* عمر الشريف قال لى قربي من الكاميرا.. أنت إزاي حلوة كده؟ * محمد عبد المتعال «غير جلدي».. وحققت حلم حياتي في «إم بي سي» بإطلالة صافية، وأداء رشيق عبر «روتانا»، نجحت الصبية الصغيرة في لفت انتباه الكثيرين، وخرجت منتصرة في اختبارها الأول أمام الشاشة الصغيرة، ومن هنا كانت انطلاقة الإعلامية «إيمان أبو طالب» إلى عالم الشهرة الواسع. خلال سنوات تعد على أصابع اليد، أثبتت «أبو طالب» كفاءتها، ولم تعتمد فقط على جمالها، بل استندت كثيرًا إلى مؤهلاتها الإعلامية، فما بين الفن والسياسة كانت إجابتها الواثقة: «أنا جاهزة»، في «روتانا» سجلت حضورًا مميزًا، وبين جدران «المحور» ظلت لامعة، وأمام شاشة «دريم» أظهرت قدراتها، قبل أن تحقق حلمها الإعلامي بالانضمام إلى شبكة «إم بي سي».. مزيد من التفاصيل في السطور التالية: * كيف كان انضمامك ل«روتانا»؟ البداية كانت في قناة «روتانا موسيقى» ببيروت، وكنت وقتها أول مذيعة مصرية تنضم للعمل بها، وساعدتني في ذلك خلفيتي الموسيقية، خصوصًا أنني من محبي الطرب والموسيقى بشكل كبير، وبعدها انضممت لتقديم النشرة الفنية على شاشة «روتانا سينما»، وكان ذلك بمثابة تحد كبير لإثبات ذاتي، والحمد لله، نجحت في إجراء حوارات مع كل نجوم الفن بمصر، على رأسهم الراحل أحمد زكي، وعادل إمام، والفنان الراحل عمر الشريف. * كان هناك لقاء شهير لك مع الراحل عمر الشريف.. حدثينا عن كواليسه؟ كان ذلك خلال مشاركته في إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائي، وكنت موفدة من القناة لتغطية فعاليات المهرجان، وأصريت على إجراء حوار معه، رغم أن العديد من زملائي حاولوا إحباطي وأكدوا لي أنه لن يوافق على ذلك، لأنه قليل الحديث لوسائل الإعلام، لكني أصريت على موقفي وذهبت إليه فوافق على الفور. أثناء الحوار جذبني للاقتراب أكثر من الكاميرا، قائلا: أنتي إزاي حلوة كده، أنتي قمر، وإزاي القمر ده يبقى خارج الكادر قربي من الكاميرا، ثم سألني: أنت مصرية؟ فقولتله آه مصرية، فقالي أنتي قمر، ووقعت الكلمات من نفسي موقعا جميلًا.. يااااااااااه كنت هاطير من الفرحة مصدقتش نفسي، وبقيت أقول لزملائي عمر الشريف قالي إنتي حلوة، لا أنسى أبدًا تلك الكلمات، ولن أنساها على الإطلاق. * في رأيك.. هل يلعب الجمال دورًا مؤثرًا في نجومية المذيعة؟ بالطبع لا، الجمال مش كل حاجة، وأرى أن الجمهور يعي جيدًا هذا الأمر، وما بيضحكش عليه بالشكل، لأن الشكل بيقع بعد 10 دقائق فقط من الحلقة، وإنما لازم يبقى فيه مضمون، وأنا شخصيًا لم أصبح مذيعة بسبب جمالي، مثلما يعتقد كثيرون، حتى أن عددًا من الجمهور بيقابلني في الشارع ويقولي: أكيد اختاروك مذيعة علشان شكلك جميل، لكن في الحقيقة هذا غير صحيح على الإطلاق، وأرى أن المذيعة يجب ألا تعتمد على جمالها فقط، وإنما مضمون ما تقدمه خلال الحلقة. * من أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في حياتك المهنية؟ الإعلامية هالة سرحان، بكل تأكيد هي من اكتشفتني، ومنحتني الفرصة الأولى في «روتانا»، وقالت لي إنتي هتبقي مذيعة شاطرة، ولهذا أعتبر نفسي محظوظة في حقيقة الأمر، لأن لقيت حد زي هالة سرحان يقف في ضهري ويطلع كل اللي جوايا، وحتى الآن تحرص على الاتصال بي من أمريكا وتحيطني بعباراتها التشجيعية والتحفيزية. ثم الدكتور أحمد بهجت الذي أفرد لي مساحة كبيرة على شاشة «دريم»، ومنحني فرصة كبيرة من خلال برنامج «الباب المفتوح»، وكذلك الأستاذ محمد عبد المتعال، مدير «إم بي سي مصر»، الذي أعاد اكتشافي من زاوية أخرى، ودفعني لتقديم برنامج سياسي، ومنحني ثقة كبيرة ساعدتني بشكل كبير على النجاح. * ولماذا قررت فجأة تغيير مسارك بتقديم برنامج غير فني على شاشة «المحور»؟ الحقيقة لم أكن أتخيل على الإطلاق، أنني في يوم من الأيام سأقدم هذه النوعية من البرامج، ولا أي مخلوق في الدنيا كان يتخيل أن إيمان أبو طالب ممكن تقدم حاجة خارج الفن، لكن جاءت الخطوة كنوع من إثبات الذات، وعندما أحسست بالتشبع بعد أن حققت كل النجاحات في البرامج الفنية، وهناك شعرت أنه لسه فيه حاجات جوايا لازم أطلعها في برامج أخرى، فأقدمت على خوض تجربة جديدة، واتصل بي المخرج إيهاب أبو زيد، وكان مسئولا بقناة المحور وقتها، وأخبرني بأن هناك برنامجا كبيرا تستعد له القناة، وأن الإدارة ترغب في التعاقد معك، فوافقت على الفور، وباختصار قررت أن أخوض هذه التجربة كنوع من إثبات الذات. * رغم نجاحك الكبير على «المحور» انتقلت فجأة لصفوف «دريم».. ما السبب؟ في الحقيقة «المحور» حصل فيها دروبات كتيرة، وبدا هناك نوع من الارتباك والتخبط الإداري داخل القناة، فحسيت إني لازم أغير جلدي، وذهبت إلى «دريم» وهناك منحني الدكتور أحمد بهجت، مالك القناة، فرصتي بالكامل من خلال برنامج "الباب المفتوح"، وأفرد لي مساحة كبيرة، والحمد لله نجح البرنامج في اقتحام ملفات شائكة للغاية، وقدمنا حلقات مهمة عن الإلحاد، وزنى المحارم، ومحاكمة صاحبة الجلالة، وغيرها، حتى أصبح البرنامج أفضل برنامج اجتماعي في مصر وقتها، وساعدني في ذلك أن الدكتور منحني حرية مطلقة في اقتحام هذه الملفات دون أي خطوط حمراء. * وما كواليس الانتقال من «دريم» إلى «إم بي سي مصر»؟ كان حلم حياتي اشتغل في «إم بي سي»، رغم إني عمري ما تخيلت إني أقدم برنامجا سياسيا، لكن بمجرد أن اتصلت بي إدارة القناة وعرضت عليَّ العمل بها، وافقت على الفور بلا تردد، واتصلت وقتها بالدكتور أحمد بهجت، وقلتله أنا جالي عرض من «إم بي سي مصر»، وده كان حلم حياتي، وأنا عايزة أروح، فما كان منه إلا أن قال لي: روحي طبعًا دي فرصة كويسة، و«دريم» بيتك ومفتوحة لك في أي وقت، في حال أردت العودة مرة أخرى، والحقيقة إن الأمر لم يستغرق أكثر من 10 أيام، والحمد لله تحقق الحلم. * برنامجك «نواب مصر» لم يتجاوز عمره 5 أشهر وحقق نجاحًا على «إم بي سي مصر».. ما تفسيرك؟ الحقيقة أنه البرنامج حقق صدى جماهيري كبير، بتوفيق من الله، وبعد شهرين ونصف الشهر فقط، حصل على جائزة أفضل برنامج سياسي متخصص في تغطية الانتخابات البرلمانية، وده راجع للمجهود الكبير الذي يبذله كل زملائي في فريق العمل، فضلًا عن إنه إدارة القناة تعمل باحترافية شديدة، كما أن الأستاذ محمد عبد المتعال شجعني كثيرًا، فور انتقالي للقناة وقالي: أنا متأكد إنك هتقدمي حاجة كويسة، وكنت حريصة على أن أكون على قدر ثقته بي لأنني سمعت عنه كثيرًا قبل أن أنضم للقناة. سمعت عن مهنية «عبدالمتعال» واحترافه الشديد، حتى إنني كنت أحلم بالعمل معه، والحمد لله تحقق حلمي، وأريد أن أؤكد هنا أن أبرز ما يميز «إم بي سي»، هي المهنية والموضوعية الشديدة، نحن استضفنا كل التيارات السياسية في البرنامج، بمختلف الأطياف من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وده كان ليه دور كبير في التعبير عن مصداقية البرنامج، ودور مؤثر أيضًا في النجاح الكبير الذي حققناه، وأنا سعيدة للغاية بالعمل في هذه المحطة العملاقة. هنا أود أن أشير إلى أنه فور انتقالي للقناة، بعض الأشخاص من الخارج شككوا في قدرتي على النجاح في البرامج السياسية، حتى قال أحدهم: دي إيمان دي خواجاية آخرها تعمل فن، لكن الحمد لله ردي كان من خلال النجاح الذي حققه البرنامج. * وهل تلتفتين كثيرًا لهذه الانتقادات؟ إطلاقًا.. أنا لا ألتفت عن يميني أو يساري، أنا أنظر فقط أمامي، وكل ما يهمني هو التركيز فقط في شغلي، والعمل بما يمليه على ضميري فقط. * أيهما أكثر إرهاقًا.. العمل في تقديم البرامج الفنية أو السياسية؟ البرامج السياسية بالطبع، العمل السياسي مرهق بطبيعته، السياسة بها تفاصيل كثيرة، وملفات ملغمة، وبتبقى خايف تعمل حلقة ضميرك مش راضي، لكن الحمد لله عمري ما قدمت حاجة ضميري ما كانش راضي عنها. * كان لك تجربة موفقة في مجال التمثيل مؤخرًا.. هل تفكرين في تكرارها؟ دعني أكشف لك، أنني تلقيت مؤخرا عرضين للاشتراك في عملين دراميين، لكني رفضت هذ الأمر، لسبب بسيط جدًا، وهو أنني أقدم برنامجا يوميا على مدى 6 أيام في الأسبوع، وليس لدى أي متسع من الوقت، والحمد لله أنا مستمتعة جدًا بشغلي، ولا أفكر حاليًا في خوض هذه التجربة. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"