مازال واقعا حيا فى حياتنا، نعود إليه كلما جرفتنا الذكرى إلى كلمة صادقة ومعان معبرة عن حالنا، ما بين اليأس والأمل تكون كلماته دائما نابضة رغم رحيله، اليوم 25 ديسمبر 2012 وهى ذكرى مرور 81 عاما. تحمل لنا ذكرى ميلاده اليوم والتى تعيد معها ذكريات وكلمات وأشعار ورسومات مازالت باقية بداخلنا، تطفو علي سطح أيامنا كلما واجهنا مصاعب أو متاعب أو حتى أفراح، لقد كان فنانا قديرا استطاع ببساطته أن يستحوذ على مشاعرنا ويلمس مواجعنا بكل حب وحنان، كلماته تطيب القلب المجروح وتشفى علل الزمان. وكلما اشتقنا إليه بحثنا بين أوراقه ودفاتره عن معنى أو فكرة ربما تحمل لنا حلما جديدا.. سواء أعمالا مؤلفة أم مترجمة مثل أشعار "القاهرة فى ألف عام" و"الحرافيش" لعبد الرحمن شوقى وعلى جناح التبريزى وتابعه قفة" لألفريد فرج وأشعار "الإنسان الطيب لبرتولد برخت التى قدمها المسرح المصرى فى منتصف الستينات من إخراج سعد أردش.
كما يضم هذا المجلد تجربة خاصة هى الترجمة التى قام بها صلاح جاهين لمسرحية أخرى لبرخت قدمها أيضا سعد أردش على خشبة المسرح فى أواخر الستينات هى "دائرة الطباشير القوقازية"، فقد ترجمها جاهين إلى العامية المصرية نصا وأشعارا، وهناك أيضا أشعار مسرحية "ايزيس" 1984 و"الحب فى حارتنا" 1972، أوبريت "أبو السباع الأكلينجى" عام 1974. أما العمل الأخير فيعتبر التحقق الكامل لصلاح جاهين مسرحيا وهو مسرحية شعرية مغناة من الألف للياء بعنوان "ليلى يا ليلى" كتبها قبل وفاته 1986 وقدمت على خشبة المسرح بعد وفاته بعامين. هذا هو صلاح جاهين أسطورة الحب كتبه ورسمه كانت كلماته أحيانا توجعنا وتثير فينا الشجون وأحيانا أخرى تحثنى على النهوض والتغيير وفى كل الأحوال كان مصدرها هو الحب الذى زرعه يوما بين أوراقه ورسوماته فعم الحب فى كل مكان.. ومع كل ذكرى نحاول أن نسترجع بعضا من حكاياته وكلماته لعلها تعيد لنا بعضا من زمانه الجميل الذى نشتاق إليه ونحن فيه لأيام كانت لها بريق ورحيق خاص وطعم للأيام.