جلس المعلم مفتوح المفتح يرص النار ويتمايل مع قرقعة مية الشيشة كأنه في زار، وسحب النفس الطويل ونشر سحابة من الدخان فضحك المعلم فتلة وقاله ما بالراحة أنت خلتها بركان، فاهتز كرش المعلم زينهم وأصدر ضحكة مجلجلة لها صوت رنان.. فتلة: مالك يا معلم فتوح بتشد النهاردة وأنت مبسوط وفرحان.. فتوح: شفتوا الانتخابات واللى جرى فيها دى حاجة تودى المورستان زينهم: أحلى حاجة فيها إن كل واحد عرف تمامه وحجمه ومقامه وسلملى على الشعبية.. فتلة: دى حاجة مهلبية فتوح: مش فرحان غير في تجار الدين اهو طلع دين... زينهم: اهدا يا فتوح ووحد ربنا واصمد كده وخليك متين.. احنا بنسيب اللى بيتكلم يتكلم لكن في أول اختبار بنبقى جامدين.. كل حزب قال أنا ياما هنا وياما هناك وعندى أنصار ومحاسيب وفى الانتخابات كانت لجان خدوا فيها أصفار ولجان تانية خدوا بالقباقيب.. فتلة: بعد النتيجة الحزن ملا الوشوش كأنهم في عزاء.. زينهم: ما أهو اللى بيلعب بأحلام الناس هتيجى لحظة وهيحس أنه قابض على الماء.. فتوح: حزب النور كده عرف حقيقته في الشارع.. فتلة: هأو هأو ده عامل زى واحد كان فاكر نفسه عنده طول فارع.. وأول ما بص في المرايا لقي نفسه قزم.. ومكسح وعنده القلب والرمد والروماتيزم.. زينهم: يعنى مولود ميت من الآخر.. طب وحدوووووه كدا حزب «النور» مات وبنكفنوووه.. فتوح: والكل طلع بطل من الورق وفى محنة الانتخابات صابته اللعنة واتحرق فتلة: آه وما دايم إلا «المدني» أما اللى بيلعب بالدين بيطلع عين أبووووووه.. زينهم: الناس زهقت وملت من الكلام اللى لا بيودى ولا يجيب.. الناس عايزة تعيش في أمان.. فتوح: دول فاكرين الشعب بينسى كل اللى حصل زمان.. زينهم: عمره في يوم ما نسى وعارف مين معاه ومين عايز ياخد اللى معاه.. ومهما كان اليوم طويل وصعب مسيرة في يوم يوصل منتهاه.. وهنا صرخ فتلة وقال: بس بقى يا عم أنت وهو كفاية هزار، وطفوا بقى النار، دى الدماغ بقت ملحوسة، وكلامنا كله هلوسة.