وقف عبده المهللاتى يصيح بأعلى صوت طالبا من صبى المقهى أن يخفض صوت التلفيزيون فرأسه يكاد ينفجر, وهو ما دفع المعلم دنجل لأن ينهر صبيه ثم ذهب إلى المنضدة التى يجلس عليها الرجل موجوع الدماغ مستفسرا عما يؤرقه وينغص عليه عيشته ففتح المهللاتى على الرابع وبدأ يحكى حكايته ومن حوله يلتف زبائن المقهى العتيق. المهللاتى: بالأمس يا إخوان كنت اقرأ إحدى الصحف اليومية فوجدت فيها خبرا مثل القطران, فيهود مصر ممن هاجروا فى القرن الماضى وأبناؤهم يطالبون بالعودة إلى مصر واستعادة أملاكهم التى تركوها وفروا هاربين. دنجل: وما يخيفك يا مهللاتى أفندى؟ المهللاتى: وهل الأمر يحتاج لسؤال يا معلم؟.. ألا تعلم أن لليهود خمسة أرباع مصر , فهم الذين بنوا الأهرامات وحفروا نهر النيل العظيم كما شقوا القنال أيام السخرة, بل هم أيضا من انشأ وا مترو الأنفاق خط حلوان المرج, وإذا عادوا فالمؤكد أنهم سوف يستعيدون تلك المنشآت وسنصبح عمالا لديهم بالأجرة وربما طالبوا بمنصب رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء وكل المراكز والمناصب القيادية بالبلاد, وكل خوفى أن يغلقوا القنوات الفضائية والأرضية أو يعيدوا تسميتها بأسمائهم فتتحول قناة الرحمة إلى محطة شالوم وهكذا! دنجل : يا خرابى.. ألهذا الحد؟! المقللاتى: ما هذه الخرافات يا مهللاتى يا أخويا, هل أصابتك لوثة أم انك نمت بالأمس دون غطاء؟ المهللاتى : ماذا تقصد؟ المقللاتى: لقد قرأت مثلك ذلك الخبر لكن ركبى لم ترتعد وتخبط فى بعضها, فاليهود الذين هاجروا حين أقيمت دولة إسرائيل على أشلاء ارض فلسطين العربية لم يتركوا وراءهم أى ممتلكات بل جمعوها كلها فى شوال كبير وأخذوها معهم , ولم يتبق لهم سوى محل واحد وهو محل الرجل اليهودى فى فيلم لعبة الست الذى منحه لنجيب الريحانى قبل أن يرحل عن مصر. المهللاتى: طيب والمعبد اليهودى وتلك الحارة التى تحمل اسمهم فى القاهرة, ماذا عنهما؟! المقللاتى : لا يا خفيف, فهذه مجرد مسميات, فهل فى درب سعادة رجل سعيد, وهل فى عزبة الباشا يوجد باشاوات .. يا عزيزى كلها مسميات لا تدل على حقيقة الأمر, ولو حصل وعاد اليهود إلى مصر فاغلب الظن أنهم سيعملون فى بيوتنا عبيدا عليهم الطاعة ولهم لقمة العيش ومن يكل منهم نلهب ظهره بالسوط, كما أننا لابد وان تكون نساؤهم وبناتهم سبايا لنا وكل أملى أن أحظى بالبنت راشيل بطلة فيلم لعبة الست فهى بضة وجميلة وأنا أريد تحسين النسل بعد أن دمرته زوجتى حميدة بنت شلبية.