النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد    بعد انسحاب الدالي، شرط وحيد يمنح هشام بدوي أول مقعد في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالجيزة    جبران: مصر تؤكد التزامها بتعزيز بيئة العمل وتبادل الخبرات مع دول الخليج    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    6 مليارات دولار استثمارات في مصر أبرزها، 10 معلومات عن العلاقات الاقتصادية المصرية الكورية    أسعار الخضروات اليوم الخميس 20 نوفمبر في سوق العبور    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب إنهاء مهلة أمريكية التعامل مع شركتين روسيتين    لمدة 5 ساعات.. فصل التيار الكهربائي عن 17 قرية وتوابعها بكفر الشيخ اليوم    مسئول أمني: المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط تكثف نقل مقاتليها إلى أفغانستان    استشهاد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلى على منزل جنوبى قطاع غزة    موعد انضمام كريستيانو رونالدو لتدريبات النصر السعودي    مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس    الاستعلام عن الحالة الصحية لعامل سقط من علو بموقع تحت الإنشاء بالتجمع    تجديد حبس عاطل بتهمة الشروع في قتل زوجته بالقطامية    موظفة تتهم زميلتها باختطافها فى الجيزة والتحريات تفجر مفاجأة    شبورة كثيفة وانعدام الرؤية أمام حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    عرض 6 أفلام قصيرة ضمن "البانوراما المصرية" بالقاهرة السينمائي اليوم    هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات    الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال    وزير الصحة يتابع توافر الأدوية والمستلزمات الطبية في جميع التخصصات    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    شوقي حامد يكتب: الزمالك يعاني    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أضرار التدخين على الأطفال وتأثيره الخطير على صحتهم ونموهم    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    هند الضاوي: إسرائيل تكثف تدريباتها العسكرية خوفًا من هجمات «داعش»    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    المطربة بوسي أمام المحكمة 3 ديسمبر في قضية الشيكات    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين صبور.. الرجل الذى باع مصر للإسرائيليين
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 05 - 2014

* «محلب» يقرر إحالة فضيحة بيع 80 فداناً من أرض المستقبل لصبور إلى الأجهزة الرقابية عقب النشر فى «صوت الأمة» ويقول لن نتستر على فساد
* أصبح رجل أمريكا فى منتصف الثمانينيات وكان الضيف الأبرز للسفير الأمريكى فى بيته
الا ان ما أثلج صدورنا، وأعاد بريق الأمل فى وقف هذا التراجع الذى يجرى على قدم وساق بفعل مراكز قوى فى الدولة العميقة وأجهزة الحكم، ومراكز السلطة، ما تلقيناه من تأكيد المهندس ابراهيم محلب وزير الاسكان فى اتصال هاتفى صباح صدور «صوت الأمة» العدد الماضى، لنلمس حجم الفزع الذى اصاب «الوزير الجاد» مما نشرناه عن هذه الصفقة المريبة، وما ابلغنا به من انه قرر احالة ملف هذه الأرض للأجهزة الرقابية فوراً.
ونعود هنا إلى قصة الرجل الذى عاث فى مصر فساداً طوال 40 عاما على الأقل.
حسين فايق صبور حصل على الثانوية العامة من مدرسة مصر الجديدة والتحق بكلية الهندسة ليتخرج عام 1957، بعد ان حصل شقيقه الأكبر محمد على بكالوريوس الطب وعمل استاذا بكلية طب عين شمس، وتزوج من المهندسة ليلى القوصى، وكان والدها أحد مهندسى الرى الكبار.
عمل فى مجال المقاولات حتى هجر مصر متجها إلى ليبيا للعمل كمقاول لمدة كبيرة، حتى قامت الثورة الليبية فاستعمل كل الحيل لتهريب أمواله من ليبيا، وعاد بها إلى مصر، «وقتها كان فاروق عبدالمنعم يعمل مقاولا هناك» وقد حاول صبور بعد الثورة الليبية الأخيرة ان يلتهم جزءا من الكعكة الليبية، فقال: إنه من المتوقع أن يتعامل معنا الجانب الليبى كما فعلت الكويت سابقا بمنح الدول التى ساعدتها الاستثمارات الكبرى، وهو ما دفعنا إلى فتح قنوات اتصال بيننا والجالية المصرية وجمعيات رجال الأعمال بليبيا، وسيتم خلال الشهر الحالى التشاور فى كيفية فتح المجالات الصناعية المصرية، مشيراً إلى أنه يوجد فى ليبيا أكثر من 750 ألف مصرى تجب الاستفادة منهم بصورة صحيحة.
