لا شك عندي أن الأستاذ فهمي هويدي هو أستاذ فن تطويع الكلمات دفاعا عن هواه الإخواني رغم ادعائه بأنه لا ينتمي تنظيميا للجماعة الوحيدة التي والتي!! من أجل تحقيق هذه الغاية ابتكر الأستاذ هويدي فن الهجوم والدفاع بالورب بدلا من التصدي للب الموضوع عملا بمبدأ ما لا يدرك كله لا يترك جله. في نهاية تسعينات القرن الماضي وعندما أقدم أصدقاؤه الطالبان على ارتكاب مجزرة بحق الدبلوماسيين الإيرانيين في مدينة مزار شريف الأفغانية طلع الأستاذ بتخريجة تغطي فضيحة الطالبان وتحفظ له مكانته كداعية من دعاة التقريب فقال إنه حاول التأكد من صحة النبأ فلم يتمكن!! لكنه وجد منشورا أصدره صديقه العزيز الملا عمر يدعو فيه لاحترام حقوق المرأة وهذا ينفي تماما إمكانية أن يقوم أعزاؤه الذين شوهتهم صحافة الغرب المعادية للإسلام بارتكاب هذه المجزرة المنافية لكل القيم والمواثيق والأعراف الإنسانية والدولية. الورب في المصطلح الشعبي هو الانحراف جانبا بدلا من السير في خط مستقيم والمهم هو إنجاز أي شيء حتى ولو كان إنجازا وهميا. المُواربةُ كما يقول ابن منظور في لسان العرب هي (المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ. وقال بعض الحكماءِ: مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ، لأَن الأَريبَ لا يُخْدَعُ عن عَقْله. قال أَبو منصور: المُوارَبة مأْخوذة من الإِرْبِ، وهو الدَّهاءُ، فحُوِّلت الهمزة واواً). الأريب لا يخدع يا سيد هويدي!! تدخل هويدي غير الإخواني للدفاع عن الرئيس الإخواني المتهم من قبل الإخواني السابق محمد أبو حامد بأنه (عميل للأمريكان) حيث وضع السيد هويدي الأمر في خانة السب والقذف وإهانة رئيس الجمهورية معتبرا أن الأمر (ليس نقدا للرجل مما ندعو إليه ونشجعه، ولكنه سب علنى وقذف يعكس المدى الذى ذهب إليه البعض فى التطاول والاجتراء) كما رأى أن الأمر يدخل في إطار خطة تنفذها (الصحافة الصفراء) يشارك فيها أناس (لم نعرف عنهم جرأة ولا شجاعة فى مواجهة السلطان، وانما عهدناهم حملانا وديعة لم يتجاوز حلمها حد الانضمام لحاشية السلطان واستجلاب رضاه). كما لم يفت السيد هويدي أن يذرف دمعتين (أداء لفريضة الوقت) على المؤسسات التي يمثلها رئيس الإخوان والتي يهاجمها (الفوضويون الصفراويون الصحفيون الحاقدون)!! في مقال سابق تحت عنوان (لا يتوبون ولا يتعلمون) وتحديدا يوم 17 مايو 2012 انتقد هويدي اشتباك الإخوان ومجلس شعبهم المنحل مع المحكمة الدستورية العليا معتبرا أن (أسبابا غير بريئة تقف وراء إعداد لجنة الاقتراحات بالمجلس مشروع قانون بهذا الخصوص)، ختمه بالقول: (كنت قد دعوت أكثر من مرة لاحتمال الأخطاء واغتفارها لأن ذلك هو السبيل الوحيد للتعلم، إلا أننى لاحظت أن الأخطاء تتوالى ولكن الخطائين لا يتوبون ولا يتعلمون). لا أخطاء إذا ارتكبها الإخوان إلا ما يقر به الأستاذ!! أليست المحكمة الدستورية واحدة من مؤسسات الدولة؟ أم أن المؤسسات جرى اختصارها في مؤسسة الرئاسة الإخوانية التي يرى الأستاذ الآن أن توجيه أي انتقاد لها هو جزء من حملة ملونة صفراء وخضراء وزرقاء؟! ما قاله محمد أبو حامد له وجهان: الأول هو عباراته القاسية والثاني هو مضمون هذه العبارات وهو اتهام سياسي له حيثياته التي كان على الأستاذ أن يتصدى لها فلربما أفلح في نفي تهمة التواطؤ الأمريكي الإخواني من أجل تمرير سياسات بعينها لا نرى ثمة فارق بينها وبين سياسات المخلوع أطال الله رقدته!! كعادة أستاذ فن الهجوم والدفاع بالورب قام بسرد الاتهامات الموجهة ضد السيد مرسي وجماعته دون أن يعلق عليها ومن ضمنها (أن إحدى الصحف نقلت أن عضوا بالكونجرس تحدث عن أن أمريكا اشترته بخمسين مليون دولار!). إنه نفس تكتيك محامي الجنايات عندما يقوم بتقطيع الاتهامات الموجهة لموكله وتصغيرها والتهوين من شأنها باعتبارها مجرد كلام جرائد وهو منطق لا يستقيم من جورنالجي عتيق ناهيك عن أن أغلب معلومات الأستاذ التي يقدمها دفاعا عن مرسي هي كلام جرائد ومن ضمنها تلك البشرى السارة التي زفها إلينا من أن نتن ياهو لم ينم خوفا من وصول مرسي إلى سدة الرئاسة في مقاله المنشور يوم 20 يونيو تحت عنوان (نتنياهو لم ينم) وهو مقال مبني من ألفه إلى يائه على قصاصات أقوال صحيفة إسرائيلية. ولأن نتن ياهو ينام الآن هادئا مطمئنا قرير العين بعد فوز مرسي خاصة بعد إعلانه انضمام مصر لمحور الاعتدال العربي في مواجهة خصوم إسرائيل فمن حقنا أن نسأل السيد هويدي: لماذا اعتمد أقوال الصحافة الصهيونية وأعرض عن أقوال الصحافة الأمريكية ومن ضمنها حكاية الخمسين مليون دولار؟! لماذا أقوال الصحافة الصهيونية نص منزل ولماذا أقوال الأمريكية مجرد أقاويل لا يعتد بها؟! السؤال الجوهري الذي كنا نتمنى على الأستاذ أن يجيب عليه عسى قلوبنا أن تطمئن (لصلابة) موقف الرئيس في مواجهة أمريكا التي لم تتوقف عن سفك دماء العرب والمسلمين في فلسطين والعراق ولبنان عن سر دعم الأمريكان له ظالما كان أو مظلوما ومن ضمن ذلك الدعم وقوفها معه صفا واحدا ضد قرار حل برلمان الإخوان والذي تحدثت عنه الصحافة الصفراء والخضراء والبيضاء ومن ضمنها تصريحات ليونيل بانيتا وزير الدفاع الأمريكي الذي (أعرب عن انزعاجه من القيود التي فرضها المجلس الأعلى على اختصاصات الرئيس وقال: عليك احترام حكم المحكمة. لذا فإني أتفهم هذا. وأضاف: القلق الأكبر هو الإعلان المتعلق بتقييد سلطات الرئيس القادم). مصر لم تنم!! نقترح على السيد هويدي أن يخط بيراعه المستنير مقالا بعنوان (مصر لم تنم) على غرار رائعته (نتنياهو لم ينم) يعلق فيها على التصريحات الصاروخية التي أطلقتها أركان الإدارة الأمريكية دعما لمرسي والتي أوردتها الصحافة البيضاء والصفراء والزرقاء ولم توردها الصحافة الحمراء لانشغالها بتصريحات شيرين عن شعر صدر تامر حسني، ونصها ما يلي: فرنسوا أولاند رئيس فرنسا المجلس العسكرى المصرى سوف يصبح على خيار الصدام المباشر مع الشعب المصرى فى حال تزييف إرادة الناخب المصرى الذى اختار مرشح الإخوان المسلمين بكل وضوح وبشكل غير قابل للشك , وحل البرلمان المصرى مؤشر غير مطمئن على الإطلاق على