نقيب الخطاطين فى حواره مع «الأخبار» «يا مصر ولادك عليك مش صابرين.. مع إن اسمك أم الصابرين».. كلمات سطرها الفنان الخطاط ورئيس نقابة الخطاطين المصريين مسعد خضير البورسعيدي تحت لوحة رسمها بالحروف عن مصر الباكية، وأكثر من ذلك أشار في ذات اللوحة إلي عشرة خناجر تقطع في جسد مصر الباكية، وعندما سألته عن هذه اللوحة وتاريخها أكد بأنها جاءت من وحي ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأنها تعبر عما بداخله وبداخل كل مصري من جراء ما تتعرض له مصر من مشاكل وعلي مدي السنوات الثلاث الماضية.. لقد حرص مسعد خضير نقيب الخطاطين علي وضع هذه اللوحة الخطية وراء مكتبه الذي يجلس عليه في محرابه الفني بالجمالية، والذي شهد تفاصيل هذا الحوار، ومن قبل أن نبدأ أشار من بعيد إلي أحد الكراسي الأرابيسك والمطعمة بالصدف، مؤكداً علي أنها جاءت من مصنع الحاج سعيد السيسي بخان الخليلي، ومن دون تعليق آخر طلبت أن يدور شريط التسجيل لنعرف منه أكثر عندما نتحدث عن الخط وارتباطه بالأحداث.. لابد لنا أن نسألك.. أين موقع الخطاطين من أحداث الانتخابات القادمة سواء الرئاسية أو البرلمانية؟! دعني في البداية أقولك إن الخطاطين لدينا لهم عدة فئات، فهناك خطاط البوهية الذي يقوم بكتابة اللافتات القماش، وهو أكثر الفئات ارتباطاً بمثل هذه الأحداث. وهل هؤلاء من أعضاء نقابة الخطاطين؟ طبعاً.. فأي خطاط يحترف هذه المهنة فهو عضو في النقابة. إننا مازلنا في بداية المشوار ولذلك عددهم وصل حتي الآن 800 خطاط فقط، في حين أن العدد الرسمي يصل إلي 150 ألف خطاط!! ومن المفترض أن يكون كل هؤلاء أعضاء في النقابة. وماذا عن القيمة المادية التي يستفيد منها الخطاط؟ الخطاط المحترم المتخصص في التصميم يمكن أن يصمم 4 إعلانات فقط وقيمتها تساوي كتابة مائة لافتة من القماش بالنسبة للخطاط المبتدئ، وهذا كما قلت لك من قبل يتوقف علي فهم الناخب لأهمية شكل الخطوط في توصيل برنامجه والترويج لاسمه. معني ذلك أن شكل الخط وجماله يلعب فعلاً دوراً مهماً في الترويج للمرشح؟ بطبيعة الحال.. وهذه الإجابة لابد أن تؤدي بنا إلي مقولة «الجواب يبان من عنوانه» بمعني أنك عندما تستعين بخطاط فنان فأنت سوف تقدم برنامجاً مهماً، وعلي فكرة إن تأثير جمال الخطوط لا يقتصر فقط علي حالات الدعاية الانتخابية بل يؤثر فيك حتي وأنت تسير في الشارع أو عندما تذهب إلي طبيب حيث تجذبك لافتة اسمه من جمال خطوطها. وهل نفهم من حديثك السابق أنك تحذر الناخب من الاستعانة بالخطاطين غير المحترفين.. أم ماذا؟ طبعاً أحذره.. لأن عدم اهتمامه بكتابة لافتات دعايته يجعل الناخبين غير مطمئنين له ومن ثم فإن عليه اللجوء للمحترفين والرواد خاصة في تصميم اللوحات الدعائية حتي ولو تمت طباعتها. وهل هناك ميزانية للخط في الوزارة؟ ميزانية للأسف لا تذكر. ودعني أقول لك في هذا السياق إن مكافأة وكيل وزارة واحد تكفي لتغطية نفقات كل مدارس الخطوط!! انتخابات مختلفة هل إذا ما اكتفي المرشح بخطوط الكمبيوتر يمكن أن يؤثر ذلك علي هذه الحملات؟ دعني أحدثك عن الانتخابات القادمة باعتبارها انتخابات مختلفة تماماً ومن دون غيرها من الانتخابات. وما وهو الخلاف؟ لدينا مرشح واحد في انتخابات الرئاسة ولن يقوم بعمل لافتة واحدة لنفسه، بل إن كل الناس في مصر هم من سوف يتولون هذه المهمة، وطبعاً أنا أقصد السيسي.. ونستطيع أن نقول إن كل الخطاطين في مصر سوف يكتبون لافتات التأييد له، إذا هنا أقول لك وبتفسير أكثر إن كل خطاطي مصر سوف يكتبون لافتات تأييد للسيسي من دون غيره! بل وأكثر من ذلك فإن هناك خطاطين سوف يرفضون كتابة لافتات لصباحي! هؤلاء هم الخطاطون الثوريون الذين يفضلون السيسي دون غيره، وقد سمعت أكثرهم يقول ذلك ويؤكده في إحدي جلساتنا الخاصة. وماذا عن الانتخابات البرلمانية.. وموقف الخطاطين منها؟ سوف تشهد رواجاً كبيراً للخطاطين، وهذا ما أكدته لك من قبل خاصة في عواصمالمحافظات والتي ليس بها تطور كبير في المطابع الحديثة. وما الأسعار؟! الخطاط يكتب المتر القماش ب51 جنيهاً، وربما تصل في الأرياف إلي جنيه وجنيهين فقط! إذن الخطاط المحترف هو من يحصل علي ال51 جنيهاً، أما الآخر الذي يستعين بالصبغة في الكتابة والتي لا عمر لها حتي أنها تختفي إذا ما طالها الماء سواء في الندي أو المطر. وهل لك أن تقول كلمة لكل الناخبين من أجل الاستعانة بالخطاط المحترف حتي تظل لافتاته بلا تغيير؟ إنني أنصح هؤلاء بضرورة الاستعانة بالخطاط الذي يكتب بمواد لا تتأثر بالماء.. وطبعاً أسعارها باهظة إلي حد ما. ثلث الميزانية لو سألك أي ناخب.. كم من الأموال تلزم كتابة لافتات حملته الانتخابية، فماذا تقول له عن ذلك؟ أقول له: اعمل حسابك في ثلث الميزانية المخصصة لك في هذه الحملات. من يدفع نفقات لافتات تأييد السيسي؟ كل الناس في الشارع، مثل التجار والجيران وأصحاب المحلات.. حتي ان الخطاط نفسه سوف يتبرع بكتابة بعض هذه اللافتات ومن جيبه الخاص.. وكل ذلك يأتي من اقتناع الناس والخطاطين بهذا الرجل وبأعماله وبدوره في الماضي وفي المستقبل، ودعني أضرب لك مثالاً واحداً علي ذلك.. إنه يوجد في خان الخليل تاجر كبير يعلق لافتات ضخمة للسيسي وفي كل مكان وكلها علي نفقته الخاصة.. وطبعاً ذلك أيضاً يأتي عن قناعته به وبأعماله، إضافة إلي ذلك أن السيسي نفسه من الجمالية، وأنا أيضاً من الجمالية بل وكنت صديقاً لوالده، حتي أن لدي كراسي أرابيسك اقتنيتها من محلاته بخان الخليلي واسم الشهرة علي فكرة «حسن السيسي» وهو من أفضل رجال الجمالية. هذا الرجل يملك أكبر متحف أرابيسك ونحن نعرف أن اسمه في البطاقة سعيد ولكننا نناديه دائماً باسم الحاج حسن السيسي.