* مشكلات العلاقة بين المالك والمستأجر غيرت مسارى * الثمانينيات والتسعينيات المرحلة الذهبية في تاريخى العملى * ما زلت أعمل وسط 2000 مهندس من زملائى وتلامذتى * مع الانفتاح الاقتصادى حققت نجاحات ضخمة لم أكن أتوقعها * أسهمت في تشييد 4 مدن وفندق سميراميس ومصنع الدبابات ومترو الأنفاق ولد رجل الأعمال حسين صبور عام 1936 بحى مصر الجديدة بالقاهرة لأسرة متوسطة الحال، وكما يقول -في حوار ل "فيتو" بمناسبة بدء العام الدراسى عن ذكرياته أيام الدراسة- فقد أمضى في هذا الحى أفضل سنوات العمر، وفى أوائل الأربعينيات التحق بالمرحلة الابتدائية بإحدى مدارس مصر الجديدة، حيث كان له الكثير من الأصدقاء بعضهم هاجر إلى خارج مصر وبعضهم استقر هنا، وفى حى مصر الجديدة كانت الحياة هادئة للغاية وعرف الحى بجماله واتساع شوارعه، حيث نافس أفضل أحياء باريس في ذلك الوقت. وإلى الحوار: *ما هى أسماء المدارس التي تلقيت فيها تعليمك؟ حصلت على الشهادة الابتدائية عام 1947، والتحقت بالمدرسة الثانوية، حيث كنت متفوقًا على أقرانى وحصلت على الشهادة الثانوية لألتحق بكلية الهندسة قسم مدنى جامعة القاهرة حيث تخرجت عام 1957، قبل أن أتجاوز 21 عامًا، ثم حصلت بعد تخرجى على دبلوم تخطيط الطرق عام 1958، ودبلوم التنمية الأساسية عام 1962. *كيف بدأت رحلتك مع البيزنس؟ فكرت فور تخرجى في عمل مكتب استشارات هندسية صغير بالتعاون مع صديقين لي إلا أنهما لم يستمرا كثيرًا، حيث سافر أحدهما إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1962، وسافر الآخر في نفس العام إلى كندا ولم يعودا ثانية، فقررت العمل بمفردى في تصميم المساكن والوحدات السكنية، إلا أنه وخلال عام 1963 بدأت مشكلات العلاقة بين المالك والمستأجر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ودخلت مصر عصر الصناعة فانتقلت من بناء الوحدات السكنية إلى بناء المصانع، واستمر الأمر كذلك حتى عام 1967 حيث حدثت النكسة، ودخلت مصر مرحلة جديدة من الصراع الذي غابت معه التنمية وأصبحت الأولوية لإعادة بناء الجيش. *ماذا كانت وجهتك بعد ذلك؟ قررت البحث عن فرصة عمل جديدة فسافرت إلى ليبيا وخلال فبراير 1968 اشتركت مع أحد الأصدقاء في افتتاح مكتب استشارات هندسية، إلا أنه وخلال عام 1969 قامت ثورة الفاتح بقيادة الرئيس الراحل معمر القذافى، فاختفى شريكى وقررت أن أختفى حتى لا أتعرض لأذى، إلا أن القيادات هناك بحثت عنى وعندما علمت أننى لست متورطًا في أي مشكلة رحبوا بعودتى إلى الأراضي الليبية عام 1971، وظل المكتب الاستشارى مفتوحًا هناك حتى الآن، وكنت أقوم بتوزيع العمليات الهندسية بينه وبين مصر، بحيث أسهم في تنمية وطنى "مصر". *ومتى عدت إلى مصر؟ خلال عام 1975 عدت إلى مصر وذلك مع الانفتاح الاقتصادى، حيث حققت نجاحات ضخمة لم أكن أتوقعها، وحصلت على مهمة تنفيذ 2 كوبرى، وتلاها عدة عمليات حتى صار مكتب "صبور للاستشارات الهندسية" أكبر المكاتب الاستشارية وأشهرها على الإطلاق، ومثلت فترة الثمانينيات والتسعينيات المرحلة الذهبية في تاريخى العملى، حيث حققت انتشارًا واسع النطاق داخل مصر وخارجها. *هل كان لك دور في تنفيذ المدن الجديدة التي أنشأها السادات؟ قمت بتنفيذ مدينة السادات والسادس من أكتوبر، وبنى سويف الجديدة، والمقطم، وفندق سميراميس، بالإضافة إلى مصنع الدبابات، وكذلك محطات الكهرباء العملاقة، والصرف الصحى بالقاهرة، والصرف الصحى لمدن القناة بالكامل، وكذلك الخطين الأول والثانى بمترو الأنفاق. *احكى لنا عن قصة الشراكة مع البنك الأهلي؟ طلب منى رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصرى منذ 22 عامًا الدخول في شراكة لإنشاء شركة استثمار عقارى برأس مال مدفوع 5 ملايين جنيه، وحققت الشركة نجاحًا منقطع النظير، كما أنشئت شركة لإنشاء القرى السياحية والفنادق وكان لها نجاح كبير أيضًا. *من هم أشهر أصدقاء رحلة الدراسة؟ أولا الوزير فؤاد سلطان، وزير السياحة البارز، الذي كان من دفعة 1951 في الشهادة الابتدائية بمدرستى بمصر الجديدة، وكانت تربطنى به علاقة جيدة منذ الطفولة، إلا أنه التحق بكلية التجارة وأصبح أول مدير عام لبنك مصر – إيران. أما الشخصية الثانية التي كان من أبرز أصدقائى ولكنه كان يصغرنى بعدة سنوات، وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، حيث التقينا بدولة الكويت حيث كان يعمل أستاذًا جامعيًا ومهندسًا استشاريًا فأشرت عليه بالتركيز في أحد الأعمال وترك الآخر، فقرر التخلى عن مهنة الأستاذ الجامعى، وصار من أكبر أصحاب المكاتب الاستشارية المتخصصة في أعمال الكهرباء. *أخيرًا ما هى النصيحة التي توجهها للشباب ؟ أوجه شباب مصر إلى ضرورة العمل الجماعى الذي يحقق الأهداف التنموية، ولابد من الابتعاد عن العمل الفردى فأنا ما زلت أعمل وسط أكثر من 2000 مهندس من زملائى وتلامذتى، وأدعو الشباب إلى القراءة والبحث والاطلاع وتنمية قدراتهم، فالعلم أساس التقدم والنجاح. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو"