى.. وتضيف ابنة عم البابا: توفيت والدة شنودة بعد 3 أيام فقط من ولادته، بسبب حمى النفاس، بعدها رضع الطفل نظير من عدد كبير من سيدات قرية سلام، لكن التى كانت ترضعه بصفة منتظمة الحاجة «صابرة» الله يرحمها، وهذه السيدة تحدث عنها البابا فى إحدى المرات عندما قال إنه رضع من سيدة مسلمة.. وأنجبت الحاجة صابرة «بنتا وولداً» الابنة تزوجت خارج القرية وانقطعت أخبارها، أما الابن عبدالعزيز فقد سافر إلى إحدى الدول العربية، وعاد وباع المنزل ولا يعرف أحد عنه شيئا، وما إذا ما كان على قيد الحياة أم لا؟ السيدة رائدة متزوجة من متياس عوض الذى يملك بيت البابا حاليا، والذى يتفاخر بملكيته للمنزل، بقوله «البيت ما حدش عاش فيه بعد ما والد البابا ساب البلد وذهب للإقامة فى أسيوط، ومنذ ذلك الحين البيت مغلق ولا يمكن بيعه أوهدمه.