فرحت سايباله البلاتوه اللى كان مفضيه مخصوص بحجة أنه بيعمل لى "تيست كاميرا" ورازعة الباب ورايا، وطلعت أجرى على بيتنا والدنيا مغيمة في عنيّا من كتر العياط، وأنا منهارة وحالتى النفسية سيئة إلى أقصى درجة لدرجة إنى فكرت أسيب الفن كله وأشوف لى شغلانة تانية، بس برضه ربنا ما بيرضاش بالظلم، اتصل بيّ زميلى المخرج المحترم فضل الله وعملنا الفيلم اللى سعادتك حضرت العرض الخاص بتاعه، ولما المخرج الكبير غير المحترم ده عرف بموضوع الفيلم بتاعنا وإننا لمينا من بعضينا عشان ننتجه ونحقق بيه حلمنا بقى يحاربنا في كل حتة وعلى كل الشاشات، ويقول علينا مجموعة من الهواة وإن إحنا وأمثالنا السبب الرئيسى في انحدار حال الفن المصرى وأحد أهم الأسباب في أزمة السينما المصرية ؟!! شريف أبوالشرف محاولا تهدئتها: لا... لا.. ولا يهمك يا حشمت يا بنتي، كل مجال زى ما فيه ناس أشرار، فيه برضه ناس طيبين وبيقدروا الفن والجمال والإبداع، أنا بكرة هاخصص عمودى كله في صدر الصفحة الأولى للحديث عنكم وعن فيلمكم اللى الناس كلها لازم تشوفه وتعرفه، وتقف على كم المعاناة التي تكبدتموها في سبيل خروجه للنور، وده أقل ما يجب من أصحاب الأقلام الشريفة تجاه الجيل الحلو الجميل بتاعكم. حشمت فهمى غير مصدقة لما تسمعه: مش عارفة أشكر سعادتك إزاى بس يا أستاذ شريف.. ربنا يكرمك ويكتر من أمثالك من الناس الكويسين والمحترمين اللى بيقدروا تعب الشباب ومعاناتهم. يتناول الأستاذ شريف أبو الشرف في عموده ذائع الصيت "بالشرف أقول" موضوع الفيلم قائلا: في عرض خاص بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية، حضره لفيف من الصحفيين، والشخصيات العامة، إضافة إلى أبطال العمل، تم عرض فيلم "حلمنا الجميل" من بطولة حشمت فهمي، جنا السمري، أحمد المنزلاوى، محمد فكيك، تامر حسونة، مهند الباز أفندي، ومن تأليف وإخراج فاضل فضل الله، تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب الواعد الذي لا يجد فرصة في الحياة، ويقتله طموحه، وتلح عليه موهبته المتوقدة، ولكنه دائمًا يواجه بمزيد من الإهمال والإحباط، يقرر الشباب بعد عدة مواقف سلبية أن يقفوا في وجه هذا الطوفان وأن يتحدوا الجميع لتحقيق حلمهم في التمثيل، فيقررون عمل فيلم ذاتى التمويل يؤلفونه ويخرجونه وينتجونه ويمثلون فيه أيضا، ليحققوا بهذا الفيلم الحلم الذي كثيرا ما راودهم، ولعل هذه القصة التي رأيناها في فيلم "الحلم الجميل" هي نفسها قصة هؤلاء الشباب المبدعين الذين اعتمدوا على سواعدهم الشابة الفتية وجهدهم وعرقهم ليرووا صحراء الفن القاحلة بماء نضارتهم علها تثمر زهورا يتمتعون بجمالها في يوم من الأيام، لذا فنحن ننوه عبر طرحنا المقتضب هذا.. إلى أنه يجب على صناع السينما والفن السابع عمومًا الاهتمام بهذه البراعم الندية ورعايتها حتى تؤتى أكلها في هذا المضمار، وألا نتركهم لتتكالب عليهم عوامل الإهمال والإحباط واللامبالاة فتتحور أزهارهم الغضة ذكية الرائحة إلى أشواك حادة في نبتة صبار بائسة تذروها رياح المحسوبية والوساطة والفساد. حشمت فهمى وهى تحتضن الجريدة وتقبلها في مكتب الأستاذ شريف: مش عارفة أقول لسعادتك إيه أو أكافئك إزاى حضرتك ونعم الكاتب الصحفى الشريف وعدتنى ووفيت وكلماتك دى ستظل تاجا على رءوسنا جميعا، عشان كده أنا جيت لسعادتك علطول لما اتصلت بى ولو أنى استغربت الميعاد المتأخر ده بس حضرتك صاحب فضل كبير. شريف أبو الشرف مجاملا: ولا فضل ولا حاجة أنت فنانة جميلة وتستاهلى أكتر من كده بكتير، اتفضلى إشربى العصير. تفيق حشمت فهمى بعد أن شربت العصير لتجد نفسها على حالة غير التي دخلت بها فتجمع شتات ملابسها صارخة: حرام عليك يا وغد.. يا مجرم.. هاتروح من ربنا فين ؟ أنتم كلكم كده أنيل من بعض !! حسبى الله ونعم الوكيل.. شريف أبو الشرف ناهرا إياها: بس يا بت إنتى جاية ترمى بلاويك علينا ولا إيه ؟ البسى هدومك وغورى في ستين داهية وخدى الباب وراك، هي السكة دى نظامها كده وهاتفضل طول عمرها كده، واللى يفكر فيها غير كده يبقى عبيط، تانى مرة ابقى خلى بالك من نفسك.. وافتكرى دايما إن أحلى من الشرف ما فيش....