جلس المعلم فتوح يجهز الشيشة والنار وفجاة دخل المعلم زينهم ووشه زنهار، وغضب ربنا باين على وشه فقال المعلم فتلة مالك يا زينهم عاملك دوشة إحنا لسه هنصطبح روق كده وشد النفسين وقول الكلمتين اللى واقفين في الزور وبلاش تكشيرة وتعيش في الدور.. فقال زينهم بعد أن شد الأنفاس وذهب عنه الملل والنعاس والتكشيرة كمان وقال فين أيام زمان كنا لا بنحمل هم مدارس ولا دروس وملابس والدنيا كانت ماشية.. فتوح: وإيه اللى زاد يا معلم بلا قافية زينهم: الدروس يا معلم خاربة بيتي، المدرس من دول شبه الحانوتى والمنشار كمان طالع واكل نازل واكل.. فتلة: هما مش كانوا بيقولوا انهم هيحاربوا الدروس فتوح: طب شد يا معلم النفس ودوس، إحنا حياتنا كلها بقت حروب هنحارب الدروس ولا الإرهاب دا العيشة بقت هباب.. زينهم: كل التحويشة من بيع الكوارع والكرشة بتصب في جيب المدرس، أنا قربت أفلس، ولو بعت فوق التسعيرة ألاقى المباحث ورتنى الويل، طب مين بقى يقف لدول اللى خلوا حياتنا ليل.. فتوح: هو مينفعش أروح أبلغ إن فية مدرس بيدى دروس خصوصية.. زينهم: ده مش بعيد يتهموك أنت باللصوصية من غير أساس وباصص في رزق الناس.. فتلة: طب والوزارة معندهاش حلول.. فتوح: لأ عندها زيت وفول.. فتلة: هي امتى هتفهم إنها بتربى بنى آدمين مش عجول.. والمدرس يقول اللى عنده في الفصول مش في الدروس الخصوصية.. زينهم: دى بقت مهلبية، واللى زى دول مش مدرسين دول مهلباتية.. فتوح: ألمانيا في يوم من الأيام لقت التعليم بايظ عندها قالت إحنا أمة في خطر.. فتلة: هأو هأو هأو على كده بقى احنا بقر.. زينهم: وعملت إيه.. فتوح: اهتمت وخدت بالها لحد ما المقلوب اتعدل والميزان رجع لوضعه زينهم: إحنا عندنا بقى الكل مش على بعضه.. فتلة: ولو فضلت تصرخ مليون سنة الكل هيعمل إنه مش من هنا.. فتوح: التعليم بقى عندنا تجارة أخطر من تجارة الكيف.. والدروس الخصوصية بقت مسلطة على ولادنا زى السيف.. يتدفع يتتقطع رقبتك، ولو قلت لمدرس اشرح زى الناس وراعى ضميرك يقولك يا حلاوتك.. طب وآكل منين أنا وعيالى طب يا عم وأنا مالي.. زينهم: الحكاية بقت عاملة زى الفرخة والبيضة مين اتخلق الأول.. مين السبب في الدروس الوزارة بشحها على المدرسين ولا المدرسين هما اللى طماعين.. وهنا صرخ فتلة وقال: بس بقى يا عم أنت وهو كفاية هزار، وطفوا بقى النار، دى الدماغ بقت ملحوسة، وكلامنا كله هلوسة.