لا تفوت إسرائيل فرصة إلا واستغلتها لخدمة الصهيونية ولما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة هامة لتوصيل رسائل بعينها للعالم استعانت بها إسرائيل لتحقيق أهدافها، ولم تكتف إسرائيل فقط بتجنيد العملاء عبر مواقع التواصل بل امتد الأمر إلى جعل أبرز تلك المواقع وهي "تويتر" و"فيس بوك" ينفذان الأجندات الصهيونية. بدا ذلك بشكل واضح من خلال كبح عناصر المقاومة الفلسطينية من خلال انحياز موقعي "تويتر" و"فيس بوك" لإسرائيل خاصة بعد أن أغلقت حسابات لعدد من الفلسطينيين المناهضين لإسرائيل من ضمنهم عناصر تابعة لحركة حماس. ازدياد الشكاوى وسلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الضوء على ازدياد الشكاوى التي تخرج من إسرائيل وتتهم حماس باستخدام الشبكات الاجتماعية لتعزيز أجواء تصعيد أعمال العنف في الأشهر الأخيرة داخل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، والتي أدت إلى الإغلاقات الأخيرة التي نفذها كل من فيس بوك وتويتر. ورأت الصحيفة أن إغلاق الحسابات التابعة لحماس من قبل فيس بوك وتويتر شكل ضربة لحماس. وبدأ موقع فيس بوك بإغلاق الصفحة الرسمية التابعة لحماس ثم تم إغلاق صفحة "شهاب" التي تتضمن أكثر من مليون متابع، وسرعان ما تم إعادة فتح صفحات أخرى قادرة على جمع أكثر من نصف مليون متابع. في الأيام الأخيرة قامت كتائب "القسام" الذراع العسكري لحماس بفتح حساب جديد لها على "تويتر" باللغة العربية، بعد إغلاق الصفحة الرسمية للكتائب على الموقع والتي بلغ عدد متابعيها أكثر من 10 آلاف متابع. إغلاق حسابات كما أقدم موقع تويتر على إغلاق الحساب الشخصي للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة والذي بلغ عدد المتابعين عليه أكثر من 195 ألفًا، بالإضافة لإغلاق الصفحتين الرسميتين لكتائب القسام والناطقة باللغتين الانجليزية والعبرية. وأغلق "فيس بوك" العديد من الحسابات المرتبطة بحركة حماس وأذرعها الطلابية في كبرى الجامعات الفلسطينية التي اتهمها الموقع بالاحتواء على مواضيع تحريضية، كذلك إغلاق العديد من الحسابات المقربة من الحركة ومؤيديها في الضفة الغربية وقطاع غزة بتهم التحريض على العنف. وقبل عدة أيام حظر "فيس بوك" الصفحة الرسمية للكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت في الضفة، وقامت الكتلة بفتح صفحة جديدة لها في فيس بوك. عدم الحيادية والنزاهة ونقلت الصحيفة تصريحات للناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، قال فيه: "إن إغلاق حساب الكتائب على تويتر يفنّد حيادية الموقع ويشكك في نزاهته". وقال أبو عبيدة: "إن تويتر خضع لضغوط من الاحتلال الصهيوني، وهذا يعطينا انطباعا بعدم حيادية ونزاهة هذه الشركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأنها تنصاع لضغوط سياسية وتنحاز إلى الجلاد الإسرائيلي ضد الضحية الفلسطيني". رقابة المواقع وفي إطار فرض السيطرة الإسرائيلية على مواقع التواصل أقرت الأجهزة الأمنية التابعة لجيش الاحتلال، مؤخرا خطة جديدة للتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش الإسرائيلي، لإحباط العمليات والقيام باعتقالات من خلال جمع المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب وكالة معا الفلسطينية، فإن الاحتلال اتخذ هذا الطريق بعد نشر العديد من منفذي العمليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبارات توحي نيتهم تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ومنذ البدء في هذه الإستراتيجية فقد حققت نتائج إيجابية، وفقا لما صرح به ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وتعتمد هذه الإستراتيجية على عنصرين أساسيين، الأول الكشف عن ما تصفهم إسرائيل "القنبلة الموقوتة" الذين يستعدون لتنفيذ عمليات، وهذا يستدعي الاعتقال وإخضاعهم للتحقيق لدى جهاز "الشاباك"، وذلك من خلال تتبع ما يكتبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل ما يكتبونه. الصفحات الناطقة بالعربية ومن جهة أخرى تستعين إسرائيل بمواقع التواصل لتجميل وجهها القبيح ولخدمة رؤي الاحتلال خاصة من خلال الحسابات الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية وأبرزها حساب المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، ومتحدث حكومة إسرائيل، أوفير جندلمان، والناطقة باسم الجيش، لوبا السمري، وصفحات مثل "إسرائيل في مصر"، "إسرائيل في الأردن" وغيرها. وتحاول تلك الصفحات إظهار إسرائيل بثوب البراءة وشيطنة المقاومة الفلسطينية. إلى ذلك تعد شبكات التواصل أرضًا خصبة لاستقطاب العملاء من الدول العربية، وسبق أن تحدث الجنرال في الاحتياط الإسرائيلي عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" عن اختراق الجهاز الذي كان يترأسه لعدد من الدول العربية من أبرزها مصر وتونس المغرب والعراق والسودان واليمن ولبنان وإيران وليبيا وفلسطين وسورية.