تنشر "فيتو" فى الذكرى ال82 لميلاد شاعر العامية "صلاح جاهين" (25 ديسمبر1930 ) مقالا، للفنان الذى ناضل كثيرا من أجل الحق والحرية والكرامة , كتبها فى مايو 1962 حول معركته الشهيرة مع الشيخ الغزالى قال فيها : "كنت جالسا أمام التليفزيون أشاهد وقائع المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية ووجدت نغمة خاصة بدأت تظهر عندما قال الشيخ الغزالى " لا نريد أفكارا مستوردة , نريد أن يكون هناك زي اسلامي موحد , عندنا فى القران كل شىء" كان هذا فى اجتماع المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية حيث كان الشيخ محمد الغزالى عضوا فيه ,ورد جمال عبدالناصر مهاجما وكان أيضا عضوا بالمؤتمر فقال " إن الشيخ الهضيبى يريدنى أن اصدر قرارا بمنع البنات من ارتداء ملابس معينة ..وأنا أعلم أن له بناتا يدرسن فى اوروبا بمفردهن " ثم أضاف أنه لايستطيع أن يصدر قرارا بفرض زي معين على الناس ولكن كل إنسان يحكم بيته بالطريقة التى يراها وإلا قال عنى الناس الحاكم بأمر الله ." أنا وجدتها فرصة لأرسم كاريكاتير يصور الشيخ الغزالى وعمته تسقط بحكم قانون الجاذبية الأرضيىة وهو أصلا قانون مستورد وفى اليوم التالى أخذ الشيخ الغزالى يسبنى على المنبر لمدة نصف ساعة , فقام هيكل بالرد على الغزالى فى الصفحة الأولى بالأهرام دون توقيع , وهنا تدخل عبد الناصر وقال لا أريد أن تتدخل باقى الصحف فى هذا الموضوع وأن الحوار سيكون مقصورا على الأهرام فقط باعتبارى صحفيا فى الأهرام وذلك حتى لا تأخذ المسألة شكلا غوغائىا . أما هيكل فكان فى كل رد يكتبه يؤكد أن الخلاف نظرى وسياسى بين الغزالى ورسام الأهرام وليس له علاقة بالدين وإننا لم نهاجم الدين ذاته , واستمرت الحملة حتى إن الشيخ الغزالى حرّض بعض طلبة الأزهر الذين جاءوا إلى مبنى الأهرام وحاصروا المبنى وطالبوا بإهدار دمى . هنا بدأت المساعى تتدخل لإنهاء الأزمة فجمعنى أحمد بهاء الدين بالشيخ الغزالى فى مكتب هيكل وتصالحنا وأعلنا أن كلنا فداء مصر".