هي أساس ومفتاح الحياة فالصديق هو الذي يمشي بجوارك في الحياة يكون معك في وقت الضيق والفرح، ولكن يتساءل العديد من الناس هل مازلت الصداقة موجودة بالفعل في هذا الزمن الذي يتميز بالماديات والمصالح؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يفرق بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة؟ الإنسان يحتاج من وقت لآخر إلى صديق يحكي له تفاصيل حياته بدون إحراج يطمئن له ويأتمنه على أدق التفاصيل الخاصة به لذلك علينا أن نحسن وندقق في اختيار الصديق لأن الصديق مرآة لصديقه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ". وقديما قالوا "قل لي من صديقك أقل لك من أنت" فالصداقة كنز من كنوز الحياة التي ينعم بها الله علينا ففي بعض الأحيان يكون الصديق أقرب لك من الأخ فالصداقة ليست بعدد السنين التي نقضيها سويا ولكن بالمواقف التي تشاركتم فيها سواء في السراء أو الضراء فعلينا أن نجعل علاقتنا الإنسانية وصداقتنا بالآخرين خالية من أي منفعة وأن تكون فقط صداقة حقيقة هدفها الأخوة والمحبة فإذا دخلت المصلحة في أي شيء أفسدته. ولكن كيف نعرف أصدقائنا الحقيقين؟ فالصديق الحقيقى هو الذي يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت ويحل محلك في غيابك، صديقك الحقيقى هو الذي يظن بك الظن الحسن وهو الذي يرعاك في مالك وأهلك وعرضك وهو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه فإذا وجدت هذه الصفات في صديقك فاعلم أنك إنسان محظوظ بهذا الصديق وتمسك به فنادرا ما تجد هذه الأيام مثل هؤلاء الأصدقاء. وللأسف معظم أصدقاء اليوم يبقوا معك حتى انتهاء المصلحة وإذا انتهت مصلحتهم انتهت صداقتهم بك فإذا وجدت الصديق الحقيقي فتمسك به فقد أصبح عملة نادرة هذه الأيام.