بعد عودته اتفق صبور مع المهندس صلاح حجاب الأخ الاكبر للشاعر سيد حجاب، والذى يطلق عليه زملاؤه لقب «شيخ المعماريين»، وهو رجل بدين وظريف وابن بلد ونكتة، ومن نوادره قوله انه عند سفره لا يجد مقاسه فى الكرافتات وفى الحقيقة أن حجاب رجلاً نظيف اليد، وكان شريكه الاخر ابن خالته المهندس محمود صالح المحاسب السابق فى شركة «شل» للبترول، واحد الاضلاع الرئيسية فى المكتب الاستشارى، حيث افتتح المكتب فى 22 شارع لطفى حسونة بالدقى، فى عقار مملوك لزوجته نجوى عبدالعزيز القوصى، وتكون المكتب من عدد من اللواءات المهندسين ومجموعة من مهندسى الرى والتعمير القدماء، الذين شاركوا فى العمل بالسد العالى والسكة الحديد، ليسهلوا خدمة المكتب فى أماكن عملهم الاصلية، وحصل بهذه الطريقة على اعمال كثيرة من جميعات الاسكان ومنها جمعية التحرير وصقر قريش وغيرهما صبور كانت له قضية كبيرة فى صقر قريش وتحديداً فى مشروع مدينة نصر بالحى العاشر حيث تسبب فى اهدار مئات الملايين من الجنيهات من أموال الأعضاء بعد أن انهارات بعض العمارات عام 1984 ووجدت إدارة الجمعية هناك عيوباً ب77 عمارة تم ايقاف العمل بهم واحيلت القضية برمتها إلى نيابة الأموال العامة وكعادة التحقيقات بمصر التى يكون طرفاً فيها بعض القطط الثمان مازالت القضية فى أدراج نيابة الأموال العامة.
ونجح صبور فى الاستحواذ على أعمال كثيرة من وزارة الاسكان فى عهد الوزير حسب الله الكفراوى خاصة فى المدن الجديدة مثل العاشر من رمضان و6 اكتوبر والسادات والساحل الشمالى، فضلا عن الاشراف على اعمال كبرى مثل مترو الانفاق ومصنع 200 الحربى لانتاج الدبابات.
انجب حسين صبور ولدين هما أحمد وعمر، وعندما كبرا عملا فى نفس المجال، ثم توسعا فى الاستثمارات العقارية والسياحية قبل ان يتخارج من المكتب الاستشارى المسجل أصلا لدى نقابة المهندسين باسم صلاح حجاب وليس صبور، وتسمى المكتب اسم حجاب وصالح.
وكان المهندس الاستشارى حسين صبور (تخصص مدنى) مؤسسا لمكتب باسم «المكتب الاستشارى صبور» والترخيص لهذا المكتب بإسم المهندس الاستشارى محمد صلاح حجاب (تخصص تخطيط عمرانى وعمارة )، وشارك فى هذا المكتب ابن خاله صبور محمد صالح وزوجة صبور المهندسة ليلى عبد العزيز القوصى ونتيجة استغلال حسين صبور للمكتب بطريقة فردية، حيث كان هو المسئول عن التعاقدات والعلاقات العامة فاستطاع أن ينفرد دون شركائه بمنصب الشريك الرئيسى فى البنك الأهلى للتنمية العقارية وأسند لنجله (أحمد) العضو المنتدب (لمغارة على بابا) أيام الديكتاتور الاقتصادى محمود عبد العزيز، رئيس البنك الأهلى.
