سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بديع فى رسالته الأسبوعية: البعض لا يقبل الديمقراطية إلا إذا حققت مصالحه.. الربانية الأساس الأول للإصلاح.. ويدعو للتظاهر السلمى دون تخريب للممتلكات.. والتوحد على الأهداف العليا للوطن
قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، "إن الواقع فى دول الربيع العربى يحتاج من جميع أبناء الوطن أن يأخذوا خطوة جادَّة من أجل إصلاح الوطن والقضاء على الفساد المتراكم من عقود، وليس ذلك بالأمر الهيِّن، خاصة أن النفوس التى تربَّت على قيم ومبادئ لا تُقرُّها الأديان ولا تسمح بها الديمقراطية الصحيحة والتى تضمَّنها الإعلان العالمى حول الديمقراطية". أضاف: "ومع أن مرجعيتنا إسلامية، ومنها نوقن بأن فيها من القيم والأخلاق ما يحفظ للبشرية الأمن والسلام والعدل والمساواة والكرامة، ومع إيماننا الراسخ أن الله عز وجل أنزل الشريعة لنشر الخير وتعميمه وقمع الشرِّ وتحجيمه.. ومع كل ذلك الذى ندين به إلا أننا أردنا أن نبين للناس جميعًا أن ما يتغنى به البعض من نظم من وضع البشر ويقدمونها للناس على أنها طريق الخلاص والإصلاح، إلا أنهم لا يقبلون بها إلا إذا حققت لهم مصالحهم وأتت بهم، وإن لم تُحقِّق لهم مصالحهم أثاروا حولها الغبار، وأطلقوا فى وجهها الدخان ظنًّا منهم وخاب ظنهم". وأكد أن ذلك يحجب الحق أو يُشوِّه صورته، لكنهم فى كل مرة يرجعون بخُفَّيْ حُنَين، حيث يزداد الحق نصاعة وظهورًا، وتصير أعمالهم هباء منثورًا: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: 17)، ودائمًا لا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله". وأكد بديع فى رسالته الأسبوعية أن "الربانية الأساس الأول للإصلاح، حيث إن منطلق الإصلاح لا يمكن أن يؤتى ثماره ولا أن يحقق هدفه إلا إذا كان مستمدًّا من وحى السماء؛ لأن الله خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه وما يفسده". وأشار إلى أن ما تعيشه كثير من الدول الإسلامية تقتضى من أبناء هذه الدول أن يضعوا لأنفسهم ثوابت خُلُقيَّة يلتزمون بها، وهم يعملون لرفعة أمتهم وارتقاء دولتهم.. والعجيب أن ذلك جاء واضحًا جليًّا فى إعلان الأممالمتحدة، حين يقول: ينبغى أن تتحلَّى الحياة العامة فى مجموعها بالطابع الأخلاقى، وأن تتَّسم بالشفافية، ما يقتضى وضع المعايير والقواعد التى من شأنها أن تكفل ذلك". وأوضح أن من هذه الأخلاق: أولا: الصدق، التعاون والتساند، التَّراحُم والتَّعاطُف والمودَّة، الرِّفْق واللين، القول الحسن، المبادرة بالأعمال التى تخدم الوطن، الحرية المسئولة لا الفوضى، العدل، سيادة القانون، ثم السلميَّة ونبذ العنف. ودعا بديع جميع أبناء الأمة إذا ما أرادت أن تُعبِّر عن رأيها، فليكن بالكلمة الطيبة أو التظاهر السلمى، وأن نتوقَّى العنف بكل أشكاله فلا سبَّ ولا شتم، ولا تخريب للممتلكات، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بسبَّاب ولا لعَّان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذىء"، ولا إراقة للدِّماء، والإسلام يصون الدماء والأعراض والأموال، وكَانَ النَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جَيْشًا قَالَ: "انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ.. وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا طِفْلًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا شَيْخًا كَبِيرًا، وَلَا تُغَوِّرُنَّ عَيْنًا، وَلَا تَعْقِرُنَّ شَجَرَةً إِلَّا شَجَرًا يَمْنَعُكُمْ قِتَالًا أَوْ يَحْجِزُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا تُمَثِّلُوا بِآدَمِيٍّ وَلَا بَهِيمَةٍ، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا". أضاف: "أيها المسلمون: تعالوا نتَّحد على الأهداف العليا لوطننا، وهيا بنا إلى العمل فى إطار من الأخلاق والقيم التى تحفظ حقوق الآخرين، وتحترم حرياتهم، وأن نجعل شعارنا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، وأن يعمل كل أبناء الأمة لإصلاح أنفسهم، وإصلاح غيرهم وشعارهم (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: 88)".