1 عندما يُجزم أطباء نفسيون وأكاديميون بأن 17% من المصريين مصابون بأمراض نفسية متفاوتة، فإن الأمر جدُّ خطير، وبالبحث والدراسة جدير، ويحتاج إلى كثير من التفكير والتدبير. الدراسة، التي ناقشها "المؤتمر الدولي الثامن في الطب النفسي"، حمّلت ثورة 25 يناير 2011، بشكل أساسى، جانبا كبيرا من مسئولية تفاقم أعداد المرضى النفسيين في مصر، ووصول أعدادهم إلى معدلات قياسية، وما يُعظم من شأن تلك الدراسة، أننا عندما سألنا مدير مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية، قبل أسبوع واحد من كتابة هذه السطور، عن نسبة الإشغال بالمستشفى أجاب قائلا" "نسبة الإشغال 100%.. وجميع الأسرّة مشغولة، وعدد المستشفيات والمراكز النفسية في اطراد، ما يعنى أننا بصدد أزمة حقيقية تتصل ب"نفسية المصريين"، حتى لو ظن كلُّ منا أنه "سليم نفسيا"، لا تشوب نفسه شائبة، ومن سواه هم المرضى النفسيون! 2 رئيس قسم الطب النفسى بجامعة "عين شمس"، الدكتور محمد غانم، الذي نلتقى معه في صفحة «8» في حوار مطول، يرى أن "ثورة 25 يناير" غيرت في تركيبة المجتمع المصري، وعندما سألناه لماذا؟ أجاب قائلا" "لأن غالبية المصريين اتفقت على إسقاط النظام"، وأخرجوا كل الشحنات الإيجابية من أجل تحقيق الهدف، وبعد سقوط النظام ظهرت مشكلات نفسية لدى شريحة كبيرة من المجتمع بسبب إصابة كثيرين منهم بما يشبه الصدمة، وظهرت فئات، كانت مهمشة، تبحث عن دور في المجتمع، رغم أنها غير مؤهلة لهذا الدور، وارتفع سقف مطالبهم،، نظرا لأنهم يعانون ظروفاَ اقتصادية صعبة، فانعكس ذلك عليهم في صورة مشكلات نفسية متنوعة ومركبة.. وأظهر بعض المصريين أسوأ ما تموج به صدورهم وأنفسهم". ما يجعل لكلام الدكتور "غانم" وجاهة، هو زيادة عدد المستشفيات النفسية في السنوات الأخيرة بصورة لافتة، فضلا عن اكتظاظ مستشفى العباسية بالمرضى، كما أسلفتُ، وكذلك تضاعف معدلات استهلاك الأدوية النفسية، التي تلى أدوية القلب مباشرة. 3 "المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسى".. هذه هي النتيجة التي توصل إليها الدكتور "مصطفى محمود – رحمه الله- مبررا ذلك في مقال طويل، بأن المؤمن يعيش في حالة قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير وشر، ومن ثم فإن قلبه يخاصم اليأس والغل والحقد، ويبقى في حال من الرضا والقناعة بما كتبه الله له، من أجل ما سلف.. طرقنا أبواب مشاهير الطب النفسى في مصر، طلبا لمعرفة السبيل لخروج المصريين من أنفاق الأمراض النفسية المظلمة..أريحوا أجسادكم على الشيزلونج، وصارحوا أنفسكم بما يسكنها من أمراض..فهذه أولى خطوات العلاج..