واستطاع أن يكون ثروة من امتلاكه لأراضى المجتمعات العمرانية الجديدة من وزارة الإسكان حتى اختلف مع الوزير محمد إبراهيم سليمان ثم اختلف مع الشريك الرئيسى لمكتبه صلاح حجاب، حيث كشف الأخير أن الأول يعمل لحسابه وحساب أسرته دون مراعاة لمصلحة المكتب، كما ورط المكتب فى قضايا جنائية مالية فى فترة الدراسات والتسويات لرجال الأعمال المتعثرين وأشهرهم حاتم الهوارى ومجدى يعقوب وغيرهما، فطرد من المكتب الاستشارى الذى أصبح بيت خبرة هندسى رقم (2) بإسم صالح وحجاب دون حسين صبور وزوجته..ليبادر بالتقدم بطلب ترخيص باسم المكتب الهندسى الاستشارى (حسين صبور) والمهندسة ليلى القوصى سجل هندسى رقم (494) ووضع العنوان فى (4 شارع السكة التجارية كورنيش النيل – مبنى اركاديا – القاهرة) وتخصص المكتب (هندسة استشارية) إلا أنه استخدم سابقة خبرة المكتب الاستشارى الهندسى (صبور) فى التسويق لنفسه من خلال مكتب لا يجب أن يعمل إلا فى مجال الهندسة الإنشائية دون غيرها.ومقر هذا المكتب هو نفس المبنى الضخم الذى استولى على أرضه بعقد مشكوك فى صحته ونزاهته ملك جمعية العاملين بمؤسسة (أخبار اليوم) والتى كان يترأسها (إبراهيم سعد) والرجل الذى ارتبط اسمه بتغطية الفساد. والذى قررت النيابة العامة حبسه أو رد مبلغ الخمسة ملايين جنيه عمولة قيامه بعمل عقد البيع بين (أخبار اليوم ، وحسين صبور) هذا المبنى (اركاديا) هو أرض (أموال يتامى) من غلابة الصحفيين والعاملين فى (أخبار اليوم).
بدأ صبور مرحلة جديدة بعد التخارج فى مجال الاتجار والتربح من الاراضى، بعد خطفه لأكبر عميلين للمكتب وهما البنك الاهلى المصرى، لينشئ بالمشاركة معه شركة الاهلى للاستثمار العقارى، ودار اخبار اليوم الصحفية والتى نجح فى اختطاف قطعة ارض مملوكة لها بكورنيش النيل، اقام فيها مولا تجاريا وسكنيا اطلق عليه اسم «أركاديا مول».. وكان هذا المول محل تحقيق فى قضية كبرى لدى نيابة الاموال العامة، بسبب بيع الأرض بالامر المباشر، سدد فيها المحامى فريد الديب خمسة ملايين جنيه بشيك فى النيابة، كان حصل عليها كاتعاب عن كتابة العقد بين اخبار اليوم وحسين صبور، بينما لم تكن مقابل أتعاب، ولكن للحاجة إلى محلل لتمرير الصفقة، التى دفعت إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة الأخبار وقتها إلى الهرب إلى سويسرا لبعض الوقت، قبل ان يجرى التعتيم على القضية، بعد سداد الديب للمبلغ.
وشهد مول اركاديا واحدة من ابشع الجرائم فى عام 2000، حيث قتل الشاب الثرى محمود روحى ابن المليونير محيى روحى، من عائلة جرانة لأمه، على يد نجل جمال عمر داخل نايت كلوب بالمول، ودفن فى ارض والده بالهرم.
ولوجود هذا المشروع على كورنيش النيل، متجاهلا المنطقة الشعبية العشوائية التى تقطن خلفه، فقد تعرض للنهب خلال احداث جمعة الغضب اثناء الثورة، وسرقة محلات وشقق وشركة أحمد صبور به، بعد اقتحام الشركة وحرقها، وفتح خزائنها، وسرقة محتوياتها ومن بينها شيكات بنكية على عملاء الشركة.
تعرف صبور اثناء عمله فى ليبيا إلى فاروق عبد المنعم صاحب شركة موبيكا، وصهر ابراهيم سعدة، وصارا صديقين، وساعده فى عملية تهريب امواله من ليبيا.
واشترك صبور بعد عودته بسنوات، مع وزير سياحة سابق فى تقييم فندق هيلتون طابا، اثناء عملية نقل ملكيته من اسرائيل إلى مصر، ليقدم اكبر هدية ومجاملة لليهود فى تقييم الفندق، بالاتفاق مع مسئولين امريكيين، مقابل عمولة كبيرة، وصلت اخبارها للدكتور كمال الجنزورى الذى رفض مبدأ التفاوض على تسعير الفندق، دون اشراك موظفين كبار بالحكومة، لتدفع الدولة دون معرفة اساس عملية التقييم التى قام بها صبور، علما بأن الارض فى الاساس ملكية سيادية خالصة لمصر، وتصادف ان حصل صبور بعد انتهاء المفاوضات مباشرة على قطعة ارض كبيرة فى شرم الشيخ، اقام عليها فندقا فخما جعل على ادراته نجله عمر.
