«المعارضة» كلمة لا يتقبلها الكثير، وتعتبر تهمة من الممكن أن تلقي بصاحبها في السجن، ولكنها أصبحت الوسيلة الوحيدة والضرورية لبناء المجتمع وتبادل وجهات النظر بين جميع الأطراف، بشرط أن تكون قائمة على أساس البناء وليس الهدم. وطرح الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير جريدة «فيتو»، مبادرة «لم الشمل» والتي تهدف إلى فتح الباب لخلق معارضة وطنية تهدف إلى البناء والمشاركة في تحقيق الأهداف الوطنية، عن طريق طرح جديد يرفض بوطنية ما يقول به النظام دون أن يدعو إلى هدمه، ولاقت المبادرة ترحيب من المثقفين. الاعتراف بالطرف الآخر قال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، إنه من الضروري وجود معارضة ديمقراطية، تولد من خلال اعتراف النظام بالطرف الآخر. وأضاف زين العابدين في تصريح خاص ل«فيتو»، أن النظام الحالي يجب أن يعترف بوجود معارضة من أجل فتح باب للحوار وإتاحة الفرصة للتعبير، ومناقشة القضايا التي يتم طرحها. «كشف الفساد» فيما أكد الكاتب محفوظ عبد الرحمن أن المعارضة الحالية لم تكن مؤثرة على الإطلاق، لأن هناك مفاهيم خاطئة، وهي أن المعارض «خائن»، وأن الأمن يعتقد أن المعارض هو شخص مخرب في المجتمع. وقال: «المعارضة أساسها السياسة، ومصر كان فيها سياسية زمان وانتهت»، مؤكدًا أن المعارضة المؤثرة هي التي تسعي لكشف فساد، أو تقترح حلولًا لبعض المشكلات، وتؤيد النظام أيضًا في بعض القرارات التي تحتاج للمناقشة. وأضاف «عبد الرحمن» أن الغرض من المعارضة هو كشف الحقيقة، ولكن للأسف لا توجد أوجه صحيحة للمعارضة أو قوى تستخدمها لصالح المجتمع. «مشكلات الشارع» وقال الروائي أشرف الخمايسي، إن المعارضة الحقيقة موجودة على أرض الواقع وليست ضارة لأنها غير موجهة، لكن النظام لا ينظر إليها على الإطلاق. وأكد «الخمايسي» أن وجود معارضة فعالة يستلزم ثقافة، وهي غائبة عن المجتمع، معلنًا تأييدة لتظاهرات 25 أبريل، ولكن ضد عزل الرئيس الحالي، مشددًا على أن المعارضة تهدف إلى تصحيح المسار، ومبادرة «فيتو» ل«لم الشمل» سيكون لها مردود جيد، مشيرًا إلى أنه متضامن مع الدعوة من أجل فتح باب للحوار. «تصحيح المسار» بينما قال الكاتب يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، إن المعارضة يجب أن تكون لها علاقة بمشكلات المجتمع المصري، وأن تمس حوائج المصريين حتى يكون لها تأثير إيجابي وتصحح المسار. وأضاف «القعيد» أن المعارضة الحقيقية هي التي تعترض على مشكلات ملموسة في مجتمعنا وغير وهمية، ولا تكون من أجل التخريب.