إيمي نور تكتب «ابن وحي القلق»

تَرَّي ولا تُرَي تلك إحدى صفات الغيب، ويالكفاء البديهة قاتلة المعدن والبرهان
ويالزمن تباعد ثم لامس فما كان اختياري سوى خوف أذاب على غضبه
ويالطريق كان طبيب العاطفيين ومُمَرِن على أعمال البصيرة البصر
أقف على ريح لأجد نفسي خارجها
فما دلني أحد عليًّ سواي
فمن رَحِم هويتي ولدت، ومن قمر الديانات القديمة آمنت
ومن رحيل ورمال خطاي
فليملأني الرحيل أُلوهَّة
ففي سفري الطويل يطل عليَّ آلهة ويذهبون، لأرى الماض آت
فيتمرد عليَّ قلبي
فأمشي زاهدًا في الحياة
لم أترك دليلا أو محلا
وبما تبقى من حياء أشَكِل يومي إلا أن يستَقِلَّ
فما لي سوى مملكة الرمال وتاجها
وأحدث نفسي معاتبًا قائلًا:
أرحل عنك
أسافر عن جميعك
فيلويني التباعد
وكأن لا أحد اليوم في قلبك ولا على عينيك مرَّ
فأتذكر نظرة النهر مؤنبة تقول:
أريدك مستريحًا
وأجيبها:
كيف لي والموت لوَّن كل شيء.. وألقى بين أعْظُمنا عروقه
وكيف لي والعمر يأتي عند لحظة ويعلن بين أيدينا مروقه
وأنام ليلتي.. ليأتيني وَحيٌ قَلِقْ يقول:
ماذا إذا قيل لك ستموت الآن
أجيب:
سأطيل النظر إلى نحلة وجدت رزقها في رحيق الثمر فأنا ابن الأمل
ثم أخذ قيلولة بين حلمين مطمئن فأنا ابن ربي
وليثمر الموت حياة
فأنا من يحفظ خريطة الفردوس أكثر من كتاب الأرض.. أنا ابن الأمل
فلنكون على خطى الصاعدين إلى السماء.. وننسى الألم
ليرد الوحي عني قائلًا:
أنت الضعيف كعرش بلا ذاكرة
أنت القوي كيأس يضيء ولا يحترق
أنت القريب كالمطر وأغاني الفرح
أنت البعيد خال نخل السماء.. ونبيذ معتق
يا وعد جديد غدا
فلتجد لك متسعا لاختيار الهدف
فأنت منذ الآن أنت
أنت ابن ربك وابن الأمل
لأصحو من نومي سالمًا مُنَعمًا
فسلامًا على من رقصوا يومًا على قبري وأيامي القليلة
وسلامًا على عيونك يا من كنت يوما بعيدًا عن شكوكي
وسلامًا على معلمي الأول فقيه الأمل
أنا المرور والتذْكِرة بأنكم مرضى بالأمل
فإن كان دمع العين خذلان وملح
وبكاء اللحن يَلِح.. سأظل أنا ابن الأمل
أنا أدرى منكم بالإنسان والحنين والأرض الغريبة
أنا من كان عمري أضيق منِي
فأنا ابن الحلم الأمل
أنا من يرحب بالصغار الباحثين عن حيز غير محتل
أنا من يصنع من شفافية اللا شيء الجميل أمل
نحن الغافلين النائمين من يحررنا سواه، فكن وفيًا
أما نحن
فلنحترم القيامة أكثر بعد الموت
ولنسعى للقاء رب الأمل كعطشى لنقصان متجدد
أما أنا
أنا القربان وإياك نعبد وإياك نستعين
أنا القربان.. إن نطقتَ أفقت
وإن مِتَ كنت الإشارة الأخيرة
أنا من أخذ من جسده النحيل جسرًا لكل العابرين إلى الحقيقة
الأمل
لنطيع نواياك، ولنشتهي أن نكون ضحاياك
فلربما أصاب الأحلام خلل طارئ
في صورة وحي قلق
فأنا ابن ربي
أنا ابن الأمل
انا ابن وحي قَلِق