وكانت علاقة صبور بالامريكان بدأت تتوطد فى منتصف الثمانينيات، حيث كان دائم التردد على منزل السفير الامريكى وقتها، فضلا عن السفارة نفسها، وكان يمثل احدى جمعيات رجال الأعمال المصرية الأمريكية، وصار بذلك احد اهم رجال أمريكا فى مصر.
أقدم صبور بعد ذلك على ترشيح نفسه فى انتخابات نادى الصيد، الذى يضم نسبة كبيرة من مهندسى الرى ورجال الأعمال، لينجح فى الانتخابات، ويترأس النادى، ويتعرف فى ذلك الوقت على رجل الاعمال اشرف فرج حوت الأراضى ورجل إبراهيم سليمان المقرب، الذى منحه أغلب ممتلكاته من أراضى الدولة فى القاهرة الجديدة، حيث كان عضوا بمجلس ادارة النادى، وكان فرج قد بدأ حياته فى البيزنس بهدم الفيلات التاريخية بمنطقتى الدقى والمهندسين، فأنشأ بالمشاركة مع صبور والشبكشى والشربتلى امبراطورية مالية للاستحواذ على اكبر كعكة من اراضى الدولة فى التجمع الخامس.
لكن عقبة كبيرة واجهت حسين صبور، فلم يكن ابراهيم سليمان يطيقه، ورفض تسهيل اى اعمال له، واغلق فى وجهه كل ابواب الوزارة، باعتباره واحدا من شلة حسب الله الكفراوى، واستطاع صبور تخطى تلك العقبة، بالاستعانة بشريكه وصديقه الجديد أشرف فرج إلى جانب مدحت علام صهر صلاح دياب، فى الحصول على مساحات هائلة من الاراضى فى التجمع الخامس، بعد ان اسند عملية بناء مشروع سكنى على احدى القطع المخصصة لأشرف فرج نفسه، ثم باع له الأرض بالمشروع أمام مبنى النيابة العامة الجديد، ليتوسع صبور فى الحصول على قرارات التخصيص ليستولى على مئات الافدنة من اراضى الدولة، فى القاهرة الجديدة والشيخ زايد وشرم الشيخ، ومن بينها القطع ارقام 1 و13 على مساحة 111 فداناً ورقم 18 على مساحة 178 فداناً فى التجمع الخامس بقرار من ابراهيم سليمان بتاريخ 19 يونيو 2005 قبل رحيله عن الوزارة بعدة اشهر، مقابل عمولة للوزير دفعها بواسطة مدحت علام، والمفاجئ فى لعبة التربح من اراضى الدولة، ان صبور باع الأرض فى اليوم التإلى مباشرة إلى شريكه أشرف فرج المستندات التى ننشرها اليوم يفيد موافقة إبراهيم سليمان على تخصيص المساحة لشركة الأهلى للاستثمارات العمرانية ملك حسين صبور مساحة 178 فداناً وفى اليوم التالى تمت الموافقة على أن يكون الحجز باسم العربية للتنمية العقارية «تحت التأسيس» وبحسبة بسيطة يتضح أن 178 فداناً فى 4200 متر مربع = حوالى 750 ألف متر ويفيد العقد الذى حررا فى ذات اليوم أن الوزارة باعت المتر لأشرف فرج ب225 جنيهاً بالتقسيط المريح فى الوقت الذى كان المتر يباع ب1500 جنيه ليكون اجمالى ربح الصفقة أكثر من مليار جنيه هذا عدا عدد من الأراضى التى حصل عليها صبور فى الشيخ زايد و6 أكتوبر وشرم الشيخ غير التلاعب فى ادخال أخبار اليوم والبنك الأهلى بالمشاركة فى مشروعات لرجال أعمال خصصت لهم أراضى فى شرم الشيخ وهذا الملف ملئ بالمخالفات والتربح وسوف تفتحه «صوت الأمة» فى الأعداد القادمة.
ونأتى إلى احدث العاب صبور فى التربح من اراضى الدولة هذا الأسبوع، والتى كشفنا عنها الاسبوع الماضى، وهى مساحة ال 11 الف فدان التى استحوذ عليها فى ارض جمعية المستقبل، التى سبق ان صدر قرار جمهورى رقم 365 لسنة 2004 بتخصيصها ضمن مساحة 10911 فداناً لصالح شركة المقاولون العرب قبل عشر سنوات، لسداد مديونية الدولة للشركة، بينما لا نعرف من صاحب تقييم تلك الارض وقتها ولا قيمة المديونية، ولا صاحب قرار التسليم، ولا من أتى بالمدعو فتح الله فوزى لتسليم المشروع المدعو «مدينة المستقبل» الذى ظهر فجأة على الارض، وما علاقته بشركة المقاولون العرب المملوكة للدولة اصلا، علما بانه سبق اتهامه فى قضية اموال عامة قبل عدة سنوات.
