بين أم قاسية القلب، وأب لاهث وراء شهواته ونزواته.. عاشت الطفلة شيماء سنوات عمرها الاولى، وعندما وصلت مرحلت الشباب انفصل والداها وتزوج كل منهما مرة اخرى، وبقيت هى حائرة بين زوج أم طامع فى جسدها الغض، وزوجة أب تعاملها وكأنها خادمة.. تعرفت على شاب وجدت فيه طوق النجاة لها من هذه الحياة البائسة، ولكنه تخلى عنها هو الآخر.. ساءت حالتها النفسية وقررت أن تهرب من هذا الجحيم.. وتحت جنح الظلام جاءت من الجيزة الى الاسماعيلية، وما أن وصلت حتى سقطت فى أيدى ثلاثة ذئاب بشرية.. اختطفوها تحت تهديد السلاح وتناوبوا الاعتداء عليها داخل مقبرة، لتكتمل فصول حكايتها الحزينة.. مأساة شيماء من البداية الى النهاية يرويها محقق «فيتو» فى السطور التالية: كانت البداية منذ خمس سنوات تقريبا.. وقتها حدثت خلافات حادة بين والدى الطفلة شيماء وكان عمرها نحو 10 سنوات.. وتزوجت الأم من رجل آخر وتزوج الأب من إمرأة أخرى.. وانتقلت الطفلة لتعيش مع أمها فى منزل زوجها الجديد.. مرت سنوات قليلة وظهرت معالم الأنوثة على جسدها.. لعب الشيطان بعقل زوج الأم وبدأ يتحرش بالصغيرة ويحاول افتراس أنوثتها البكر.. خافت شيماء على نفسها، فانتقلت لتعيش مع والدها متخيلة أنها ستلقى معاملة حسنة بعد أن دخلت مرحلة الشباب، إلا أن زوجة الأب لم تتقبلها نهائيا وراحت تجبرها على القيام بكل أعمال المنزل وفى بعض الأحيان تضربها وتتعمد إهانتها.. صبرت على أمل أن يتقدم لها عريس ينقذها من هذا العذاب.. تعرفت على شاب ظنت انه فارسها المنشود إلا انه تخلى عنها وضاعف آلامها وأحزانها.. ذات ليلة تشاجرت مع زوجة والدها وقررت أن تهرب إلى حيث لا يعرفها احد.. تحت جنح الظلام حملت بعض ملابسها وذهبت الى محطة مصر وركبت القطار المتجه الى الإسماعيلية. داخل إحدى الحدائق العامة.. جلست شيماء تفكر فى مصيرها داخل هذه المدينة الغريبة عليها.. فجأة هبط على المكان ثلاثة شباب من مدمنى المخدرات.. شاهدوا الفتاة الشابة تجلس وحيدة وتبدو على ملامحها علامات الارتباك.. أيقنوا انها صيد سهل لهم.. اقتربوا منها وحاولوا التحدث معها.. تملكتها حالة من الرعب الشديد وتكورت على مقعدها الخشبى وطلبت منهم أن يبتعدوا عنها.. أشهر الثلاثة أسلحتهم البيضاء فى وجهها وأجبروها على الخروج معهم.. توسلت إليهم ان يتركوها ولم يستمعوا لها.. فى الطريق أجبروها على تناول الأقراص المخدرة واقتادوها إلى المقابر.. أدخلوها مقبرة مفتوحة وشلوا حركتها وتناوبوا اغتصابها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة دون أن يستمعوا لصرخاتها وتوسلاتها لهم بان يرحموها.. أصيبت بنزيف حاد سقطت على إثره فى غيبوبة عميقة.. ظن الجناة انها ماتت فتركوها داخل المقبرة وسط الأموات وفروا هاربين. بعد نحو الساعة.. استعادت الفتاة وعيها وتحاملت على آلامها ولملمت ملابسها ثم خرجت من المقبرة، ووقفت على الطريق الرئيسى تلوح للسيارات، ولكن معظم السائقين رفضوا التوقف لها خشية تعرضهم لمكروه أو خوفا من المسئولية.. وفى النهاية توقف أحد السائقين ونقلها الى مستشفى الاسماعيلية العام، وبدوره أبلغ المستشفى الأجهزة الأمنية بالحادث.. وعلم محقق «فيتو» أن التحريات أثبتت أن الفتاة عمرها 15 سنة، وانها تعانى بعض الأمراض النفسية وقد هربت من الجيزة بسبب سوء معاملة والديها وتخلى حبيبها عنها.. وبعد ان استعادت بعض عافيتها تعرفت على المغتصبين من خلال صورهم، ونجحت الاجهزة الامنية فى إلقاء القبض عليهم.. وداخل قسم ثان الاسماعيلية جلس الجناة الثلاثة أمام المحقق يعترفون بتفاصيل جريمتهم قائلين: « قبل الجريمة بساعات قليلة جلسنا نتعاطى المواد المخدرة بكثافة حتى غبنا عن الوعى، ثم خرجنا نتجول فى الشوارع والحدائق بحثا عن فتاة نقضى معها وقتا ممتعا إلى أن شاهدنا «الفريسة» وأدركنا انها غريبة ووحيدة فاختطفناها الى المقابر واعتدينا عليها».. اكتفى المتهمون بهذا الاعتراف المقتضب وعادوا الى حجزهم وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيق.