والد الرئيس عبد الفتاح السيسي «صديق عمرى».. وأهدانى «طقم أرابيسك» بعد شرائى مكتب «المشير» الرئيس معروف بالتزامه منذ الطفولة.. و«طول عمره من البيت للجامع» الخطاط مسعد خضير البورسعيدي، ابن منطقة الجمالية بمحافظة القاهرة... عندما تسأله عن نفسه يقول «أعمل في مجال الخط العربى منذ 65 عامًا، منذ أن كان عمرى 8 سنوات فقط، فأرفض العمل التجارى جملة وتفصيلا، وأرسم الخط واللوحات لوجه الفن والإبداع فقط، فمجموع لوحاتى يصل إلى 10 آلاف لوحة». ومع تزامن الانتخابات البرلمانية، كثيرا ما ارتبط الناخب بالخطاط عن طريق الدعاية واللافتات التي تغطى الشوارع، فلم يكن لنا أفضل من نقيب الخطاطين «البورسعيدى» لنحاوره حول علاقته بالانتخابات البرلمانية، ومعايشته لها. بداية.. ما هي الأساسيات التي تراعيها في رسم لوحاتك وتشكيل معارضك؟ أراعى دائمًا فكرة التميز، فقد كنت أعمل كخطاط في التليفزيون المصرى ضمن فريق كبير من الخطاطين، إلا أن تمعنى وتفكيرى في التميز هو ما جعل من عملى لوحة فريدة من نوعها. أما المعارض فأراعى أن تكون أعمالها متنوعة، حتى يجد الفنان ما يستهويه ويعجبه من اللوحات، وليعلم الدارس للخط العربى مدى إتقانى وعلمى وإلمامى بفنون العمل. وأراعى أيضًا الجمهور البسيط الذي يجب أن يجد في المعرض ما يشبهه من لوحات بسيطة غير معقدة، تستطيع أن تجذب قلبه وعينيه. مع دخول موسم الترشح للانتخابات.. كيف كنت تستعد في شبابك لهذا الموسم؟ الانتخابات تعتبر موسم عمل كبيرًا للخطاطين، إضافة إلى أن القماش يعمل على تمرين يد الخطاط على الكتابة وإتقان فنون الخط والتحكم فيه، إلا أن هذا كان منذ وقت طويل، وقد عملت لأول مرة في موسم الانتخابات في سن صغيرة للغاية، فكنت طفلًا صغيرًا في سن الثامنة وسط مجموعة كبيرة من الخطاطين المتمكنين، لذا كان لابد لى من ابتكار فكرة ما لجذب المرشح تجاهي، فأتيت بقماش طوله 30 مترا وقسمته لثلاث لافتات، وكتبت على الأولى بخط كبير «انتخبوا» تليها جملة «خضير الخطاط لكتابة لافتاتكم الانتخابية» بخط صغير، وعملت الفكرة وسرعة البديهة على جذب المرشحين فعلا، لأجد الكثيرين يطلبون منى كتابة لافتات الدعاية الخاصة بهم. هل ترى أن التكنولوجيا الحديثة أثرت في مسار عمل الخطاط في موسم الانتخابات؟ بالتأكيد... أثرت في الخطاط ككل، وليس في موسم الانتخابات فقط، فنحن نعانى الآن من تلوث بصرى في الشوارع، من اللافتات التي تفتقد الحس الجمالى الراقي، ففيما مضى كانت لافتة الطبيب لابد أن يكون لونها أبيض والكتابة بالأسود، والمحامى تكون لافتته سوداء وخطها بالأبيض، تبعًا لزى كلًا منهما، أما الآن فتجد مزيجًا من الألوان والرسومات والأشكال التي تفقد الحس الجمالى والبهاء. باختصار.. يمكن القول إن التكنولوجيا قضت على الخطاطين، فأصبح الخطاط لا يظهر إلا في موسم الانتخابات، ولا يعتبروا خطاطين من الطراز الأول، فمعظمهم هواة أو طلاب يريدون التعلم والتمرين فقط، ولا ينظرون إلى العائد المادي، لأن اللافتة الانتخابية الآن تباع ب 3 جنيهات فقط. ماذا عن الخط العربي... هل ترى أن آثار التكنولوجيا امتدت إليه هو الآخر؟ ليست التكنولوجيا وحدها، وإنما المدارس والتعليم هما العامل الأولى في التقليل من شأن الخط وإهماله، فلا تقبل وزارة التربية والتعليم بتعيين أو تثبييت مدرس الخط العربي، بحجة أنه غير تربوى -هذا إن وجد من الأساس- ولكنى أنتظر مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي قريبًا لمناقشة هذا الأمر معه لإيجاد حلول سريعة. بالحديث عن الرئيس.. هو من أبناء حى الجمالية.. فما هي صفاته الشخصية؟ بالتأكيد، كنت أعرفه تمام المعرفة، وكان والده صديقى المقرب يجالسنى طيلة الليل والنهار. كان من المعروف عنه في المنطقة أنه مسالم جدًا، ومتدين، فكان والده يحضر له الشيوخ لحفظ القرآن، الذي أتم حفظه بالفعل، ولم يكن كباقى الشباب يميل إلى الصخب، وإنما عرف دائمًا باستقامته، فكانت تحركاته ما بين المنزل والمسجد، إلى أن التحق بالجيش. وهل جمعتك مواقف شخصية مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟ قابلته للمرة الأولى، عندما تم استدعائى ذات مرة من عملى بالتليفزيون إلى مقر الرئاسة في عابدين، أذكر أن زكريا عزمى قابلنى وقال لي: «مبروك الريس اختارك»، فتعبجت ومازحته قائلا: «طب وهتعملوا إيه في رئيس الوزراء لما يرجع من رحلة علاجه»، فضحك وقال لى «انت مفكر أنه اختارك رئيس وزراء». وعندما دخلت على مبارك، استقبلنى استقبالا حسنًا ومتواضعًا، وسألنى كيف أكون بهذه الشهرة وأنا في سن صغيرة رغم أنه يسمع عن لوحاتى منذ أمد بعيد ويراها منذ صغره، فقلت له إننى أعمل في الخط العربى منذ نعومة أظافري، ولاحظت خلال مقابلتى له أنه يتمتع بحس فكاهى عالٍ. وطلب منى وقتها أن أقوم بكتابة دعوة حفل زفاف نجله علاء مبارك، فذهبت إلى المنزل سريعًا وجلبت أدوات العمل وعدت إلى مقر الرئاسة وانتهيت من إعداد الدعوة هناك، دون الخروج منه، وقد عرض على مكافأة مالية عقب انتهائى من إعدادها إلا أننى رفضت رفضًا تامًا.