وقد فاجأنا صبور عقب كشف هذه الفضيحة فى المتاجرة بأرض الدولة من الحكومة وشركة المقاولون التى لم تستثمر الارض طوال عشر سنوات كاملة، واخيراً حفنة من رجال الاعمال على رأسهم حسين صبور الذى أتى فيما يبدو بواجهة هو فتح الله، على غرار الصول سمير زكى الذى جعله رجال مبارك على رأس جمعية 6 أكتوبر ليكون واجهة لتقسيم أراضى الحزام الأخضر على المحاسيب، فجأنا بنشر اعلان فى عدد الأهرام الصادر الأربعاء الماضى عن مشروع مدينة المستقبل، وقال انه حاصل على القرار الوزارى رقم 65 الصادر منذ 6 سنوات فى عام 2008، على ارض مسجلة بالمشهر رقم 4108 لسنة 2007 شمال القاهرة، لانشاء مشروع سكنى فاخر على خمس مراحل..!
فى حين ان وزير الإسكان المهندس إبراهيم محلب فزع مما نشرناه حول بيع هذه الارض سرا إلى صبور والذين معه، وابلغنا فى اتصال هاتفى صبيحة يوم النشر، بأنه قرر احالة ملف الارض والمزايدة التى جرت عليها لحساب صبور إلى الأجهزة الرقابية والرقابة الادارية فوراً.
إن سجل جرائم حسين فايق صبور بحق المال العام لا ينضب، ويكاد لا يفتحه أحد فى هذا البلد، فهو الذى حدد وقيم أثمان الشركات المخصخصة بالخسارة المتعمدة، وهو من قيم 90% من أصول الدولة وأتى ببرنامج الخصخصة المعدل من بريطانيا عام 1979، وكانت أول هدية صهيونية أمريكية له هى فندق سميراميس انتركونتيننتال المشروط بناؤه باستيراد الخامات والرسومات الهندسية من امريكا، لضمان عودة المكسب لها ولعملائها، وهو من جلب نظام ال B.O.T لمصر لضمان تبعيتها منذ نصف اغسطس 1996، وهو صاحب انتشار لعبة البولينج فى مصر لضمان تعظيم عوائد ادواتها لإسرائيل صاحبة المصانع ومجلس اتحاد اللعبة الدولى.
المفاجئ ان النائب العام فى عهد الإخوان تلقى أربعة بلاغات مدعمة بالوثائق عن فساد وتربح حسين صبور واهداره للمال العام، إلا انها لم تر النور من وقتها، وجرى حفظها فى ثلاجات الادراج العميقة لنظام الاخوان تماما كما كان فى عهد مبارك.
ووراء هذا سبب هام، حيث القى حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ونائب رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب بنفسه فى حشن الاخوان فور وصولهم إلى السلطة، وكان ان دعاه مرسى لمصاحبته فى زياراته إلى الخارج، وقال عقب تلك الزيارات التى قام بها الرئيس مرسى للسعودية وإثيوبيا أننا سنلمس آثارها الايجابية على الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة، وأن السبيل الوحيد لإرساء دعائم الاقتصاد هو تأكيد احترام القانون والاتفاقيات التى وقعتها مصر عن طريق المسئولين الحكوميين السابقين مع الدول والمستثمرين، كما قال فى بداية حكم مرسى إن الفترة المقبلة سوف تشهد عودة الدور الريادى لمصر فى إفريقيا خاصة بعد حضور الدكتور محمد مرسى القمة الإفريقية التى انقطعنا عنها لمدة لا تقل عن ال20 سنة، لافتا إلى أن الدول العربية فى حاجة إلى مزيد من الزيارات وتوطيد العلاقات.
الطريف ان صبور الذى تسبب فى خسارة مصر فى صفقة هيلتون طابا وباعها للاسرائيلين، خرج علينا ليطالب بضرورة تحسين جو المناخ الاستثمارى حتى لا نتعرض مستقبلا للجوء مستثمر أجنبى إلى التحكيم الدولى الذى تسبب فى خسارة مصر نحو 90% من القضايا وأهدر العديد من مليارات الدولارات من أموال الشعب..!
نشر بعدد 688 بتاريخ 17/2/2014


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.