نوايا تسليم السلطة بشكل غير درامى فى المشهد المصرى . اوباما على المجلس العسكرى عدم التدخل فى تغيير إرادة الشعب المصرى حتى لا تدخل البلاد فى ثورة جديدة قد تخرج عن نطاق السلمية ويجب عليهم إعلان الفائز فورا وبدون تلكؤ يثير الريبة وغير مبرر وعدم الخروج عن المسار الشرعى الذى حدده الشعب المصرى لنفسه واشعر بتوجس من نوايا المجلس العسكرى منذ حل الجهة التشريعية المنتخبة فى عدم تسليم السلطة والخروج من المشهد السياسى فى مصر . كاثرين اشتون المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي لماذا كل هذا التهرب من إعلان النتيجه والعالم كله بات يعرف من المنتصر فى الانتخابات المصرية هذا التهرب مؤشر خطير على نية تزييف إرادة المصريين الحقيقية من قبل المجلس العسكرى فى مصر؟! هيلاري كلينتون المصريون قالوا كلمتهم فى صناديق الاقتراع وعلى جميع مؤسسات الدولة المصرية احترام هذه الإرادة وعدم محاولة تغييرها بأى شكل وحل البرلمان التشريعى خطوة فى تزييف هذه الإراده بالقوة ومن الواضح أن وهذا التصرف غير مقبول من قبل الشعب المصرى الذى اختار مرشح الإخوان المسلمين كما اعلن القضاة على شاشات الفضائيات وأمام مندوبي منظمة كارتر ومنظمات دولية أخرى . الإخوان وتهريب متهمي التمويل الأجنبي لم يفت الأستاذ هويدي أن يعير خصوم مرسي بسكوتهم على دور العسكر في تهريب متهمي منظمات المجتمع الأمريكي قائلا (رأيناهم حينما تستروا على تسفير المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى ولم يروا فى تلك الصفعة العلنية أية إهانة للقانون أو القضاء)، متجاهلا دور جماعته الأم وبيانها الصادر باللغة الإنجليزية –إمعانا في التستر- الذي دعم موقف هؤلاء المتهمين ووصفه بالإيجابي وشكل غطاء للجهات الأخرى التي قامت بتسريبهم إلى أحضان أمهاتهم بينما بقيت اللعنة تلاحق الأطراف المكشوفة، وفي أعقاب الموقف الإخواني (المشرف) جاء الشكر الموصول من الإدارة الأمريكية لحلفائها الإخوان!! إنها صفعة أمريكية للإخوان آثر القوم تجاهلها واعتبارها كأن لم تكن!!. من أهان مرسي إذا؟! هل أهانه محمد أبو حامد أم أهانه ومعه الإخوان من أصدروا بيان العار الأمريكي أو بيان الشكر الموصول للإخوان على دورهم في الدفاع عن رعايا أمريكا من المصريين والأمريكيين؟! هل أهانه أبوحامد؟! أم ذلك السيل الجارف من التأييد والنصرة الأمريكية الأوروبية لمرسي ورئاسته ظالما كان أم مظلوما؟! من الذي أهان مرسي؟! أبو حامد أم كلينتون التي توجهت من عنده إلى إسرائيل فرحة مسرورة (راضية عن موقفه لأنه التزم امامها بالعملية السلمية وقد أوصلت رسالة التطمين لقادة اسرائيل من الرئيس المصري المنتخب). ويبقى السؤال عمن أهان مصر وثورتها وقام بتسليم مصر ومقدراتها لأمريكا وإسرائيل والسعودية مرة أخرى؟! هل هو أبو حامد أم الصحافة التي يسميها هويدي بالصفراء؟! أم مرسي وجماعته؟! في انتظار الجواب الشافي من الأستاذ هويدي، ونريده هذه المرة جوابا مباشرا بدلا من اللف والدوران والمواربة والمخادعة والمخاتلة.