كل شيء متاح في مدرسة «رُقي المعارف الثانوية الصناعية» التابعة لإدارة روض الفجر التعليمية بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، حتى وصل الأمر إلى إصدار إيصالات استلام نقدية من الطالبات أو أولياء أمورهن بقيمة المصروفات المدرسية باسم المدرسة بعيدًا عن إيصال 123 المعتمد لاستلام قيمة المصروفات المدرسية. ووفقًا لمستندات حصلت عليها "فيتو"؛ فإن إدارة المدرسة ابتدعت هذا العام طريقة لم يسبقها إليها أحد في المدارس التابعة للتربية والتعليم، ولجأت إلى تحصيل قيمة المصروفات المدرسية مضافًا إليها قيمة الزي المدرسي الذي تبيعه المدرسة لطالباتها، وحررت المدرسة إيصالات استلام نقدية عبارة عن ورقة بيضاء مفصل فيها أن ما تدفعه الطالبة هو عبارة عن مبلغ المصروفات المدرسية مضافًا إليه قيمة الزي المدرسي، وصدرت هذه الإيصالات قبل بدء الدراسة وقبل حتى صدور القرار الوزاري الذي يحدد قيمة المصروفات المدرسية. وبحسب المستندات التي حصلت عليها "فيتو"؛ فإن إدارة المدرسة استبدلت الأوراق البيضاء بدفتر إيصالات مسلسل يحمل اسم المدرسة والإدارة التعليمية التابعة لها ويحرر الإيصال بمبلغ 230 جنيهًا، منها 140 جنيهًا للزي والباقى للمصروفات المدرسية، ولا يعلم أحد على أي أساس حددت إدارة المدرسة هذه القيمة للمصروفات قبل صدور القرار الوزاري المحدد لقيمة المصروفات المدرسية، كما أنه لا يعلم أحد على أي أساس تقوم المدرسة بتحصيل مقابل الزي المدرسي. وفتحت هذه الإجراءات الباب للتساؤلات حول مصير الأموال المجموعة عن طريق تلك الايصالات طوال هذه الفترة، وهل تم ايداعها بحساب خاص لأحد العاملين بالمدرسة بالبنك، ولماذا لم يحصل أولياء الأمور على إيصال 123 طبقا للوائح، كذلك فما المبرر لأن تحرر الإيصالات بتوقيع المشرفة على قسم الملابس الجاهزة بالمدرسة كمستلم للنقدية، وهى أيضا المشرفة على مشروع رأس المال التابع لقسم الملابس الجاهزة بالمدرسة والمخصص له ورشة مستقلة بالمدرسة محرم على الطالبات دخولها وكانها مشغل أو مصنع خاص ببعض العاملين بالمدرسة. وفقًا للمستندات فإن عددًا من معلمي المدرسة لا يحصلون على جدول حصص وعملهم مقتصر فقط على المشاركة في تشغيل ورشة الملابس، ومع ذلك فهؤلاء المعلمين يصرفون البدلات والحوافز التي ينص عليها القانون 155 لسنة 2007 والمعروف بكادر المعلمين رغم أن القانون يشترط لصرف تلك البدلات والحوافز أن يكون المعلم ممن يؤدي عملًا فعليا داخل الفصل. كما حصلت "فيتو" على صور من يومية غياب الطالبات التابعة للمدرسة، وبدلًا من أن تلتزم المدرسة بدفاتر يوميات الغياب وفقًا لاشتراطات وزارة التربية والتعليم؛ فإن المدرسة تلزم الطالبات على شراء كشكول سلك وتسطيره على هيئة يومية غياب، وبالرغم من أن دفتر يومية الغياب هو واحد من مسئوليات شئون الطلاب بالمدرسة إلا أن إدارة مدرسة رقي المعارف اعتادت على ترك "يومية الغياب" المصطنعة في أيدي بعض الطالبات، وهو ما يعني احتمالية العبث بها أو تمزيق جزء من أوراقها وفي هذه الحالة لن يمكن إثبات الغائب من الحاضر ولا يمكن توقيع جزاءات الغياب بالإنذار أو الفصل على الطالبات المستحقات لذلك.