على صفحات جريدة الشروق في 22 يناير 2013 كتب اأستاذ فهمي هويدي مقالة بعنوان " على أبواب العام الثالث للثورة " ..وكما هي العادة يحرص الأستاذ " فهمي هويدي " على إعطاء نفسه كل مؤهلات " الحكيم " الذي يقف على مسافة متساوية من كل التيارات السياسية المتصارعة ..حريصاً على تبيان مساوئ ومزايا كل فريق ..وان كانت الصياغة الركيكة لا تخفي هشاشة الأفكار المطروحة. فعند قراءة مقال " هويدي " سننتبه لطابع الخداع الذي يمارسه فهمي هويدي منذ صعود تيار الإسلام السياسي للحكم ..وتغير مواقفه من مدافع شرس عن الحرية أيام مبارك الى مهاجم حاد اللسان للتيار المدني بعد الثورة ..متابعا سقوطه الأخلاقي لتبرير تصرفات الحاكم الجديد وجماعته وأهله وعشيرته. وكأي كاتب صحفي أريب ومخضرم ..يعلم فهمي هويدي ...وأسمح لنفسي الآن أن لا أقرن أسمه بلقب " الأستاذ " ..أن الاحتفاظ بجمهوره يقتضي ان ينقد نقدا خفيفا الحاكم الحالي لكي يمرر هجومه على التيار المناوئ للنظام الحاكم. وهكذا أعتبر " هويدي " الداعين لإستكمال أهداف الثورة "أشخاصا عدميين " ...ينكرون إنجازات النظام الحالي والتي اعتبر أن أهمها "القضاء على الحكم العسكري وإنهاء الاستبداد بالموافقة على الدستور الجديد " ..مستخدما نفس الحجج التي يستخدمها " صبيان النظام " في القنوات الفضائية. ليس لدي أدنى شك الآن أن ما يسمي تيار "الوسط الإسلامي " متمثلاً في حزب الوسط ورموزه كأبو العلا ماضي ومحمد محسوب ومحمد سليم العوا وعبد الله الأشعل وفهمي هويدي ..قد فقدوا كل مبررات وجودهم الأخلاقي عندما أيدوا النظام الحاكم ودافعوا عن إعتداءته على الشرعية الدستورية منذ اللحظة الأولى التي دافعوا فيها عن الإعلان الدستوري الذي صاغه وفرضه بدهاء مجلس طنطاوي وعصابة التسعة عشر. بل أن شخصية كمحمد سليم العوا الذي نزل ميدان التحرير مبكرا لإقناع المتظاهرين بضرورة صياغة الدستور أولا ..كان هو نفسه من هاجم المعارضين للمجلس العسكري والإعلان الدستوري ووصفهم " بشياطين الإنس "!! ناهيك عن مشاركتهم جميعاً في صياغة الدستور المعيب وتفصيله لخدمة تيار الفاشية الدينية ...وقد فضح الفيديو الشهير للسلفي ياسر البرهامي دور سليم العوا ..بالذات .. في تمرير المادة 219 من الدستور وكيف ان سليم العوا ..بارك الله فيه ..هو من اقترح وصاغ المادة 219 والتي جعلت من هذا الدستور " أكثر الدساتير المصرية تقييدا للحريات " كما قال ياسر البرهامي بعظمة لسانه كاشفا دور سليم العوا وفضيحته !! ان الانجاز الأكبر للثورة المصرية في يناير هو إنجاز فكري ...فالثورة اختطفها تيار مراوغ ومخادع ومنافق ...لكنها ...بالمقابل وضعت تيار الإسلام السياسي وشعاراته موضع الاختبار ...فبدت كل شعاراته مخادعة ..ومجرد شعارات فارغة من المضمون ومجرد استغلال سياسي للدين دون ضمير أو رادع أخلاقي ..ففي القضية الوطنية لم تتوقف وفود الأمريكان عن التردد على مقر الاخوان في المقطم ..ولم تتوقف وفود الاخوان عن التردد على واشنطن ..والرئيس الاسرائيلي أصبح..بدون مناسبة " الصديق العظيم " ...ولا مانع لدى الرئيس الاخوانجي من " تمني الرغد لدولة اسرائيل "..أما السلفيون ..الذين رفضوا الوقوف تحية للسلام الجمهوري لبلادهم ...لم يترددوا لحظة واحدة في الذهاب للسفارة الأمريكية للتهنئة بالعيد القومي والوقوف تحية للسلام الجمهوري الأمريكي ...ناهيك عن دعوة مستشار الرئيس ونائب حزب الاخوان لليهود المصريين للعودة لمصر في ظل تهديدات اسرائيلية بالإستيلاء مرة أخرى على سيناء!! الحقيقة ..غير المنكورة ..ان ما يسمى بتيار الإسلام الوسطي ورموزه كهويدي والعوا وابو المجد ...قد خسر مواقعه وامتيازاته الفكرية والمادية ..في مصر والعالم العربي ..وأصبحوا مجرد إستطالات طفيلية على تيار الاستبداد السياسي المتقنع بالإسلام. Comment *