انتقد المرجع الشعيى اللبنانى العلامة السيد على الأمين، إقدام بعض الشيعة على "سب الصحابة"، معتبرا أن ذلك أمر مخالف لآداب الإسلام وتعاليمه. وقال في حوار له مع الزميلة "الأهرام العربي"، إن منطق السبّ وعدم الاحترام للرموز الدينية هو منطق مرفوض ومخالف لآداب الإسلام وتعاليمه، وأصدرت كتابًا قبل سنوات باسم (زبدة التفكير في رفض السبّ والتكفير) وأظهرت فيه فساد ما يقوم به البعض من إساءات لتلك الرموز التي تتجاوز في رمزيّتها حدود المذاهب والطوائف. وأضاف، السيّدة عائشة رضى الله عنها هي أم المؤمنين بنص القرآن الكريم، وقد جاء في الحديث أن (المسلم من سَلِمَ الناس من لسانه ويده) فكيف يجوز التطاول بالسب على أئمة المسلمين والخلفاء الراشدين، رضى الله عنهم أجمعين وغيرهم من الرموز الدينية لكل المذاهب والأديان. وتبقى المسئولية على العلماء والمرجعيات الدينية في نشر هذه التعاليم بين الناس لعزل ومحاصرة تلك الفئة الشاذة من المسيئين في كل الطوائف. وحول التقريب بين السنة والشعية في المنطقة، اعتبر أن الموقف المشهور عن الإمام الراحل الشيخ محمود شلتوت، خطوة ذات أهميّة كبرى في التقريب بين أبناء الأمة الواحدة من السنّة والشيعة، وهذا ما يعبر عن انفتاح الأزهر الشريف وريادته للفكر الجامع ووعيه المتقدّم لمخاطر الانقسام والفرقة، وهذا النهج هو ما يسير عليه الأزهر الشريف اليوم بإمامة الدكتور الشيخ أحمد الطيب الذي يعمل بجد على نشر ثقافة الاعتدال والحوار. مستطردا، نحن نرى أن الحوار المطلوب والذي يسهم في عملية التقريب بين المذاهب، يجب أن ينطلق مجدّدًا من الأزهر الشريف لما له من مكانة علمية ودينية لدى عموم المسلمين. لافتا إلى أنه ليس المطلوب من الحوار أن يصبح المسلمون على مذهب واحد، وإنما المطلوب أن ننطلق من المشتركات التي تجمع، وما أكثرها، وأن يفهم المسلمون أن تعدد المذاهب لا يخرجهم عن الدين الواحد الذي يتسع لكل الاجتهادات المشروعة المنطلقة من الكتاب والسنة وإن اختلف العلماء في فهم النصوص ووسائل إثباتها، لأن النصوص الدينية في معظمها ليست من باب الأرقام التي لا تختلف نتائجها، بل هي نصوص تختلف درجات الوضوح فيها. وقد يختلف العلماء وأهل الاختصاص في دلالاتها أحيانًا وفى ثبوتها سندًا أحيانًا أخرى، وقد يتعارض بعضها مع البعض الآخر، لذلك تتعدد آراء الفقهاء ومذاهب المجتهدين، وما يجب قوله إن المذاهب ليست أديانًا متقابلة وإنما هي نتيجةُ آراءٍ بذل أصحابها مشكورون جهدهم من أجل الوصول إليها، فإن أصابوا فهم عليها مأجورون، وإن أخطأوا فهم فيها معذورون. وتنضوى تلك الآراء برغم اختلافها تحت دين واحد وهو الإسلام الذي يجمعها، فهى اجتهادات تبقى في إطار الإسلام وتحت لوائه، والمهم أن نُبعد عن اتباع المذاهب صفات التعصب لها والانغلاق عليها، ودعوى امتلاكهم للحقيقة الشرعية.