امتلأت قهوة المعلم فتلة بالزباين المبتهجين على غير العادة، فزباين الصبح دايما مكشرين ولا يعرفوش سكة السعادة، وشوش كان باين عليها الرضا، رغم مشكلاتها مع لقمة العيش والفضا، وشوش مبتسمة مع غير كدب ولا رسمة، زي ابتسامة صاحب بازار لما يشوف أجنبي، ما هو كله كوم وكوم تاني لما حد يهين النبي، وانتظر المعلم فتلة حتى اكتملت شلة الأنس، وهنا تحول الضحيح إلى همس.. فتوح: دي سيرة الرسول لازم تيجي في مقام إجلال، مش كلام متغطرس ويبقى اللي يحصل فيه حلال، أهي الناس من ساعة الإقالة وهي بتغني مع السلامة مع السلامة يا أبو عمة مايلة دي سيرة النبي باقية وكل المناصب زايلة.. زينهم: لكن الغريبة يا معلم فتوح هو التناول الإعلامي، تحس إن في فرحة عند الناس كأنها بتاكل الزند ودول بياكلوا كلاوي.. وملوك التوك شو كلامهم شبه بعض كأنه بغبغان غلباوي.. فتلة: كله كان معلق على نغمة ميصحش كدا يا حكومة، دا بتوع فيس بوك وشهم زي البومة، ودفاع مستميت، وكلام حويط غويط أليط فيه استعلاء، كأنهم جايين من بلاد الواء واء، ميعرفوش إن مقام النبوة هنا كبير، واللي يقرب له بسوء تطير رقبته ولو كان وزير.. فتوح: وعلى رأي اللي قال دي مش دبانة دي قلوب مليانة، هو من امتى ملوك التوك شو بيحسوا بالناس وبزعلهم، أهو شوية يصرخوا وشوية يفضحوا وشوية يتاجروا بآلامهم، لكن عند أول مطب، وأول ما الريح تهب، يقفوا في سكة غير اللي الناس ماشية فيها، وكأنها قاصدة تغيظ فيها، ورأيهم بيبقى معاكس مشاكس وكلام كله فاكس. زينهم: دول عمرهم ما كانوا صوت الناس، دول فاقدين الإحساس، صوت الناس الغاضب، مش هتهديهم قعدة المصاطب، وأهو درس وعبرة للي يطاول، أو بس حتى يقرب من المقدس أو يحاول. زينهم: دي وصفة سهلة دي وصفة هايلة.. ومع السلامة مع السلامة يا أبو عمة مايلة.. وهنا صرخ فتلة وقال: بس بقى يا عم أنت وهو كفاية هزار، وطفوا بقى النار، دي الدماغ بقت ملحوسة، وكلامنا كله هلوسة