وزير النقل يكشف مخطط إحباط «التطوير».. ويؤكد: لن أتراجع عن الإطاحة بأى قيادة حتى يتم انتشال السكك الحديدية من الضياع متابعة أحاديث المسئولين الكبار في مصر من الممكن أن تكون نوعًا من أدوية «فاتح الشهية»، فجميعهم يحاولون إحداث أمر جيد في البلد، وضع لمسات خاصة على الملفات التي يديرونها ويتحملون مسئوليتها، غير أن التراجع خطوة إلى الوراء ومشاهدة الصورة كاملة، يكشف أن خلفية الصورة ذاتها تحمل وجوهًا كثيرة لا تريد للأمر أن يتم ب«التي هي أحسن»، وأن بقاء الوضع كما هو عليه يصب في مصلحتهم ويؤكد بقاءهم لأطول فترة ممكنة. مقارنة الفقرة الماضية بالأمور داخل وزارة النقل، وتحديدًا في أروقة وردهات هيئة السكك الحديدية، ستكشف أن الوضع داخل الهيئة يتناسب، إلى حد التطابق معها، فقيادات الهيئة لا تكاد تترك فرصة واحدة دون «تكسير عظام» وزير النقل، الدكتور سعد الجيوشي، طمعًا في إبعاده، وبشكل نهائي عن فتح «ملف التطوير»، الذي من المتوقع أن تكون إحدى نتائج فتحه والعمل عليه الإطاحة بهم خارج الهيئة، وفى الوقت ذاته كشف حجم فسادهم وإفسادهم الأوضاع في السكك الحديدية. وزير النقل الدكتور سعد الجيوشي رفض أن يدير ظهره لمعركة التطوير، رغم نصائح بعض المقربين منه بالابتعاد عن هذا الملف والتعامل معه بحذر، لكنه قرر الدخول في عش الدبابير، ولم تكن المنحة الإيطالية التي فرغها مسئولو السكك الحديدية من مضمونها وتحولت لمجرد منحة للمكافآت، هي آخر المطاف، لكن يمكن القول إنها واحدة من حلقات مسلسل الفشل في السكك الحديدية، حيث انتهى الأمر بفشل المشروع الايطالى في التطوير أو بمعنى أصح إفشال عمليات التطوير بالعمد، خاصة أن الأرقام كانت تؤكد أن الخبراء الإيطاليين كانوا في الطريق للإصلاح بدليل أن الخسائر انخفضت عام 2007 إلى 180 مليون جنيه فقط، بعد أن كانت 700 مليون، وبعدها روجت الهيئة الأكاذيب عن فشل الإيطاليين بالرغم من التعنت ضدهم من قبل كبار الهيئة ورفضهم التجاوب مع الخبراء لعدم الإصلاح، وبالفعل تم إلغاء الاتفاق مع الإيطاليين وانتهت مدة المنحة عام 2009 وسافر الإيطاليون لبلادهم لتقفز الخسائر لأكثر من 5 مليارات جنيه. «الجيوشي» لم يفقد الأمل وقام بتغيير قيادات السكك الحديدية، وعين قيادة ذات خلفية عسكرية، وما أن شعر أبناء السكك الحديدية بخطوات القيادة الجديدة نحو الإصلاح حتى بدءوا في سَن أسلحتهم ضد الرئيس الحالى للهيئة اللواء أحمد حامد، الذي تم تعيينه من أجل إصلاح «الحال المايل»، واعتصم نواب رئيس مجلس إدارة الهيئة للمرة الأولى تقريبًا في تاريخ الهيئة لتهديد «حامد». وزير النقل قرر الاستعانة بالصف الثانى لإنجاز التطوير، لكنه فوجئ بقيادات الصف الثانى يفشلون بشكل كامل في إدارة الهيئة، حيث لم تتمكن القيادات الجديدة من تنفيذ خطط تطوير القطارات ورفع مستواها، ولم يتمكنوا من إعادة تأهيل الجرارات وإحياء قطاع البضائع لهذا قرر الوزير تغييرهم، وأكد في أكثر من مناسبة أنه لن يمل من تغيير قيادات الهيئة حتى يجد من يحقق فكره وينتشل الهيئة من الضياع. على الجانب الآخر، وفى مقابل تصريحات «الجيوشي» الغاضبة، بدأ «أباطرة» السكك الحديدية في إعداد مخطط «الفتك» بخطة التطوير الجديدة والمتوقع الإعلان عن تفاصيلها خلال شهر، وبدأت بعض مناوشات الهيئة ضد خطة التطوير من خلال تسريب أخبار كاذبة عن خصخصة السكك الحديدية، لتحريك الرأى العام للوقوف معهم ضد خطة الهيكلة. وأكدت مصادر داخل هيئة السكك الحديد، أن خطة الهيكلة تعتمد على عدة أجزاء الأول منها فصل الشركات التابعة للهيئة عنها تماما والثانى جلب شركة أجنبية لتطوير الهيئة وإدارتها والثالث هو طرح مشروعات القطار المكهرب وفائق السرعة والأخير هو ميكنة الإشارات. وعلمت «فيتو» أن قيادات الهيئة الذين يحركون الأمور داخل الهيئة يحاولون إقناع العمال وخاصة طائفة السائقين أن الوزير ينوى تحويل الهيئة لشركات حتى يتخلص من نصف العاملين تقريبًا بالهيئة ويبلغ عدد العاملين نحو 68 ألف عامل، وتأتى محاولات المجهولين الذين يشعلون النار بالهيئة لتحريك إضراب للعمال فورًا لإعلان عن الخطة الخاصة بالهيئة ليتم إلغاؤها وتظل الهيئة كما هي بوضعها الحالى.