في الوقت الذي تخوض فيه الدولة المصرية حربا شرسة على الجماعات الإرهابية المسلحة في سيناء وغيرها من المناطق الحدودية.. تخوض أجهزة وزارة الداخلية حربا من نوع آخر في مواجهة العناصر المتطرفة التي استطاعت الهرب إلى خارج البلاد، وانضمت إلى صفوف المقاتلين في التنظيمات الإرهابية خصوصا «داعش»، و«بيت المقدس»، و«القاعدة» وفى هذا الإطار قال مصدر أمني رفض الإفصاح عن هويته: «إن الأجهزة الأمنية توصلت لمعلومات مهمة، تؤكد اعتزام مجموعات من المصريين المتطرفين الهاربين للخارج، العودة إلى البلاد مرة أخرى بعد أن تلقوا تدريبات عالية المستوى أو شاركوا في عمليات إرهابية، بغرض تنفيذ عدة هجمات على منشآت ومصالح حكومية مهمة، واستهداف رجال الشرطة والجيش، وبعض السياسيين والمسئولين التنفيذيين في الحكومة، بهجمات انتحارية».. المعلومات أشارت أيضا إلى أن تلك العناصر المتطرفة، ستحاول دخول البلاد من خلال عصابات التهريب على الحدود، سواء عبر الدروب الجبلية الوعرة في سيناء، أو عبر المدقات الصحراوية على الحدود الغربية مع ليبيا، وكذلك من خلال الحدود الجنوبية مع السودان، بالتعاون مع عناصر إجرامية ومتطرفة هناك.. المصدر أضاف أن تحريات الأجهزة الأمنية المختصة بجمع المعلومات، توصلت إلى أن هؤلاء الإرهابيين خططوا لدخول البلاد خلال الفترة الحالية بغرض تنفيذ هجماتهم وأعمالهم الإجرامية، بالتزامن مع احتفالات المصريين بعيد تحرير سيناء في 25 أبريل الجاري، لذلك وضعت الأجهزة الأمنية خطة محكمة يمكن أن نطلق عليها اسم «الكماشة» تتضمن عدة إجراءات احترازية، لمنع دخول المتطرفين إلى البلاد منها: تشديد الرقابة على الحدود المختلفة، من خلال تدعيم القوات المتواجدة بالفعل بوحدات من قوات العمليات الخاصة، وتكثيف الدوريات الأمنية على مدى ال «24» ساعة، وتشديد الإجراءات الأمنية في الموانئ والمطارات وكافة المنافذ البرية. على جانب آخر.. كشف مصدر أمني مطلع عن أن الأجهزة الأمنية، استطاعت تحديد هوية أكثر من 200 شخص من المصريين الذين هربوا إلى ليبيا وسوريا، والتحقوا بمعسكرات تدريب تابعة لتنظيمي «داعش»، و»القاعدة» الإرهابيين، وحصلوا على دورات تدريبية في صنع المتفجرات، والأحزمة الناسفة، والقيام بعمليات إرهابية سواء ضد أشخاص أو منشآت، وأطلقوا على أنفسهم اسم «المرابطون الجدد»، وأنهم يخططون لتنفيذ هجمات داخل الأراضي المصرية من شأنها الإضرار بالأمن القومي، واقتحام السجون وتهريب العناصر الإرهابية التي ألقى القبض عليها في الفترة الأخيرة، وكذلك قيادات جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، وقد تم وضع الأسماء التي تم التوصل إليها على قوائم ترقب الوصول بالمطارات والموانئ، لضبطهم فورا إذا ما حاولوا العودة إلى البلاد.. وأضاف المصدر أن تلك العناصر تضم شبابا درسوا في كليات الهندسة وجامعة الأزهر، وبعضهم شارك في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والمظاهرات التي نظمها الإخوان في الهرم والمطرية.. ومن بين هؤلاء كل من: «سعيد. أ» - 33 سنة- من محافظة البحيرة، و«ياسر.أ» - 26 سنة- من دمياط، ومتولي. ع» - 39 سنة- من القاهرة، و«محمد. د» - 28 سنة - من الجيزة، وهاشم. ق» من القاهرة -32 سنة- و«محمود. ع» -36 سنة- من دمياط، و«وليد. ا» من القاهرة 29 سنة، و«أكرم. م» من الإسكندرية، و«فيصل. ط» من محافظة القاهرة، و«ممدوح.أ» من البحيرة، و«على. أ» - 36 سنة- من محافظة الشرقية، و«فرج.أ» - 36 سنة - من الشرقية، و«فرج. ط» - 34 سنة - من محافظة القاهرة، و«رزق. أ» - 33 سنة - من القاهرة، و»رمضان. ف» - 36 سنة – و«أحمد. م» - 33 سنة – و»عاطف. ش» - 33 سنة. المصدر أضاف أن تلك العناصر استطاعت الخروج من البلاد بعدة طرق من بينها الهروب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة ومنه إلى سوريا، أو من خلال شركات خاصة استطاعت تسفيرهم تحت ستار العمل في ليبيا، ومن خلال الهروب عبر الدروب الجبلية على الحدود الليبية، وهناك انضموا إلى ما يسمى بمدرسة «أبو طه» في منطقة «درنة» شرق ليبيا، وهي مدرسة متخصصة في تدريب العناصر الإرهابية على الأعمال القتالية، وصناعة المواد المتفجرة بكافة أنواعها، وللمدرسة فرع آخر في «مصراتة» الليبية، وتضم شبابا من دول عربية وأجنبية.