بعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير والذي طالب فيه الإعلاميين بتبنى خطاب إعلامي «منضبط» والبعد عن كل ما يدعو إلى فرقة المصريين، اتخذت مجموعة من القنوات الفضائية المعروفة إجراءات عديدة لتنفيذ تعليمات الرئيس.. ففى فضائية «القاهرة والناس»، أدرك مالكها طارق نور الرسالة وأصدر فرمانًا شديد اللهجة إلى «انتصار» مقدمة برنامج «نفسنة» طالبها فيه بعدم الخوض في موضوعات الإثارة أو المثيرة للجدل أو الساذجة بهدف الإثارة فقط، وإلا ستلقي مصير نظيرتها ريهام سعيد ويتم وقف البرنامج. قناة «العاصمة» هي الأخرى، كانت أيضًا ضمن القنوات التي وعت رسالة الرئيس جيدًا، ووجه رئيسها ممتاز القط رسالة تحذير شديدة اللهجة للمذيعة رانيا محمود ياسين، والتي أثارت ضجة بحديثها عن ظاهرة الإلحاد في إحدى حلقاتها، وطردها لضيفها أحمد المحروقي على الهواء مباشرة، وهددها بوقف البرنامج إذا استمرت في هذا الخط. من ناحية أخرى، كانت كلمات الرئيس السيسي أشد وقعًا على برامج «التوك شو» ومذيعيها، وأدرك القائمون على هذه البرامج أن الرئيس أشار من طرف خفي بضرورة توجيه خطاب إعلامي منضبط يخدم مصلحة البلاد في هذا التوقيت، لا ينافقه ولا يحمله أكثر مما يحتمل، وعليه أعلنت بعض القنوات حالة الطوارئ، واجتمع مسئولوها بمقدمي هذه البرامج، ووجهوا بضرورة تقديم خطاب إعلامي متزن، وكانت البداية من إدارة قناة «أوربت» التي أكدت مصادر من داخلها أن مسئولًا كبيرًا بالقناة عنف المذيع خالد أبو بكر بعدما وجه انتقادًا في غير محله للرئيس السيسي على حادث الإسكندرية الأخير. أما قناة «صدى البلد»، فقد أكدت مصادر أن مالك القناة محمد أبو العينين، اجتمع بمذيعه المدلل أحمد موسى، في اليوم التالي للخطاب، في جلسة ودية، للاتفاق على بعض الخطوط العريضة لسياسة برنامجه «على مسئوليتي»، وخلال الاجتماع أبلغ «أبو العينين» صديقه المذيع استياء بعض الجهات السيادية من أدائه، والذي يسبب من خلاله حرجًا شديدًا لمؤسسة الرئاسة، بإفراطه الشديد في مجاملة الرئيس السيسي، وتعمده إثارة الفتنة بين أنصار ثورتى 25 يناير و30 يونيو. نقلا عن العدد الورقي*