توالت ردود الأفعال داخل الشارع القبطى عقب اختيار الأنبا تواضروس ليكون بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية رقم 118. "فيتو" يرصد آراء المفكرين والمهتمين بالشأن الكنسى حول طبيعة شخصية البابا تواضروس الثانى، وتأثيره على الحياة القبطية، وما يأمله المسيحيون من البابا الجديد. فى هذا الصدد، قال الدكتور إيهاب رمزى النائب البرلمانى السابق والناشط القبطى المعروف، "نشعر بحالة من الارتياح أيّا كانت النتائج الحالية، نظرًا إلى أن الكنيسة القبطية عانت منذ رحيل البابا شنودة فترة طويلة دون قائد وبطريرك يوجّه الشعب القبطى الذى بات مثل اليتيم دون أب.. انتابتنى تشككات وأفكار كثيرة قبل إعلان النتيجة، ولكن بعد اختيار ورقة القرعة الهيكلية تأكدت أنه اختيار سمائى من عند الله، وما عزّز لدينا هذا المبدأ تزامن عيد ميلاد البابا تواضروس فى نفس يوم اختياره، اليوم الأحد 4 نوفمبر، واعتبرنا الأمر رسالة من السماء". وأضاف أن هناك كثيرًا من الملفات الشائكة التى تنتظر البابا الجديد، مثل ملف الأحوال الشخصية ومشكلات الزواج والطلاق، بالإضافة إلى علاقته مع مؤسسة الرئاسة والدستور الجديد الذى تطغى عليه الصبغة الإخوانية. وفى ذات السياق، أشارت مارجريت عازر عضو الهيئة العليا بحزب الوفد والنائبة السابقة، إلى أنها سعيدة باختيار البابا تواضروس صاحب الفكر المستنير والكاريزما فى الحديث، إلى جانب كونه تتلمذ على أيدى الأنبا باخوميوس (القائمقام) وقت عمله بالبحيرة، وهو الطبيب الماهر الذى عمل بالطب فترة قبل رهبنته واكتسب خبرات إدارية وعلمية ستفيده كثيرًا فى منصبة الحالى. ودعت عازر الأقباط إلى الخروج من عباءة الكنيسة، والعمل بالسياسة فى الأحزاب المختلفة والمجتمع المدنى، لأنها طوق النجاة الوحيد والحل الأمثل لمشكلاتهم المتراكمة منذ العهد السابق. فى حين أشاد يسرى بخيت الناشط الحقوقى، بالمجهود الكبير الذى بذلته لجنة النظام برئاسة الأنبا بولا، وطفل القرعة الهيكلية كان مجرد أداة فى يد الله لتعيين البابا المختار, فالبابا تواضروس عمل كثيرًا مع الشباب فى إبراشيته بالبحيرة، وله خبرة طويلة فى التعامل مع الملفات الشائكة والطائفية بحكمة، ويحظى بحب المسلمين والأقباط معًا فى إبراشيته. واقترح بخيت على البابا بالنظر إلى إعادة هيكلة المجلس الملى العام وزيادة صلاحياته، بالإضافة إلى إعادة النظر إلى لائحة 57 الخاصة بانتخاب البطرك. بينما رأى القس يسطس كامل كاهن كنيسة العذراء بالوراق، أن الحلم فى توحيد الطوائف المسيحية ونبذ الخصومات سيتحقق على أيدى البابا الجديد المعروف بوسطيته واعتداله بعد أن أطاحت الطعون بالأساقفة غير المحببين لدى غالبية الأقباط، نظرًا إلى أفكارهم المتشددة التى تعيدنا إلى العصور الوسطى، فالبابا تواضروس هبة من الله للأقباط فى هذا الوقت الدقيق والحسّاس الذى تمر به البلاد.