المصريون ليسوا أطفالا للوصاية عليهم.. والإخوان أفسدوا مشروع الثورة د.محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أثار عاصفة مدوية بتصريح أولي به مؤخراً حول مسلسلات رمضان قال فيه إن هذه المسلسلات مفسدة وخطة متعمدة، لسرقة وقت الإنسان وتمنعه من تنفيذ «مشروع التقوى»، التصريح أثار موجات غضب عارمة من المبدعين، الذين أعلنوا أن المرشد ليس وصياً على الشعب، وأكدوا ل«فيتو» أن القادم أسوأ. الفنانة فردوس عبد الحميد قالت ل«فيتو»: أريد أن أعرف ما هى وجهة نظر المرشد فى كلمة «مفسدة» وإذا كان يعنى بأن مسلسلات رمضان «مفسدة» فالفن فى وجهة نظره ليس له قيمة، وليس مطلوباً مع أن النبى «صلى الله عليه وسلم» يقول: «روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت»، فردوس تساءلت بغضب: هل عين المرشد نفسه وصياً على الشعب المصرى واعتبره طفلاً صغيراً لا يعرف مصلحته؟! أما داليا البحيرى فتصف كلام «بديع» بشديد الخطورة ويعنى أن القادم أسوأ. لكن الفنان عزت العلايلى يتهكم من المرشد بقوله: شكراً على نصيحتك، وكلامك يفتقد المنطق، فإذا أردت قول شيء فقله كاملاً وأوضح وجهة نظرك فى الأشياء المفسدة فى عرض مسلسلات رمضان، مع أن للإنسان مطلق الحرية فى مشاهدتها أو عدم مشاهدتها، ملخصاً خطابه للمرشد بقوله: لماذا تقف أمام الفن؟ هل تريد العودة بنا إلى عصور الظلام؟ السيناريست بشير الديك يقول منزعجاً: لا أعرف شيئاً اسمه «مرشد عام جماعة الإخوان» فليس هناك منصب رسمى لهذا المسمى، ورأى المرشد فى الفن لا يعنينى، وقد وقع «بديع» فى خطأ التعميم، ولا أعرف شيئاً عن مشروع التقوى الذى يتحدث عنه. وعلق السيناريست فيصل ندا على تصريح بديع ساخراً بقوله: يجب أن ندرس تأثير مسلسلات رمضان على مشروع التقوى، فمن الممكن أن ينتهى المشروع بعد صلاة التراويح، فيتمكن الشعب من الترويح عن نفسه بعد الصلاة بمشاهدة المسلسلات!! ندا أضاف: نحن نصوم ونصلي، فهل هذه «التقوى» تختلف عن «التقوى» التى يعرفها المرشد؟ وهل نحن مقصرون فى تقوانا كى يكملها لنا المرشد؟ باختصار كلام المرشد يهدف لمهاجمة الفن. أيمن سلامة مؤلف مسلسل «مع سبق الاصرار» توقع صداماً كبيراً بين التيارات الإسلامية المتشددة والفنانين والمثقفين والمبدعين فى خلال الفترة القادمة، ووصف كلام المرشد بأنه «لا يغنى ولا يسمن من جوع»، ولن يؤثر على الشعب، وأكبر دليل هو كمية الإعلانات الضخمة التى تتخلل المسلسلات، ونسبة المشاهدة العالية، والشعب أصبح يعرف «الإخوان» جيداً وماذا يريدون، هم يريدون لفت نظر الشعب بعيداً عنهم حتى لا يظهر عجزهم. أما مخرج مسلسل «عرفة البحر» أحمد مدحت فيرى أن الثورة فن وإبداع، والفن وسيلة لتقدم المجتمع، ويجب على «الإخوان» إدراك هذه الحقائق جيداً، وإذا فتحنا المجال أمام كلام المرشد فسوف تفسد الرياضة وبرامج التوك شو «مشروع التقوى» لذا لا يجوز صدور هذا الكلام عن مرشد الجماعة. «من يريد مشاهدة المسلسلات فليشاهدها، ولسنا فى حاجة إلى من يعرفنا ديننا وكيف نتعبد إلى الله»، هكذا بدأ عمر عبد العزيز مخرج مسلسل «أهل الهوى» كلامه مضيفاً: ومع وجود بعض التجاوزات فى عدد من المسلسلات إلا أننا نرفض الوصاية علينا، ونحن ضد الفن الهابط، وليس معنى هذا إلغاء الفن، ونرفض وجود رقباء وأوصياء على الفن، والشعب هو صاحب القرار فى الحكم على المسلسل، هل هو جيد أم ردىء والأيام القادمة سوف يتحول الإخوان فيها إلى «فتوات جدد». محمد الغيطي، مؤلف مسلسل «البحر والعطشانة» يقول: المرشد لا يفهم أن ملايين الأسر تعيش على صناعة المسلسلات، فهى مصدر مهم من مصادر الدخل القومي، كقناة السويس والسياحة، مضيفاً: كلام المرشد يحوى وصاية على الشعب، والمواطن لن يقبلها أبداً، فالفرد حر فيما يشاهده، وتصريح بديع بأن الفن والمسلسلات حرام ومضيعة للوقت فهذا يأتى بنتيجة عكسية، إذ تتضاعف نسب المشاهدة للمسلسلات. بينما الفنان صبرى فواز فيرى أن حديث المرشد بافساد المسلسلات مشروع التقوى مردود عليه بأن الإخوان أفسدوا مشروع الثورة، وكان كلامهم فى بداية تصدرهم المشهد السياسى بأنهم يحترمون الفن والإبداع، واتضح أن هذا مجرد كلام وفقاعات هواء للوصول إلى الحكم والإخوان يقدمون وعوداً كثيرة لا يحققونها. «لا يجوز الرد على المرشد لأنه يهدر قيمة الفن عندما يصف مسلسلات رمضان بالمفسدة» هكذا أكد محمد على مخرج مسلسل «الهروب» مضيفاً: هذا الاتهام يهدم تاريخ الفن المصرى العريق، وكلام المرشد لا يمت للواقع بصلة، وللإخوان مخطط ورؤية تتلخص فى أنهم ضد حرية الإبداع.