يبدو أن حمى الاستقالات لن تتوقف عن حزب الوفد فهذا النزيف بدأ منذ سنة باستقالة أعضاء من أمانة الجيزة وأكتوبر مروراً بالمنيا التى أعلن 23 شخصاً استقالاتهم منها والفيوم أيضا حيث تقدم 21 شخصا باستقالاتهم من الوفد وأخرها محافظة كفر الشيخ التى تقدم 20 منها بالاستقالة لفؤاد بدراوى نائب رئيس الحزب.والجدير بالذكر أن الاستقالات كلها تكون لنفس الأسباب وهى ضم أعضاء من الحزب الوطنى المنحل أو اعتراض على السياسات الخاطئة للحزب بالتحالف مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وتباين مواقف الوفد بين تأييد الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب للمجلس العسكرى تارة و للإخوان المسلمين تارة أخرى وذلك على حساب تذبذب مواقف الحزب فى تأييد ثورة 25 يناير وشبابها. وفى هذا السياق أكد أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد أن الديمقراطية هى الأساس الذى يعمل عليه الحزب وبالتالى من حق أى شخص التقدم باستقالته ولكن بعد عقد جلسة مناقشة معه لمعرفة السبب الرئيسى لاستقالته.وشدد عز العرب على أن الحزب لا يقصى أحدا من أعضائه وكل عضو يتقدم باستقالاته نحاول استرضاءه بجميع الطرق والوسائل وحينما نفشل فى هذا الأمر نترك الخيار له بالاستمرار داخل الحزب من عدمه.وأشار نائب رئيس الحزب إلى أن الوفد قامة كبيرة ولن يهتز باستقالات المئات منه ونحن لا نجبر أحدا على الاستقالة .وقال د عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن حزب الوفد لا يكون إلا بإثارة المشاكل والخلافات فهم قوم اتفقوا على ألا يتفقوا فهذا هو الحال بالنسبة للوفد.وأكد ربيع أن السبب فى هذا الأمر وجود تركيبات مختلفة الهوية والانتماء داخل الوفد بالإضافة لضم أعضاء من الحزب الوطنى للحزب وهذا ما جعل الأعضاء يفقدون ثقتهم فى الحزب الذى ناضل ضد الاحتلال والظلم فى ثورة 1919 وتبنى دور الثائر ثم خذلهم بعد الثورة وخلال أحداثها بتأييد د السيد البدوى للمجلس العسكرى ثم التحالف مع الإخوان المسلمين فكل هذا أربك حسابات الوفد وثقة الأعضاء فيه وتقلب مواقف الحزب هو السبب فى فقدان مصداقيته داخل أروقته وفى الشارع.
